إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة واكتساب تقنيات إقناع أصحاب المال بتمويل المشاريع الصغيرة هي النقاط الأساسية التي يحاول المعهد الوطني للتجارة إكسابها لطلبته حتى تفتح لهم فضاءات جديدة للعمل بعد التخرج مع توجيههم لسوق الاستثمار الخاص، ولتنمية مواهب الطلبة واستقطاب المؤسسات الصناعية الكبرى والمصارف، قرر المعهد تنظيم أول منتدى دولي حول "المقاولتية" أيام 16 و17 ماي الجاري بالتنسيق مع معهد ويليام ميتشغان بالولاياتالمتحدةالأمريكية يتم من خلاله عرض خبرات أكبر الجامعات العالمية في مجال التجارة مع استقطاب اهتمام الأساتذة الجزائريين في المهجر للحديث عن خبراتهم وتجاربهم لتكون أرضية لما سيتم العمل به في الجزائر مستقبلا. خرج المعهد الوطني للتجارة من البرامج التدريسية التقليدية ليواكب التطور والمتغيرات الاقتصادية من خلال إدراج مواد تدريسية جديدة تتماشى والتحولات التي مست التسويق والإشهار، المناجمنت والتجارة العالمية، حيث يستفيد طلبة السنة الثالثة لتخصص مناجمنت منذ سنتين من دروس في مجال "المقاولتية" تم اقتراحها من طرف الأستاذ كمال مرابطة العائد من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن درس لمدة 20 سنة بإحدى أكبر جامعاتها، وهي المادة التي تسمح للطلبة باختيار مجالات جديدة في الاستثمار وتوظيف العمال، ويقوم الأستاذ من جهته بتوجيه الطلبة خلال كل مراحل تحضير الملفات وإلى غاية الحصول على التمويل وإنشاء المؤسسة، علما أن السوق العالمية تؤكد أن 95 بالمائة من فرص العمل توفرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في حين لا توفر المؤسسات الصناعية الكبرى سوى بين 2 و5 بالمائة من مناصب الشغل، وعليه يجب التفكير في سبل مرافقة الشباب في مشاريعهم الصغيرة ما دام الاقتصاد المحلي لكل دولة لا يقوم إلا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وعن المنتدى الذي يشهد مشاركة قوية لأساتذة من فرنسا وكندا والولاياتالمتحدةالأمريكية يقول الأستاذ عبد النور نوري رئيس المجلس العلمي للمنتدى أنه سيكون فرصة للسلطات الوصية والمجتمع المدني للاطلاع على الحلول المقترحة من طرف أكبر المعاهد والجامعات العالمية في مجال إكساب الشباب الخبرة والثقة في نفوسهم عند اقتراح أي مشروع يمكن أن يتعرض للنجاح أو الخسارة، كما يتوقع أن يكون اللقاء جسرا بين الباحثين الجزائريين ونظرائهم بالمهجر لتبادل الخبرات والمعارف في هذا المجال، وقد نظم الملتقى باقتراح من مركز "السيرة المهنية" التابع للمعهد الوطني للتجارة الذي يقوم منذ سنتين بتنظيم لقاءات نهاية كل سنة لجمع الطلبة المتخرجين مع ممثلي المؤسسات الاقتصادية التي تبحث عن الطاقات والكفاءات المهنية لتطوير نشاطها، وحسب الإحصائيات الأخيرة فقد شهدت السنة الفارطة تقديم أكثر من ألف طلب عمل ل50 مؤسسة اقتصادية حضرت اللقاء، ويتوقع لهذه السنة مشاركة 100 مؤسسة اقتصادية في اللقاء الذي يتوقع تنظيمه بالمركز الثقافي مفدي زكرياء شهر جوان القادم، ويذكر أن الطلبة الذين يتصلون بالمركز لا يتابعون دراستهم كلهم بالمعهد بل هناك مشاركون من باقي جامعات الوطن، وهي مبادرة تعد الأولى من نوعها بالجزائر وأثبتت نجاحها في انتظار تعميمها على باقي المعاهد المتخصصة. وعلى هامش المنتدى الذي سيفتتحه وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية ويدوم يومين ستنظم ورشتان في اليوم الثاني من اللقاء، الأولى تهتم بمناقشة سبل إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في إطار الشراكة ويرأسها عميد جامعة قسنطينة، والثانية تهتم بسبل إنشاء جسور بين المعاهد والجامعات والمؤسسات الاقتصادية النشطة وإدماج أساتذة الجامعات في مجالس إدارة المؤسسات، مع اقتراح تنظيم أبواب مفتوحة على المؤسسات الاقتصادية خلال فترات تخرج الطلبة. وعن أهداف اللقاء يقول الأستاذ كمال مرابطة أنه فرصة للسلطات المحلية والوزارات وممثلي المجتمع المدني وأرباب الأعمال للاطلاع على الطاقات التي تزخر بها الجامعات والمعاهد الجزائرية والتي يمكن استغلالها في تطوير الاقتصاد المحلي ومسايرة التغيرات التجارية العالمية، وفي ختام اللقاء ستقوم لجنة تحكيم مكونة من مختصين وطلبة سابقين بالمعهد باختيار أحسن مشروع لإنشاء مؤسسة صغيرة من أصل 10 مقترحات اختارها الأساتذة من ضمن أطروحات الطلبة، وعليه سيتم الكشف عن اسم رجل أعمال جديد في عالم الاستثمارات. كما كشف المتحدث عن جملة من التغييرات التي عرفها المعهد والتي مست المواد المدرجة في برنامج التدريس من أجل التأقلم مع التحولات الاقتصادية الأخيرة التي يعرفها العالم لذلك تقرر فتح أبواب التدريس أمام المختصين الذين سيكون لهم رأي في إعداد البرامج وحتى تقديم الدروس، في حين يتوقع بالنسبة للطبعة القادمة للمنتدى اختيار عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى لرعاية التظاهرة التي ستكون تقليدا سنويا.