استفادت قرية الحمبلي ببلدية ابن باديس في قسنطينة، وتقع في الجهة الشرقية، في الحدود مع ولاية قالمة، من 18 مشروعا تنمويا، ضمن المشاريع التي تمت برمجتها من قبل الدولة، في إطار القضاء على مختلف مظاهر البؤس بمناطق الظل، المسجلة منذ سنوات بسبب غياب التنمية. يشتكي سكان الحمبلي من نقائص بالجملة، في ظل العزلة التي يعيشها هذا التجمع السكاني منذ سنوات، بسبب تغييب هذه الجهة عن خارطة المشاريع التنموية لعقود من الزمن، مما جعل الحياة في هذه المنطقة الفلاحية أشبه بالمعركة اليومية التي يخوضها السكان من أجل الاستمرار في الحياة، وضمان عيشة بسيطة بعيدا عن الرفاهيات. عاني سكان هذه المنطقة التي تضم حوالي 400 منزل، من غياب مختلف أشكل الحياة العصرية، حيث حرم ذلك سكان المنطقة من بعض الأمور التي باتت ضرورية في مناطق أخرى، خاصة شبكات الصرف الصحي، مما استدعى حفر خنادق صغيرة أمام المنازل لتصريف مخلفات المراحيض، كما غابت شبكات المياه الصالحة للشرب، وهو ما دفع بالسكان إلى الاعتماد على المياه الجوفية ومياه الينابيع، دون الحديث عن شبكات الكهرباء والغاز التي تغيب عن العديد من السكنات، على غرار منطقة "الفيرمة". كما عانى السكان كثيرا بسبب أزمة النقل، في ظل عزوف الناقلين عن العمل في الخط الرابط بين قريتهم ومختلف التجمعات السكانية المجاورة، وعلى رأسها البلدية، بسبب تدهور الطرقات واهترائها وصعوبة المسالك الترابية التي تتحول إلى برك مائية وأوحال عند تساقط الأمطار، خاصة في فصل الشتاء. رفع سكان المنطقة، مشكل الاكتظاظ بالمدرسة الابتدائية الموجودة في هذا التجمع السكاني، كما طالبوا بتفسيرات حول غلق المحلق البلدي، في ظل تكبد السكان مشقة التنقل إلى مركز البلدية من أجل استخراج وثائقهم الإدارية، وتساءل سكان المنطقة أيضا عن غلق مقر "بريد الجزائر"، رغم وجود البناية، والتي تحتاج فقط لإرادة من قبل السلطات من أجل إعادة بعث هذا المرفق الخدماتي. من جهتها، تسعى السلطات المحلية، وعلى رأسها المجلس الشعبي البلدي، المنتخب حديثا، لمتابعة المشاريع التي برمجت على مستوى هذه المنطقة وبعث المشاريع المتعطلة، بعدما استفادت قرية الحمبلي من 18 عملية تنموية، خلال الأشهر الفارطة، منها 5 مشاريع انتهت بها الأشغال، على غرار الملعب الجواري، في حين تبقى 4 مشاريع في مرحلة استكمال الإجراءات الإدارية للانطلاق في الإنجاز، واقترح المجلس الشعبي الجديد، من جهته، 9 مشاريع جديدة للحصول على التمويل والقضاء على النقائص الموجودة، على غرار نقص التغطية بالكهرباء والغاز. يسعى المجلس الشعبي الحالي، إلى فتح الفرع البلدي الجديد المنجز، مؤخرا، بعد استكمال شبكة ربطه بالهاتف والأنترنت، في انتظار تدخل مصالح "اتصالات الجزائر" لحل هذه الإشكالية التقنية في أقرب وقت، شأنه شأن مقر البريد المغلق منذ سنوات، مع الحرص على التسريع في الإجراءات الإدارية لمشاريع التهيئة العمرانية الخاصة بالطرقات داخل هذه المنطقة العمرانية.