تواصلت الجهود الدبلوماسية على قدم وساق، أمس، في محاولة لحلحلة الأزمة الأوكرانية وتفادي اندلاع حرب جددت موسكو، أمس، التأكيد أنها لا تريدها رغم ما روجت له الولاياتالمتحدة في الأيام الأخيرة حول هجوم روسي وشيك على اوكرانيا. ومر يوم أمس بسلام على أوكرانيا التي لم تشهد لا غزو روسي ولا هجوم بالطائرات ولا بالمدفعية ليسقط بذلك تكهن الرئيس الأمريكي، جو بايدن واجهزة مخابراته في الماء بعد أن أطلق حملة دعائية شرسة حول هجوم روسي منتصف الشهر الجاري. وخرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليفند ادعاءات واشنطن وحلفائها خلال اللقاء الذي جمعه بالمستشار الألماني، أولاف تشولز، الذي زار موسكو أمس ضمن تحرك دبلوماسي وصف بالمحاولة الأخيرة لنزع فتيل التوتر بين بلاده والولاياتالمتحدة. وقال الرئيس الروسي في ختام محادثه مع المستشار الألماني، إنه يريد مواصلة العمل المشترك مع الدول الغربية حول مسالة الأمن الأوروبي من أجل حلحلة الأزمة الأوكرانية مؤكدا استعداده لمواصلة العمل معها قصد الجلوس إلى طاولة مفاوضات لتسوية كل المشاكل العالقة. وتأسف الرئيس الروسي على الردود الغربية على مقترحات بلاده وقال إنها لا تستجيب لمطالبها الخاصة بضمان أمنها، مجددا التأكيد أن بلاده لا تريد الحرب ما جعلها تطرح مبادرة الضمانات الأمنية التي تضع حدا لتوسع حلف "الناتو" شرقا في إشارة إلى رفض موسكو كل فكرة لانضمام أوكرانيا إلى هذا الحلف والالتزام بعدم نشر أسلحة هجومية على مشارف الأراضي الروسية وسحب القواعد العسكرية التي أقامها حلف "الناتو" منذ سنة 1997 على حدود روسيا. وشدد الرئيس بوتين القول، أنه لن يتنازل عن هذه المطالب التي ستكون جزء من المحادثات الروسية الغربية في موقف صارم جعل المستشار الالماني يؤكد على ضرورة ان يتوصل الغرب وروسيا الى "توافق" حول قضايا الأمن الأوروبي من دون تخلى أي طرف عن مبادئه. ووصف تشولز إعلان وزير الدفاع الروسي بسحب بعض الوحدات الروسية المنتشرة على الحدود مع أوكرانيا وعودتها إلى ثكناتها بمثابة مؤشر إيجابي بإمكانية التوصل إلى حل ديبلوماسي. والمفارقة أن إعلان روسيا بسحب بعض قواتها جاء غداة تأكيد المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أن روسيا عززت استعداداتها العسكرية على طول الحدود مع أوكرانيا خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة "ما يجعلها قادرة على التحرك من دون سابق إنذار". وقال إن المعلومات الاستخباراتية لا تزال تشير إلى أن الروس قد يلجؤون إلى الخيار العسكري وأن البنتاغون لا يزال يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن غزو أوكرانيا. وبالتزامن مع هذا الاعلان دعت باريسموسكو للانتقال من الكلام إلى الفعل، حيث علق وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان بالقول أن "الكلام جيد وننتظر الفعل، وفي حال تم ذلك فذلك سيكون افضل". ولكن المؤشرات الإيجابية لإمكانية احتواء الأزمة الاوكرانية دبلوماسيا تخللتها امس مؤشرات سلبية على خلفية دعوة مجلس الدوما الرئيس الروسي بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" اللتين أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا من جانب واحد، ضمن دعوة أدانها الاتحاد الأوروبي واعتبر تجسيد ذلك بمثابة خرق صارخ لاتفاقيات مينسك.