انتهت جولة الحوار الفلسطيني الخامسة التي جرت أطوارها بالعاصمة المصرية مساء أمس دون تمكن مفاوضي حركتي حماس وفتح من تحقيق أي تقدم يذكر على طريق إنهاء خلافاتهما حول مختلف القضايا المطروحة على طاولة التفاوض منذ بداية العام الجاري برعاية مصرية بهدف توحيد السلطة الفلسطينية. وكانت مسألة تشكيل قوة أمنية مشتركة قوامها 20 ألف رجل في قطاع غزة توكل لها مهمة ضمان الأمن في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية بمثابة نقطة الخلاف الرئيسية وأدت إلى عودة مفاوضي الحركتين من حيث أتوا دون تحقيق أي تقدم لتشكيل حكومة وسلطة موحدة. ورفضت حركة حماس استبدال قوتها الأمنية التي أنشأتها منذ أحداث جوان 2007 التي عرفت استيلاء قوة وزارة الداخلية في حكومة إسماعيل هنية المقالة على مقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقوة مشتركة وأكدت أنها تريد الإبقاء على قوتها الخاصة بها ولكنها قبلت في المقابل بتشكيل قوة مشتركة من 300 رجل توكل لها مهمة مراقبة حدود قطاع غزة فقط. وبدت مؤشرات فشل هذه الجولة من الحوار الفلسطيني بعد أن نفت حركة المقاومة الإسلامية صباح أمس كل الأخبار التي تحدثت عن التوصل إلى اتفاق بخصوص تشكيل قوة أمنية مشتركة مع حركة فتح وأكدت أنها لن تقبل بهذه القوة إلا إذا شملت أيضا أراضي الضفة الغربية. وقال صالح البردويل عضو حماس المشارك في مفاوضات القاهرة أن مثل هذا الأمر غير مقبول من أساسه مشددا التأكيد على أن الطريقة المثلى لمعالجة الملف الأمني يجب أن تمر حتما بإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية على السواء باعتماد معياري المهنية والوطنية وبعيدا عن أي تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي. وكانت إشارة البردويل واضحة إلى اتهامات ما انفكت حركته توجهها باتجاه الشرطة الفلسطينية والقول أنها تتعاون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية. وجاءت تصريحات البردويل ردا على تصريحات لنبيل شعت القيادي في حركة فتح أكد من خلالها ان حركته وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق مبدئي لتشكيل قوة امنية مشتركة في قطاع غزة مهمتها القيام بضمان الأمن هناك إلى غاية إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية بداية شهر جانفي من العام القادم. وانطلقت جولة الحوار الخامسة بين حركتي فتح وحماس بالعاصمة المصرية السبت الأخير بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حول كل القضايا الخلافية بينهما والتي حالت إلى حد الآن دون التوصل إلى اتفاق لتوحيد السلطة الفلسطينية بعد الشرخ الذي أصابها منتصف شهر جوان من العام 2007. كما أكدت نفس المصادر أن المقترح المصري بإنشاء لجنة مكلفة بتنسيق العمل بين حركتي حماس وفتح في مدينة رام الله لاقى تعارضا من الجانبين، ففي الوقت الذي أبدت فيه حركة "حماس" رغبة في تشكيل اللجنة بتنسيق بين الحكومتين رفضت حركة فتح من جانبها حتى ذكر الحكومتين بقناعة أنه لا توجد إلا حكومة واحدة وهي حكومة السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وقالت مصادر مصرية أن الجانبين ينتظر أن يعودا إلى القاهرة في جولة سادسة قد تكون يوم السابع جويلية القادم لمواصلة حوارهما المتعثر.