عمقت أسعار النفط العالمية أمس من انخفاضها، وهبطت بأكثر من 7 بالمائة حيث تم تداول خام "برنت" دون مستوى 100 دولار للبرميل، للمرة الأولى منذ الفاتح مارس الجاري. وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 7,88 بالمائة إلى 98,48 دولار للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 8,41 بالمائة إلى 94,35 دولار للبرميل. أرجعت مصادر هذا التراجع الكبير في الاسعار، إلى تسجيل مؤشرات ايجابية بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين روسياوأوكرانيا وأنباء عن تزايد احتمالية وقف إطلاق النار، الأمر الذي ساهم في تهدئة المخاوف بشأن قلة معروض النفط العالمي من جهة، وتسجيل مخاوف بشأن ضعف الطلب الذي قد ينجم عن انكماش الاقتصاد الصيني، من جهة أخرى، لاسيما مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في هذا البلد لمستويات قياسية خلال هذا الأسبوع، حيث تم الأحد فرض الحجر المنزلي على سكان مدينة شنزن جنوبالصين، بعد الابلاغ عن ظهور بؤر وبائية جديدة. وشهد الخامان القياسيان ارتفاعات قوية منذ اندلاع النزاع بين روسياوأوكرانيا في 24 فيفري، وهما الآن مرتفعان بحوالي 36 في المائة عن مستوياتهما بداية العام. وبلغت الأسبوع الماضي مستويات لم تسجل منذ 2008، حيث قدر خام برنت ب139,13 دولار والخام الأمريكي ب50,130 دولار. في ظل هذه الظروف، قالت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) أمس، إن الطلب على النفط في 2022 يواجه تحديات أهمها الغزو الروسي لأوكرانيا وارتفاع التضخم وسط صعود الأسعار ، لكنها لم تصل إلى حد تغيير توقعاتها لطلب قوي هذا العام. وفي تقريرها الشهري، تمسكت "أوبك" برأيها بأن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 4,15 مليون برميل يوميا، لكنها اعتبرت الحرب في أوكرانيا والمخاوف المستمرة فيما يتعلق بكوفيد-19، تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، مضيفة أن ذلك سيكون له تأثير سلبي قصير الأجل على النمو العالمي. وتحادث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا حول تطورات الأزمة الأوكرانية، مؤكدا له حرص الإمارات على الحفاظ على أمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية في ظل المستجدات الحالية، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الاماراتية. بدوره أكد كيشيدا أنه اتفق مع ولي عهد أبوظبي على العمل معا للمساهمة في تحقيق استقرار سوق النفط العالمية، بعد أن أدت الحرب الأوكرانية إلى اضطراب السوق، ما عزز أهمية مصدري الخام الخليجيين لمستوردي الطاقة مثل اليابان لكنه أحجم عن التعليق عما إذا كان قد حث ولي العهد على زيادة الإنتاج. في السياق ذي صلة، تم الإعلان أمس عن زيارة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى السعودية ثم الإمارات، في محاولة منه للحصول على دعم في مجال الطاقة بزيادة الإنتاج النفطي. وحسب صحيفة "ذا غارديان"، فان هذه الزيارة تدخل في إطار سعي القوى الغربية للحصول على إمدادات نفطية إضافية لتخفيف اعتماد الغرب على الطاقة الروسية، وإبطاء الزيادات الهائلة في الأسعار الناجمة عن العقوبات بسبب الأزمة في أوكرانيا.