اجتمعت أمس بالجزائر العاصمة اللجنة الجزائرية- التونسية للغابات بهدف دراسة عدّة ملفات خاصة بالتعاون منها الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها بالمناطق الحدودية وحماية الثروات الغابية، وفي هذا الصدد صرّح المدير العام للغابات السيد عبد المالك تيتاح لوأج أنّ الأمر يتعلّق في هذا اللقاء بالتطرق إلى مدى تطبيق القرارات المتخذة خلال الدورة السابعة للجنة التي انعقدت في 2006 بتونس والتي "تمّ فيها تحديد الجوانب الأولية للتعاون ليتم بحثها خلال هذه الدورة". ومن المفروض أيضا أن يسمح اجتماع الجزائر ب "التطرّق إلى التعاون بالتفصيل وتحديد طبيعة التعاون والأعمال التي يجب مباشرتها بشكل فعّال وموضوعي"، وأكّد السيد تيتاح أنّ الطرفين سيتطرقان أيضا في هذا اللقاء الذي يختتم اليوم إلى المسائل المتعلقة بالوسائل التي يتوفران عليها من أجل مواجهة حرائق الغابات وتبادل المعلومات والاتصال قصد التبليغ بنشوب حريق ما في الوقت المناسب باستعمال شبكة الانترنيت. من جهة أخرى، صرّح نفس المسؤول أنّ "تبادل الخبرات والمعلومات سيسمح لنا بالوقاية والتدخّل سويا" مشيرا إلى أنّه في سنة 2008 سجّل تدخّل مختلط بمنطقة سوق أهراس حيث دعّم حرّاس الغابات التونسيون فرقة جزائرية لإخماد حريق كبير كان قد نشب بالمنطقة. وفي مجال سلامة الثروة الغابية ستنكب اللجنة على دراسة الترتيبات المتخذة لمكافحة الأمراض والطفيليات من خلال استهداف عمليات محددة لمكافحة الأمراض التي تسجل بالبلدين إضافة إلى تدعيم شبكة المراقبة، وقال نفس المسؤول أنّ الطرفين سيتطرّقان إلى الجانب المتعلّق بالمساحات المحمية (حظائر وطنية ومناطق رطبة) حيث سيبحث حرّاس الغابات في البلدين الجارين إطار تعاون علمي وتقني من أجل تسيير عقلاني لهذه المساحات مع إعطاء "أهمية خاصة" للمناطق التي يعيش فيها الأيل البربري، مؤكّدا أنّ "هذا الشكل الجديد من المساحات المحمية التي تدعى مساحات محمية عابرة للحدود يشكّل الموارد الطبيعية التي لا حدود لها". وفي هذا الصدد قال السيد تيتاح أنه يجري استكمال مشروع توأمة الحظيرة الجزائرية للقالة وحظيرة ايشكل بتونس، كما ستعكف اللجنة على دراسة ملف الحلفة التي تموّن الجزائر منها وحدة للتحويل في تونس، كما يتضمن جدول أعمال اللقاء مجالي إنتاج الشجيرات الغابية والبحث العلمي. وبخصوص حرائق الغابات أوضح السيد تيتاح أنها أتت على 25 ألف هكتار سنة 2008 و47 ألف هكتار سنة 2007 مشيرا إلى أنّه "بالرغم من الانخفاض الكبير الذي سجل سنة 2008 مقارنة بسنة 2007 تبقى حرائق الغابات هامة جدا". وقد اتّخذت المديرية العامة للغابات هذه السنة ترتيبات لمحاربة الحرائق ترتكز على عمليات الوقاية والتحسيس التي تتم عبر وسائل الإعلام وإشراك السكان واللّجان المجاورة التي تعيش داخل وخارج المرتفعات الغابية والمدارس وحتى عبر الهاتف المنقول عن طريق الرسائل القصيرة، وعلاوة على تعزيز نقاط الماء وقدرات المراقبة اقتنت المديرية العامة للغابات شبكة راديو جديدة قادرة على إعطاء الإنذار في الوقت المناسب. فيما يخص عمال الغابات فقد تم توفير 600 منصب لحراس الغابات على مستوى الولايات المعنية إضافة إلى 3 آلاف عون مؤقّت، كما يتعلّق الأمر بتعبئة 20 ألف عامل ينشطون في الحقول على مستوى المرتفعات للتدخّل عند الضرورة.