انطلقت حملة الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها هذه السنة قبل أوانها المعتاد بالنظر الى الظروف المناخية الاستثنائية التي تميزت بالهطول الغزير للأمطار الذي اقترن بالارتفاع المبكر لدرجات الحرارة، حيث افتتحت بداية الأسبوع الجاري بدلا من شهر جوان كما جرت عليه العادة. وفي تصريح لوكالة الانباء الجزائرية كشف المدير العام للغابات السيد عبد المالك تيتاح أن الظروف المناخية الاستثنائية التي تمر بها الجزائر والمتمثلة في هطول كميات معتبرة من الأمطار المتبوع بالارتفاع المبكر في درجات الحرارة نجم عنه نمو كبير للأعشاب التي تشكل بؤرا محتملة لاندلاع الحرائق. و لمجابهة هذا الوضع لجأت المديرية العامة للغابات الى توظيف "600 عون لحماية الغابات ليرتفع عددهم الاجمالي بذلك الى نحو 6600 عون" . "كما سيتم تعزيز هؤلاء بما لا يقل عن 3000 عون غير دائم بهدف الحفاظ على الثروة الغابية الوطنية والتوازن الايكولوجي'' يضيف المسؤول. وفي هذا الصدد باشرت المديرية العامة للغابات في تطبيق الجهاز الوقائي العملي لمكافحة حرائق الغابات بتنصيبها ل41 لجنة ولائية وتشكيل 473 فرقة متحركة تم تجهيز 316 منها بمركبات ذات صهاريج للمياه علاوة على تنصيب 353 مركز مراقبة يعمل على مدار 24 ساعة. وكخطوة وصفها السيد تيتاح ب"الجد هامة" سيتم هذه السنة تعميم شبكة الراديو على مستوى كل الولايات المعنية بظاهرة حرائق الغابات وهو الأمر الذي من شأنه "التسهيل من عملية الابلاغ عن الحرائق ومحاصرتها في مراحلها الأولية بمجرد رصد تصاعد دخان مشتبه فيه". وفي السياق جهزت المديرية العامة للغابات برنامجا تحسيسيا واسعا عبر وسائل الاعلام بشتى أنواعها، حيث برمجت 64 حصة اذاعية و67 محاضرة ستدعم بتوزيع 3576 ملصق إشهاري وتنظيم 28 معرضا، الى جانب الاستعانة بالمساجد لتوعية المواطنين بأهمية التحلي بالحذر والمحافظة على الوسط الغابي وهذا ببرمجة 60 خطبة دينية تصب في هذا المجال، علاوة على اشراك المتعاملين الثلاث للهاتف النقال من خلال رسائل قصيرة موجهة لمشتركيهم لذات الغرض. وفي سياق ذي صلة أعلن السيد تيتاح عن تنظيم ورشة جزائرية-مغربية نهاية الشهر الجاري الهدف منها "تبادل الخبرات بين البلدين في مجال مكافحة حرائق الغابات".