مع حلول موسم الصيف شرع جهاز الحماية المدنية في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواجهة جميع الحوادث المرتبطة بهذا الفصل الذي تتجه فيه جميع الأنظار إلى الدور الحيوي الذي يلعبه رجال الإنقاذ حيث تكثف جميع الوحدات والمصالح المختصة التابعة للحماية المدنية من لقاءاتها واجتماعاتها الجهوية والمركزية والتي ضمت إطارات سامية من جميع الولايات لوضع آخر اللمسات التحضيرية الخاصة بفصل الصيف، خاصة فيما يتعلق بمواجهة حرائق الغابات ووضع حد لتلف ملايين الهكتارات التي تلتهمها ألسنة النيران سنويا، مما يتسبب في كارثة إيكولوجية بسبب تراجع الثروة الغابية. وإن كانت اللقاءات والاجتماعات المنعقدة عادية ودورية إلا أنها أخذت طابعا استعجاليا بغرض ضبط برامج ومخططات محكمة خاصة فيما يتعلق بمواجهة حرائق الغابات التي تشكل الهاجس الأكبر لجهاز الحماية المدنية الذي يجند غالبية أعوانه لمواجهة الحرائق الغابية خاصة مع موجات الحر التي ارتفعت مستوياتها الفصلية عن المعتاد حتى قبل بداية موسم الصيف الذي يبدو انه سيكون حار جدا حسب المختصين. ولأخذ المزيد من الاحتياطات نظمت مديريات الحماية المدنية اجتماعات جهوية بغرض تنسيق جهودها لإنجاح هذا الموسم الحار والخروج منه بأقل خسارة ممكنة، علما أن الاجتماعات الحالية تأتي عقب الاجتماع القيادي الذي عقد بولاية سيدي بلعباس مؤخرا والذي جمع مدراء الحماية المدنية ل27 ولاية من وسط وشرق وغرب البلاد، وحسب مصدر مسؤول فإن المجتمعين استعرضوا حصيلة تدخلاتهم المسجلة خلال الموسم الماضي (2008) بالإضافة إلى ضبط أهم النقائص المسجلة والخسائر التي تم إحصاؤها بغرض رفعها وأخذها بعين الاعتبار ضمن التحضيرات الخاصة بالحملة الوطنية الخاصة بمكافحة حرائق الغابات لهذه السنة علما ان المديرية العامة للحماية المدنية قد ضبطت مخططا منسقا لتجنيد أكبر قدر من الإمكانيات البشرية والمادية لمكافحة حرائق الغابات ويتطابق هذا المخطط مع خصوصيات كل منطقة وولاية. وتركزت انشغالات المتدخلين ومدراء الحماية المدنية في اجتماعاتهم على ضرورة تحسيس المواطنين القاطنين داخل أو بمحاذاة المناطق الغابية بخطورة حرائق الغابات وكيفية الاحتماء منها وتجنب حالات الخوف والذعر المفرط والذي غالبا ما يؤدي إلى خسائر في الأرواح، مع حملهم على ضرورة التدخل السريع من خلال إبلاغ المصالح المعنية سواء الأمنية أو الإدارية للتدخل المستعجل عند نشوب أي حريق، كما دعا المختصون إلى ضرورة تحويل الإمكانيات المادية والبشرية نحو الأماكن الخطرة والمهددة بنشوب حرائق عوض الاحتفاظ بها على مستوى مقرات الولاية والدوائر وذلك بغرض ضمان ردة فعل سريعة حيال أي حريق. وتبقى عملية تحسيس المواطنين تطرح نفسها بإلحاح حيث تقوم المديرية العامة للحماية المدنية بتنظيم قوافل تحسيسية بعدد من الولايات التي تسجل سنويا حرائق خطيرة ومتوسطة وهي الحملة التي انطلقت قبل أوانها المعتاد بالنظر إلى الظروف المناخية الاستثنائية التي تميزت بتهاطل غزير للأمطار التي اقترنت بالارتفاع المبكر لدرجات الحرارة.