ندد حزب " فوكس" الإسباني بمواصلة حكومة الوزير الأول بيدرو سانشيز، تقديم التنازلات المتلاحقة للمملكة المغربية وتشجيعها بطريقة غير مباشرة على "غزو" سبتة ومليلية، بعد "اللامبالاة" التي أبدتها من مطالب الحزب الساعية لضم المدينتين إلى معاهدة حلف الشمال الأطلسي "الناتو" العسكرية. وانتقدت، ماريا تيريزا لوبيز عضو مجلس الشيوخ الإسباني عن سبتة عدم اكتراث حكومة مدريد بمضمون الرسالة وعدم الرد عليها والتي طالبت من خلالها بتوفير حماية أكبر للمدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي من الغزو المغربي، بضمهما إلى معاهدة حلف الناتو. وقالت لوبيز، إن رد الحكومة الإسبانية على سؤال حزبها في المجلس عبر سطر واحد يفيد بكون "موضوع تعديل معاهدة حلف الناتو التأسيسية ليس على جدول أعمالها" و"لا يدع مجالا للشك بأن سانشيز لا يريد ضم سبتة ومليلية للحلف الأطلسي". وتأسفت لوبيز لعدم اكتراث واللامبالاة الصارخة للحكومة المركزية في مواجهة ما وصفته ب "الغزو المغربي"، بل يشجعها على ذلك. وأضافت أن موقف حكومة بلادها من هذه القضية يندرج ضمن تقديم " تقديم مزيد من التنازلات للمغرب" والتي كان آخرها منح " الصحراء الغربية للمغرب "عبر رسالة واحدة"، في إشارة لرسالة سانشيز للملك محمد السادس بشأن النزاع في الصحراء الغربية. وأوضحت لوبيز بأن رغبة حزبها في ضم المدينتين لمعاهدة الحلف، تنبع من ما سمته خطر "المنطقة الرمادية التي يتبعها المغرب عبر سماحه بغزو حقيقي للمهاجرين غير الشرعيين على المنطقتين المتمتعتين بالحكم الذاتي وهذا بغية الضغط على إسبانيا من أجل فرض مصالحه". وحددت من بين هذه الأعمال تشجيع الهجرة غير شرعية التي قالت إنها " جزء من مفاهيم أوسع مثل الحرب المختلطة أو الصراع في المنطقة الرمادية". ولمواجهة التهديد المغربي المتزايد، أصر حزب "فوكس" التأكيد على أن ضم المقاطعتين إلى حلف "الناتو" هي الآلية الوحيدة لحمايتهما "عندما يتعلق الأمر بتهديد يمس وحدة الأراضي واستقلالها السياسي وأمنها". وذكرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية نقلا عن مصدر في حكومة سانشيز، إن تعديل المادة 6 من معاهدة حلف شمال الأطلسي المؤرخة في 4 أفريل 1949، لضمان تدخل الحلف لحماية سبتة ومليلية، ليس على جدول أعمال الحكومة". يذكر أن هذه التطورات تأتي بعد حادثة ماي الماضي، حيث اتهمت إسبانيا المغرب ب«العدوان والابتزاز" بعد تدفق أكثر من ثمانية آلاف مهاجر من المغرب إلى جيب سبتة دون عوائق، وهو ما اعتبرته الخارجية الإسبانية آنذاك اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي". وعلى إثر هذه الحادثة غير المسبوقة، صادق البرلمان الأوروبي على لائحة رفض فيها استغلال المغرب واستعمال مسألة الهجرة لأغراض سياسية، مؤكدا أن مثل هذه الطرق يمكن اعتبارها "عملا عدائيا ليس على إسبانيا البلد المستهدف بشكل مباشر فقط، وإنما كذلك على الاتحاد الأوروبي برمته".