تجتهد ربات البيوت بعاصمة الشرق في التحضير لعيد الفطر، في أواخر أيام شهر رمضان، حيث يقسمن أوقاتهن بين تنظيف البيت وإعداد الحلويات التي تزين الموائد، والتي تحضر لاستقبال الأقارب والأصدقاء، خلال تبادل زيارات العيد للتهنئة والتغافر. مع الالتهاب الذي تشهده مختلف المواد المستعملة في تحضير حلوى العيد، اكتفت ربات البيوت هذه السنة بالحلويات الأساسية فقط المشهورة بقسنطينة، وتم الاستغناء عن بعض الحلويات التي تكلف ميزانية كبيرة، بعد أن أتت أسعار المواد الغذائية وكسوة العيد للأطفال الصغار على مصروف العائلة. سيدات قسنطينة، يتمسكن ببعض الحلويات المتوارثة عن الأمهات والجدات، وعلى رأسها "المقرود" الذي يحضر من السميد والسمن وعجينة التمر أو ما يعرف ب"الغرس"، ورغم الغلاء الكبير الذي عرفه سعر السمن، والذي تضاعف مرتين وأكثر، إلا أن جل العائلات تتمسك بصناعة حلوى "المقرود" الذي يطلق عليه سيد مائدة الحلويات، والذي يأتي في شكل معين. يقدم طبق "المقرود" بعد غمسه في العسل الاصطناعي، أو ما يصطلح عليه بالسكر المسترجع، فيما تحضر ربات البيوت هذا السائل في المطبخ، من خلال إذابة السكر في الماء الساخن، مع إضافة قليل من الليمون، وحتى ماء الزهر المقطر، ليعطر طبق "المقرود" الذي يتناول عادة مع فنجان القهوة أو حتى مع الحليب. كما تلجأ بعض العائلات إلى إضافة بعض الحلوى التي لا تكلف أموالا كبيرة، في شكل حلوى "الصابلي"، الذي يحضر من مادة الفرينة والزبدة النباتية ومربى الفواكه، حيث يتم إعداد العجينة وطهيها على نار فاترة، ليتم تركيب الحلوى على بعضها، في شكل طابقين، يحمل أحدهما ثقبا بحجم النقود المعدنية من فئة 10 دج، وتكون الحلوى المثقوبة في الجهة العلوية النصف مع الجهة السفلية، عن طريق المربى، ويتم تزينه بالسكر الرقيق، حيث يتخذ غالبا الشكل الدائري. حلوى أخرى لا تكلف كثيرا، مقارنة بالحلويات التي يتم تحضيرها انطلاقا من المكسرات الباهظة، والتي يستعمل فيها اللوز والجوز والفول السوداني وكذا عسل النحل، في شكل "البقلاوة" و"القطايف" و"طمينة اللوز"، هي حلوى "الكروكي"، التي تعتمد على البيض، الفرينة والزبدة النباتية في التحضير، حيث باتت هذه الحلوى التي تقص في شكل قطع طويلة بحجم الأصبع، من الحلويات الأكثر إعدادا من طرف ربات البيوت، نظرا للإقبال الكبير عليها بسبب ذوقها اللذيذ وخفتها. استغنى عدد معتبر من ربات البيوت بقسنطينة عن حلوى "الغريبية"، التي كانت تعد من رموز مائدة الحلويات، والتي يتم تحضيرها انطلاقا من الفرينة والزبدة، كما استغنت عن حلوى "المشوك" التي انتشرت بشكل كبير خلال سنوات التسعينات، والذي اتخذ اسمه من مادة الفول السوداني، الذي يكون في شكل قطع صغيرة، يغطي كريات هذه الحلوى، مما يعطيها شكل الشوك.