تجري حاليا عمليات التحضير لانطلاق موسم الاصطياف بالعديد من شواطئ الولايات الساحلية على غرار بومرداس الممتد شريطها الساحلي على حوالي 100 كلم، هذه العمليات تشمل إعادة تهيئة بعض الشواطئ وتنظيفها، وبناء كورنيش على طول أخرى دون إغفال تنصيب مرافق ضرورية مثل المرشات والمراحيض، كل ذلك يتم بالتنسيق بين عدة قطاعات منها السياحة والتجارة، الشباب والرياضة البيئة والمجالس البلدية المنتخبة. من المقرر افتتاح موسم الاصطياف 2009 في الفاتح جوان المقبل، وعليه فإن التحضيرات تحسبا لهذا الحدث الذي ينتظره الكثيرون تجري على قدم وساق مثلما لاحظته "المساء" في شواطئ بومرداس شرق العاصمة الجزائر، من أهم تلك الأعمال إعادة صيانة وتأهيل الكثير من المواقع السياحية التي كانت مهجورة خلال باقي أيام السنة بسبب غياب ثقافة السياحة الشتوية في بلادنا، وبالاهتمام الكبير بالنظافة خاصة ما تعلق بجانب إفراغ القمامة في الوديان التي تصب بدورها في البحر، مما يقلص عدد الشواطئ المرخصة للسباحة، ناهيك عن التراكم الكبير للقمامات نظرا للتوافد الكبير للزوار، مما يزيد في مسببات انتشار الذباب والناموس والحشرات الأخرى التي تكثر صيفاً وتزعج الجميع، إلا أن الحق يقال أن اللوم يلقى بالدرجة الأولى على المصطافين الذين لا يهتمون بترك المكان نظيفا حتى يجدونه نظيفا في الغد. في السياق قال لنا شاب وجدناه يساهم في حملة تنظيف شاطئ مدينة بومرداس إنه تفاجأ عند مجيئه في اليوم الموالي بوجود قمامة مرمية عشوائيا على الشاطئ، وفي المكان الذي نظفه بالأمس فقط، معلقا بقوله إن المواطنين لا يأبهون إطلاقا بنظافة محيطهم. "في البداية كان اللوم يلقى على عاتق البلديات التي لم تقم بوضع حاويات قمامة على طول الكورنيش، ولكن اليوم مثلما تشاهدون هناك ثلاث حاويات من الحجم المتوسط، فكيف إذاً نجد المكان الذي نظفناه بالأمس مليئا بالقمامة اليوم ؟!". سألناه عن عملية تنظيف الشاطئ هذه فقال إنها بدأت قبل أسبوع تقريبا، ويعمل هو ورفاقه الأربعة من السابعة صباحا إلى الرابعة مساء مع سويعات راحة من الشمس الحارقة بين الظهر والعصر، وكشف أنه يجمع يوميا ورفاقه حوالي 35 إلى 40 كيس قمامة من النوع الكبير، داعيا المواطنين للتحلي قليلا بالحس الحضاري والالتزام برمي الفضلات في الحاويات أو على الأقل بوضعها داخل أكياس، وما يغيض الشاب أن يجد أكواب الشاي البلاستيكية مرمية عشوائيا، "مع بداية فصل الحرارة تنتعش تجارة الشاي، فالباعة المتجولون كثر ويقصدون المصطاف في مكانه غير أن هذا الأخير لا يجد حرجا في ترك تلك الأكواب مزروعة في الرمل". ومن جملة التحضيرات الأخرى تحسبا لانطلاق المصيف إجراء الصيانة اللازمة للكثير من الطرق المؤدية إلى الشواطئ، والتي يتعذر صيانتها شتاء، ومنها تلك المؤدية إلى شاطئي مويلحة وبودواو البحري أين يجري إقامة سور يفصل بين الشاطئ والطريق المؤدية إلى المدينة، وكذا الطرق المتفرعة عنها تحسبا لتدفق المصطافين وتفاديا للازدحام، دون إغفال إقامة حظائر للسيارات من تسيير البلديات، وكذلك الإنارة كعنصر مهم جدا خاصة وأن ليالي الصيف الطويلة يفضل الكثير إمضاءها تحت أهازيج الحفلات وإيقاعات الأغاني لمطربين جزائريين معروفين يتداولون الوقوف على ركح الشواطئ إن صح القول لإحياء حفلات الصيف المتجددة مع كل موسم. وعلى طول الشواطئ التي كانت محل زيارة "المساء" فإن أعمال تجميل مداخل المدن والشواطئ جارية بالتوازي مع أشغال الصيانة، ومنها شاطئ قورصو النموذجي من حيث الخدمات المقدمة، إلا أن جماله المزاوج بين زرقة البحر واخضرار الغابة تماما مثل بقية الشريط الساحلي للولاية أكملها الممتد على ساحل يبلغ طوله 80.33 كلم، يبدو مهملا بعض الشيء، إذ أن الغابة المحاذية للشاطئ غير مستغلة تماما رغم جمالها. ولذلك فإن رئيس السلطة التنفيذية السيد إبراهيم مراد أمر في آخر خرجة تفقدية لتحضيرات موسم الاصطياف بتنصيب لجنة مستعجلة تدرس كيفية استغلال هذا الفضاء الغابي، ومن المنتظر أن يمنح هذا الفضاء للاستغلال عن طريق الامتياز بحيث تنصب فيها مرافق للترفيه والراحة موجهة للعائلات على أن يتم ذلك في أقرب وقت. وتتوقع مديرية السياحة لبومرداس على لسان مديرتها السيدة باشا صابرينة استقطاب حوالي 10 ملايين مصطاف هذا الموسم، وأضافت لنا أن كل التدابير المسطرة في الاجتماع الأخير مع السلطة التنفيذية يتم حاليا تطبيقها لإنجاح هذا الموسم، ومنه منح استغلال الشواطئ بالامتياز لتنصيب الشمسيات، وتسيير الحظائر تعود المداخيل إلى خزينة البلديات العاملة بالتنسيق مع المديرية. جدير بالإشارة أن بعض المواطنين لم ينتظروا افتتاح موسم الاصطياف رسميا حتى يستمتعوا بنسائم البحر، إذ أن البعض نصب الشمسيات بشاطئ مدينة الصخرة السوداء، معلنا من جهته رسميا دخول موسم العطل والبحر، خاصة وأن درجات الحرارة في الأيام الحالية تسمح بالاستجمام، كما أن توفر الخدمات على طول الكورنيش يسمح بالتخييم طوال اليوم دون الحاجة إلى التردد مرات منقطعة على هذا الشاطئ الجميل للولاية. نشير أيضا إلى أن ولاية بومرداس تتوفر على مؤسسات جديدة قصد الرفع من طاقة إيواء المصطافين والتي أصبح قوامها: خمسة عشر (15) مؤسسة فندقية بسعة تقدر ب 3023 سرير. عشر (10) مخيمات عائلية من بينها سبعة (07) نشطت خلال الموسم بسعة تقدر ب4741 سرير. تسع (09) مراكز استقبال بسعة تقدر ب 2070 سرير. ويضم الشريط الساحلي للولاية 41 شاطئا منها 25 مسموحة للسباحة و16 غير صالحة أغلبها شواطئ صخرية.