توقع وزير المالية عبد الرحمان راوية، أمس، بلوغ نسبة النمو في بلادنا خلال العام الجاري، حوالي 3,4 بالمئة في ظل مؤشرات اقتصادية قوية أفرزها تعافي الاقتصاد الوطني والتوجه نحو تنويع الصادرات خارج المحروقات المعتمدة في سياق النظرة الاقتصادية الجديدة. وكشف عبد الرحمان راوية، خلال إشرافه على افتتاح الدورة 33 لمؤتمر الاتحاد العربي للتأمينات بمدينة وهران، عن توقعات إيجابية للاقتصاد الوطني بفضل القرارات التي أقرها رئيس الجمهورية منذ منتصف سنة 2021، ضمن ديناميكية اقتصادية يبقى هدفها النهائي التخلص التدريجي من تبعية الاعتماد على المحروقات كمصدر وحيد للعملة الصعبة. وقال وزير المالية، إن مراجعة الإطار القانوني للاستثمار هدفها تبسيط الإجراءات الإدارية، حيث أصبحت معظم القطاعات لا تخضع لقاعدة 51/49 مع إنشاء شباك موحد لمشاريع الاستثمار الكبرى واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. وأكد الوزير، على مساعي السلطات العمومية لتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إيمانا منها بالدور الذي يلعبه القطاعان كل من جهته في بناء اقتصاد وطني متكامل والحد من الاستيراد بالاعتماد خاصة على التكنولوجيات الحديثة. وأشار الوزير، في السياق إلى ضعف مساهمة قطاع التأمين بالجزائر في الناتج الوطني الخام، حيث لم يتعد نسبة 1 بالمئة فقط ضمن نسبة ضعيفة مقارنة بما يمثله هذا القطاع في اقتصاديات الدول المتقدمة. وأضاف أن السلطات تعمل حاليا على تطوير هذا القطاع الاستراتيجي، حيث تضاعف عدد شركات التأمين من 6 شركات سنة 1996 إلى 23 شركة في الوقت الحالي، مما جعل أقساط التأمين ترتفع من 5,6 مليار دج سنة 1997 إلى 144 مليار دج سنة 2021، بالتزامن مع إطلاق خدمات تأمينية جديدة على غرار التأمين التكافلي الذي من شأنه جعل قطاع التأمين يوفر فرصا كبيرة للاستثمار في الجزائر. وكشف الوزير، خلال ندوة صحفية بخصوص نشاط التأمين عن الحياة بالجزائر، بأن الوزارة تسعى لمساعدة قطاع التأمينات في تنويع النشاطات بما يساهم في الرفع من مساهمات القطاع وفتح ورشات للتكفل بانشغالات القطاع، مع امكانية استشارة المجلس الإسلامي الأعلى، لدعم نشاط التأمين عن الحياة، كما تم العمل به في الدفع بالصيرفة الإسلامية التي وجدت طريقها في التعاملات المصرفية في بلادنا. ونوّه الوزير، بدور السلطات العمومية في تجاوز جائحة كورونا والإجراءات التي اتخذتها وساهمت في الحد من تأثير الوباء على النشاط الاقتصادي، ما مكّن من الحفاظ على مناصب العمل والتوازنات المالية الكبرى، إضافة إلى التدابير التي اتخذتها الدولة وأعطت دفعا قويا للاقتصاد الوطني. الجزائر تستلم رئاسة الاتحاد العام العربي للتأمين استلمت الجزائر، أمس، رئاسة الاتحاد العام العربي للتأمين من تونس، لمدة تستمر سنتين، وهذا بمناسبة انعقاد المؤتمر 33 للاتحاد العام العربي للتأمين المنظم بوهران. وسلم رئيس الاتحاد العام العربي للتأمين المنتهية ولايته، الأسعد زروق، درع الاتحاد لرئيس الاتحاد الجزائري لشركات التأمين وإعادة التأمين، يوسف بن ميسية بحضور وزير المالية، عبد الرحمان راوية. وأثنى الرئيس الجديد للاتحاد على المجهودات التي بذلها سلفه التونسي الأسعد زروق خدمة لقطاع التأمين العربي خاصة خلال الأزمة الصحية لكوفيد-19 وكذا في سبيل إرساء وتشجيع سبل التعاون بين الشركات العربية. وأكد السيد بن ميسية أنه سيعمل على تعزيز مكتسبات الاتحاد العربي والعمل على تنمية السوق العربية للتأمين في ظل التشارك والعمل الجماعي من أجل الصالح العام لشعوب المنطقة العربية. وتمت مراسم التسليم على هامش المؤتمر الثالث والثلاثين للاتحاد العام العربي للتأمين الذي ينعقد تحت شعار "الوضع الجديد وتداعياته على صناعة التأمين: ماهي التحديات وهل من فرص للسوق العربي للتأمين"، الذي حضره أزيد من 1200 مشارك من أكثر من 40 دولة منها 20 دولة عربية.