أكدت، روسيا أمس، استعدادها، تأمين عملية تصدير الحبوب العالقة في المخازن الأوكرانية بسبب الحرب المندلعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصف في هذا البلد مما أصبح يهدد بأزمة غداء عالمية تمس ملايين البشر في حوض البحر الأبيض المتوسط وافريقيا. وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال لقائه أمس بنظيره التركي، مولود شاوش أوغلو، بالعاصمة أنقرة لمناقشة إنشاء ممرات آمنة في البحر الأسود لتسهيل تجارة المحاصيل العالقة في الموانئ الأوكرانية والمناجم البحرية. وأكد لافروف أن بلاده مستعدة لضمان تأمين السفن التي تغادر موانئ أوكرانيا بالتعاون مع أنقرة من دون أن يعلن عن آليات ملموسة لتنفيذ تعهدات موسكو بخصوص هذه المسألة التي أصبحت تثير مخاوف متزايدة من أزمة غداء خطيرة تهدد الدول التي تعتمد على الحبوب الروسية والأوكرانية. وقال لافروف إنه "إذا كان الجانب الأوكراني، كما أخبرنا أصدقاؤنا الأتراك، مستعدا لتأمين ممر بين المناجم فيمكن حل هذه المسألة". واقترحت تركيا بطلب من الأممالمتحدة بتقديم مساعدة لتأمين قوافل إمدادات الحبوب، رغم خطر الألغام التي تم اكتشافها بالقرب من الساحل التركي في سياق الحرب الروسية الأوكرانية. ووصف وزير الخارجية التركي، مولود شاوش أوغلو، "مخطط الأممالمتحدة بالمعقول والواقعي"، مشيرا الى أن أوكرانياوروسيا مطالبتان بقبوله. وبعد إعلان موسكو، رحبت السلطات الأوكرانية بالمفاوضات الخاصة بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، مؤكدة أن كل قرار بشأن هذه المسألة يفترض تسليمها اسلحة ل "حماية أوديسا". ورغم أن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري دوليبا، لم يشارك في اللقاء الذي جمع لافروف بنظيره التركي، إلا انه أكد أن بلاده تتفاوض لحل أزمة الغذاء وفك الحصار عن الموانئ الأوكرانية من خلال الأممالمتحدة. وقال إن "جميع المسارات والجهود الأخرى نرحب بها ولكن بشرط واحد، وهو يجب أن يأخذ القرار النهائي في الاعتبار مصالح أمن أوكرانيا بنسبة 100 بالمئة" ومنها توفير "كمية كافية من الاسلحة القادرة على حماية أوديسا". إضافة لإنشاء "مهمة للقيام بدوريات لحماية ممر توريد الحبوب من قبل سفن الدول التي يمكن أن تثق بها اوكرانيا"، مشيرا إلى القوات البحرية التركية بالدرجة الأولى. وكان الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، أكد قبل يومين أن كمية الحبوب الأوكرانية المحاصرة في المخازن تتراوح بين 20 الى 25 مليون طن ويمكن أن إلى 75 مليون طن الخريف القادم.