أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في اتصال هاتفي أجراه السبت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، استعداد بلاده للمساهمة في إيجاد حلول لتصدير الحبوب بما فيها الأوكرانية. وجدد بوتن التأكيد على "إمكانية الحل السريع لتخفيف التوتر والتأزم في سوق الغذاء العالمي عبر رفع العقوبات عن روسيا". وأشار بيان الكرملين إلى أن بوتن "أكد استعداد روسيا للمساهمة في إيجاد حلول لتصدير الحبوب بما فيها الأوكرانية من موانئ البحر الأسود". وشدد الرئيس الروسي على استعداد بلاده وانفتاحها على فكرة استئناف الحوار مع أوكرانيا، محذرا من تبعات استمرار الدعم العسكري الغربي لكييف. وأطلع بوتن ماكرون وشولتز على تفاصيل العملية العسكرية في أوكرانيا، مشددا على أن روسيا تلتزم بمعابير القوانين الدولية الإنسانية. وتطرق الرئيس الروسي لمسألة المفاوضات المجمدة بين موسكو وكييف، مؤكدا استعداد بلاده لاستئناف الحوار مع أوكرانيا. وحذر من "التبعات الخطيرة للتسليح اللامحدود والمستمر لأوكرانيا بالأسلحة الغربية، والذي من شأنه أن يؤدي إلى عدم الاستقرار والمزيد من التصعيد العسكري، وتأزم الأوضاع الإنسانية"، حسبما ذكر بيان الكرملين. ..الاتحاد الأوروبي يدرس تسييرا عسكريا في البحر الأسود يدرس الاتحاد الأوروبي شتى الطرق لمساعدة أوكرانيا على تصدير المنتوجات الزراعية من حبوب وذرة وإن تطلب الأمر قافلة عسكرية تحمي السفن الأوكرانية والدولية التجارية، بهدف التقليل من شبح المجاعة في عدد من الدول المتضررة. وهذا التطور قد يؤدي إلى انعكاسات عسكرية مقلقة. في هذا الصدد، أوردت جريدة الباييس السبت مضمون مسودة الورقة التي سيبحثها الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل في بروكسيل وتدرس كيفية فك الحصار على الصادرات الزراعية من حبوب وذرة متراكمة في المخازن الأوكرانية منذ ثلاثة أشهر وضمان تجارة المواد الأولية في العالم بدون قيود ولا شروط. وتؤكد الورقة أن عددا من الدول التي تعتمد الحبوب الأوكرانية مهددة بشبح المجاعة نتيجة الحصار الذي تفرضه القوات الروسية على الموانئ والطرق الأوكرانية منذ اندلاع الحرب يوم 24 فبراير الماضي. وتصدر أوكرانيا ما مجموعه 47 مليون طن من الذرة والحبوب سنويا، وتستورد بعض الدول مثل باكستان والهند نصف حاجياتها من هذا البلد شأنهما شأن عدد من الدول العربية مثل تونس والجزائر ومصر والمغرب. ويدرك الاتحاد الأوروبي مخاطر تصدير المنتوجات الزراعية في ظل المراقبة الشديدة للطيران الروسي على معظم محطات القطارات والطرق الرئيسية ثم الهيمنة المطلقة للسفن والغواصات الروسية في البحر الأسود علاوة على الألغام المنتشرة في المياه. ويطرح في هذا الصدد فرضية تشكيل قوافل عسكرية لمرافقة السفن التجارية نحو موانئ أوكرانيا وكذلك توفير الحراسة في الأنهار التي تشهد الملاحة البحرية التجارية بل وحتى النقل السككي. لكن أوكرانيا جربت التصدير عبر السكك الحديدية نحو بولونيا وعبر الملاحة النهرية نحو ميناء كونستانسا في رومانيا وكانت النتائج محدودة بسبب القصف الروسي وضعف نقل المنتوجات. وعليه، يطرح الاتحاد الأوروبي قوافل بحرية محروسة عسكريا لنقل الصادرات انطلاقا من ميناء أوديسا الذي يعد أكبر ميناء للصادرات الزراعية في هذا البلد. وكان رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي قد بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلوديمير زيلنسكي هذه الأيام توفير الظروف الأمنية لتصدير الحبوب والذرة إلى الدول التي تستورد هذه المنتوجات من أوكرانيا، ويبدو أنه لم يحصل على نتيجة مشجعة حتى الآن. وعمليا، يسير الاتحاد الأوروبي عددا من المهام العسكرية البحرية ومنها مراقبة منع تزويد إيطاليا بالأسلحة ثم توفير الأمن في بعض المناطق البحرية في العالم، غير أن المهمة في البحر الأسود لا سابقة لها وخطيرة بكل المقاييس. وتحتاج العملية إلى التفاهم مع روسيا لوقف عمليات القصف والسماح للسفن بالوصول إلى ميناء أوديسا، في حين تشترط روسيا رفع العقوبات. كما تحتاج إلى ترخيص خاص من تركيا بحكم أن وصول سفن حربية إلى البحر الأسود يخضع لاتفاقية مونترو، ولن تقدم أنقرة هذه الخدمة بدون مقابل سياسي لا سيما وأنها وضعت مؤخرا شروطا مقابل ضم فنلندا والسويد إلى منظمة شمال الحلف الأطلسي. من جانب آخر، تتهم عدد من الدول وخاصة الإفريقية الاتحاد الأوروبي بالتسبب في المجاعة في العالم بسبب العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الحرب. ولهذا السبب، فقد وجه الاتحاد الأوروبي دعوة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس السينغالي ماكي ليشارك في قمة الاثنين المقبل للمشاركة في البحث عن الحل. وارتفعت أسعار المواد الغذائية في العالم خاصة الحبوب والطاقة وعلى رأسها الغاز بشكل مهول في الأسواق الدولية، وهو ما شكل ضربة للقدرة الشرائية لمختلف الشعوب بل وشبح المجاعة في عدد من الدول الضعيفة ومنها الإفريقية بالأساس.