سجائر مختلفة الأشكال والأحجام معروضة في محلات بيع السجائر وفوق الطاولات التي تستجيب لطلبات المارة من المدخنين، فالمدخن مهموم دائما.. يهرع إلى السيجارة عندما يتوتر أو ينزعج لكي يطفئ بها لهيب أعصابه وطلبات جسمه كلما انخفض مستوى النيكوتين في الدم، حيث يركض لاستعادة ما ضاع من السم، رغم إدراكه ان التدخين المسبب الأول لمختلف أنواع السرطانات، ومدمر الأوعية الدموية والشرايين، كما أن السيجارة لا ترحم صاحبها ولا محيطه الأسري، كونها ترغم أفراد الأسرة من الصغير إلى الكبير على التدخين الاضطراري، كل هذه المعطيات جعلتنا نتساءل هل يبحث الجزائري عن البديل الإيجابي؟، وما هي الأدوية التي جادت بها عقول العلماء لعلاج آفة الإدمان على السجائر؟ للإجابة عن هذا السؤال قمنا بجولة في العديد من الصيدليات بقلب العاصمة، حيث لاحظنا أن كل صيدلية تملك نوعين من الأدوية، وتبين أن أنواعا عدة من المستحضرات الطبية تعالج الإدمان على التدخين مثل الشرائط اللاصقة، أقراص واللبان أيضا، إلا أنها اجتمعت في كونها مصنوعة بقاعدة طبيعية، وأكدت لنا إحدى الصيدليات بشارع العربي بن مهيدي، أن هناك أشخاصا يقصدون الصيدلية لطلب علاج أو حل بديل للتخلص من السيجارة، إلا أن عددهم قليل ولا يتعدى شخصا أو شخصين يوميا، وهي نسبة قليلة جدا.. وأشارت الى عدم وجود الإرادة الكاملة في التخلص من الإدمان " أنا شخصيا افرح كثيرا عندما يطرق بابي شخص ويطلب مني علاجا للإدمان، خصوصا إذا كانت المتحدثة سيدة، فالمرأة تتأثر كثيرا وتتسبب في مرض جنينها إذا كانت حاملا، علاوة على انقطاع العادة الشهرية في سن مبكر بسبب إتلاف المبيض ومنه القضاء على هرمون الأستروجين الذي يعطيها الحيوية والجمال". وحول النوع المطلوب بقوة من الأدوية قالت " هناك نوعان، الأول يتمثل في الأشرطة اللاصقة التي توضع على الكتف والتي تعمل بدورها على إيقاف الرغبة في التدخين، حيث يتعامل مفعول الشريط مباشرة مع المخ، أما النوع الثاني فيتمثل في أقراص مصنوعة بقاعدة طبيعية وتتمثل في نبات النعناع الذي يساعد على التخلص من الإدمان، وهو نوعين الأول نعناع خاص يؤخذ منه قرص كلما كانت الرغبة كبيرة، على أن لا يتجاوز تناول الأقراص العدد المطلوب في الوصفة، أما النوع الثاني فيساعد على التخلص من التدخين وعدم الزيادة في الوزن، كونه يحد من الشهية أيضا، وبهذا فهو يخدم المدخن من جهتين". والجدير بالذكر أن سعر هدين العقاريين الطبيعيين لا يتجاوز 700 دج. "أوقف النيكوتين"، هو نوع آخر من الأدوية المطروحة وهو ذو فعالية كبيرة، كونه يوقف عمل النيكوتين في الجسم بعد استعماله بمدة زمنية قصيرة، وتزداد فعاليته كلما كانت إرادة المدخن في الإقلاع كبيرة، ويضم جملة من شروط الاستعمال تضمها الوصفة المرفقة، ويقدر سعره ب 3 آلاف دج. " اللبان الطبي" الممزوج بالنعناع الحار جدا، هو الآخر نوع من أنواع المساعدة على الإقلاع عن التدخين، يباع في علبة طبية بها 96 علكة لبان يوصى بتناول واحدة منها كلما كانت الرغبة في التدخين قائمة، على أن لا يتجاوز الاستهلاك 15 حبة يوميا.. علما أنه يسمح باستعماله انطلاقا من سن 15 سنة، وحدد سعره بألفين و999 دج. والجدير بالذكر أن أحد المستشفيات بهونغ كونغ اكتشف علاج الإدمان بالوخز بالإبر الصينية، حيث تعتبر الأذن الموطن الخصب للعلاج نظرا لوجود مناطق إثارة تتفاعل بسرعة مع العلاج، حيث يؤكد معظم الأشخاص الذين عولجوا بالوخز بالإبر، أن الرغبة في التدخين تقل وقد تزول تماما، ولا يشعر المرء بالمشاعر الانسحابية للنيكوتين، في حين يشعر البعض بطعم غريب غير مستحب للسيجارة تجعله يرفضها تماما، وسجل بعض المدخنين أنهم شعروا بالرغبة في القيء عندما حاولوا التدخين بعد العلاج بالإبر الصينية، وهذا النوع من العلاج يصنف تحت قائمة الطب البديل، أو المخاطبة الفسيولوجية الطبيعية للجسم. وهنا تجب الإشارة إلى أن الإرادة الصادقة وحب الحياة مع الأهل، هي العلاج الحقيقي والفعال للإقلاع عن التدخين. العمر قصير.. فلماذا نستهلكه بسرعة؟!