❊إزالة العراقيل البيروقراطية التي تعيق الاستثمار نهائيا ❊أناس كانوا يأخذون المال من الدولة ويهرّبونه للاستثمار في الخارج ❊محطة الرأس الأبيض..نهاية أزمة الماء الشروب بولايات الغرب ❊المواطن لا يطلب المعجزات..والسلطات مطالبة بأن توفي بالتزاماتها ❊بتضافر الجهود سنكون في منأى عن مشاكل التزويد بالماء الشروب ❊المحطة الجوية الجديدة لمطار وهران الدولي..بوابة أخرى للجزائر الجديدة ❊يجب دعم المستثمرين الحقيقيين والنزهاء والوقوف معهم ❊ضرورة توفير مصالح استعجالية جديدة لتخفيف الضغط على المستشفيات شدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون أول أمس، بوهران، على ضرورة إزالة العراقيل البيروقراطية التي تعيق الاستثمار، مشدّدا على أن "هذه العراقيل يجب أن تنتهي نهائيا". وفي حين حذر من قطع، الماء لمدة يومين متتاليين على المواطنين بولاية وهران، اعتبر السيد الرئيس أن مسألة توزيع المياه تعد قضية تسيير أكثر منها قضية ندرة. قام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس، بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية وهران، أشرف خلالها بتدشين ومعاينة عدة منشآت مشاريع تنموية تخص مختلف القطاعات. فبالمطار الدولي لوهران "أحمد بن بلة''، حيث كان في استقباله السلطات المدنية والعسكرية، استمع رئيس الجمهورية للنشيد الوطني، كما استعرض تشكيلة من الجيش الوطني الشعبي التي أدت له التحية الشرفية. كما رحبت أربع مقاتلات من سلاح الجو التابعة للجيش الوطني الشعبي بالرئيس تبون أثناء وصوله إلى مطار وهران الدولي. وببلدية عين الكرمة غرب الولاية، والتي حلّ بها على متن طائرة مروحية استقلها عقب وصوله إلى مطار وهران الدولي، أشرف رئيس الجمهورية، في أول محطة من زيارته، على مراسم وضع حجر الأساس لإنجاز محطة لتحلية مياه البحر بالرأس الأبيض، بطاقة 300000 متر مكعب في اليوم. وستغطي هذه المنشأة التي سيتم إنجازها في مدة 28 شهرا، احتياجات ساكنة الجهة الغربية للولاية بالماء الشروب، حسب الشروحات المقدمة لرئيس الجمهورية بعين المكان. ويشرف على إنجاز المشروع فروع مجمّع سوناطراك على غرار الشركة الجزائرية للطاقة مدعومة بالشركة الوطنية للهندسة المدنية والبناء، والمؤسسة العمومية للأشغال البترولية الكبرى. وستكون هذه المنشأة خامس محطة لتحلية مياه البحر بعد محطات كل من بجاية وبومرداس وتيبازة والطارف التي انطلقت بها الأشغال مؤخرا والتي تبلغ طاقة إنتاج كل واحدة منها 300000 متر مكعب في اليوم. وقد تقرر هذا المشروع الهام في إطار البرنامج التكميلي للمخطط الاستعجالي للسلطات العمومية لإنجاز 5 محطات جديدة تضاف إلى 12 محطة في طور الإنتاج من شأنها أن تسد 60% من احتياجات الماء الشروب في آفاق 2030. ممنوع قطع الماء ليومين متتاليين على المواطن بالمناسبة، شدّد رئيس الجمهورية، بالمناسبة، على ضرورة ضمان تزويد المواطنين بالماء الشروب خلال هذه الصائفة، مع عدم قطع التموين لمدة طويلة، قائلا بهذا الخصوص، "ممنوع منعا باتا قطع الماء لمدة يومين متتاليين على المواطن". وفيما يتعلق ببرامج توزيع الماء الشروب، نبّه الرئيس إلى أنه يتعين على السلطات المعنية أن "توفي بالتزاماتها تجاه المواطنين"، مشيرا في ذات الصدد إلى أن "المواطن لا يطلب المعجزات". كما شدّد رئيس الجمهورية على أنه من الأفضل "تزويد المواطن بالماء الشروب ساعتين أو ثلاث في اليوم بدل قطعه عنه لفترة طويلة"، موضحا بأن مسألة توزيع المياه تعد "قضية تسيير أكثر منها قضية ندرة". داعيا مسؤولي القطاع إلى إعادة النظر في الأرقام الخاصة بالإنتاج والتوزيع التي "لا تعبر أحيانا عن الحقيقة". في ذات السياق، ذكر رئيس الجمهورية بأن المياه المحلاة توجه للتزويد بالماء الشروب، في حين تخصّص المياه الجوفية والسطحية للسقي الفلاحي، موضحا في هذا الخصوص بأنه "بالإمكان توجيه المياه المحلاة للفلاحة في حال بروز أزمات طارئة وهذا لمدة محددة"، بالنظر الى التكلفة العالية لإنتاج هذا النوع من المياه. إزاء ذلك، أضحت تحلية مياه البحر، يضيف السيد الرئيس، "الوسيلة الأكثر ضمانا لتزويد المواطن بالماء الشروب، مؤكدا بقوله، "أصبحنا قادرين على انجاز هذه المحطات بأيدينا"، حيث سيسمح تضافر الجهود بجعل الجزائر "في منأى عن مشاكل التزويد بالماء الشروب". وبخصوص مشاريع إنجاز خمس محطات لتحلية البحر بطاقة 300000 متر مكعب لكل واحدة بولايات مختلفة من ربوع الوطن، التي ستسمح برفع الإنتاج إلى 3,3 مليون متر مكعب في الجزائر، فقد أكد رئيس الجمهورية بأنه "انجاز مهم كفيل بضمان التزويد الماء الشروب، خاصة في المدن الكبرى ذات الكثافة السكانية الكبيرة". وذكر رئيس الجمهورية بأن الجزائر تمتلك 74 سدا، 90% منها شيدت بعد الاستقلال وهو أكبر عدد على المستوى المغاربي والإفريقي، غير أن هذا العدد لم يعد كافيا بسبب الجفاف الذي تعرفه البلاد منذ أربع أو خمس سنوات. ودعا السيد تبون المواطنين إلى التحلي بالصبر في انتظار إنجاز المشاريع، داعيا بالمقابل شركات التوزيع إلى "عدم حرمان المواطنين من المياه ليومين متتاليين أو أكثر". سوناطراك.. الدرع الحامي للجزائر بعد قواتها المسلحة والمناضلين والأحرار في معرض حديثه عن شركة سوناطراك التي تشرف بعض فروعها على إنجاز هذه المحطة لتحلية المياه، أبرز رئيس الجمهورية ثقل هذه الشركة الوطنية التي اعتبرها "من الأدوات القوية التي تسمح للجزائر بممارسة سيادتها"، واصفا إياها ب"الدرع الذي يحمي الجزائر، بعد قواتها المسلحة والمناضلين والمواطنين الأحرار". كما وجّه شكره الخالص لجميع عمالها نظير مجهوداتهم و"تحليهم بالروح الوطنية"، ليؤكد على أن التاريخ سيسجل أن هذه الشركة الوطنية سمحت للجزائر بأن "ترفع صوتها ورأسها في ظروف جد حساسة". في سياق متصل، وبعد أن تابع السيد تبون عرضا حول أهم إنجازات مجمع سوناطراك منذ 2020، أكد الرئيس تبون على ضرورة إعادة النظر في استثمار الشركة في مجال إنتاج المازوت، مشيرا إلى أن المنحى يتجه عالميا نحو التقليص من استعمال هذا النوع من الطاقة، ليسدي تعليماته بدراسة هذه المسألة مع وزارتي النقل والطاقة "حتى لا يضيع الاستثمار في إنتاج هذا النوع من الوقود". كما حيا رئيس الجمهورية جهود سوناطراك لإنتاج مواد كانت الجزائر تستوردها إلى غاية اليوم، مشيدا بسعي هذا المجمع للدخول في "السياسة الجديدة لتقوية الإنتاج الوطني والتخلي عن الاستيراد، إلا عند الضرورة". تغيير نمط تسيير المشاريع الكبرى بالاعتماد على الشباب ذوي الكفاءات في قطاع النقل، أشرف رئيس الجمهورية على تدشين المحطة الجوية الجديدة لمطار وهران الدولي "أحمد بن بلة" التي تقدر طاقة استيعابها ب3,5 مليون مسافر سنويا قابلة للتوسعة إلى 6 ملايين مسافر، ليطوف بعدها بمختلف المرافق التابعة لها. بالمناسبة، طاف رئيس الجمهورية بمختلف مرافق هذه المحطة الجوية، وتابع عرضا حولها قدمه مدير مطار وهران. وأكد الرئيس تبون على ضرورة تدعيم هذا المرفق الجديد بشركات قوية تابعة للدولة تتكفل بصيانة المنشأة، داعيا مسؤولي المطار إلى تحسين نوعية الخدمات للمسافرين والتسيير الأمثل له. وقال في هذا الخصوص، بأنه "من الآن فصاعدا، يجب تغيير نمط التسيير ومنح الشباب ذوي الكفاءات مسؤولية تسيير المشاريع الكبرى". وتعد هذه المنشأة تحفة هندسية معمارية بامتياز، تجمع بين الطابع الإسلامي والطابع المعماري الحديث فضلا عن كونها تستجيب للمقاييس الدولية المعمول بها. وتتضمن منطقة للشحن طبقا للمعايير الدولية المعمول بها تتربع على مساحة 4 آلاف متر مربع. وتم توسعة مرآب الطائرات للمطار التي ترتفع بذلك قدرة الاستيعاب من 15 إلى 25 طائرة. وتعمل الإنارة بداخل هذا المرفق الحيوي بواسطة الطاقة الشمسية، ليصبح بذلك أول مطار على المستوى الإفريقي، يعتمد هذه التقنية الجديدة، حيث تم وضع على مستوى السقف 4550 لوحة شمسية ذات نوعية عالية على مساحة 14500 متر مربع، ما سيسمح باقتصاد 25% من الطاقة التي ستموّن مطار وهران الدولي. وتتوفر المحطة أيضا على حظيرة للسيارات من 3 طوابق تتسع ل1200 مركبة وكذا حظيرة خارجية أخرى بطاقة استيعاب مماثلة. وفي مجال السياحة والفندقة، أشرف الرئيس تبون على تدشين فندق من فئة 5 نجوم "أ.زاد. وهران الكبير" بحي "فلاوس" بالمدخل الجنوبي لمدينة وهران، حيث شدّد على ضرورة إزالة العراقيل البيروقراطية التي تقف حجر عثرة في وجه الاستثمار، منبّها إلى أنه "لن يتسامح مع أي أحد، عندما يتعلق الأمر بذلك". وأكد الرئيس تبون مخاطبا صاحب هذا الاستثمار الخاص، أنه يتوجب الاتصال بالوالي مباشرة في حالة مواجهته لأي عراقيل، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة، مضيفا أنه لن يتسامح "مع أي أحد وأن هذه العراقيل يجب أن تنتهي نهائيا أينما كانت". وأشاد الرئيس تبون بالاستثمارات التي أنجزها صاحب هذا الفندق، قائلا بشأنه، "أن تجد مستثمرا جزائريا يستثمر في فنادق 5 نجوم داخل البلاد وليس بالضرورة بالعاصمة وبأمواله الخاصة ولا يقترض من الدولة فلا بد من المحافظة عليه". وأضاف مخاطبا المعني أن "العمل الذي تقوم به ينبغي أن يكون مثالا للآخرين"، مشيرا إلى أنه "بالإمكان أن يجتهد المستثمر النزيه ويعمل ويكد وأن يجمع المال ويصبح ثريا في بلاده. كما ذكر رئيس الجمهورية في ذات الخصوص "أن أناسا كانوا يأخذون المال من الدولة ويهربونه للاستثمار في الخارج". ودعا رئيس الجمهورية صاحب المشروع إلى الاستثمار بالجنوب، مبرزا أهمية التكوين في مجال الفندقة بالمؤسسات الجزائرية المتخصّصة. وتضم المؤسسة الفندقية التي تم إنجازها على مساحة 18 ألف متر مربع 180 غرفة و346 سرير ومطعم فاخر، علاوة على مرافق خدماتية تتمثل في قاعات للاجتماعات ومرافق أخرى، بالإضافة إلى قاعة للرياضة وفضاء للألعاب المائية "أكوابارك" يتشكل من 5 مسابح أحدها مخصص للأطفال. وببلدية بئر الجير، أشرف الرئيس تبون على تدشين المركب الأولمبي الجديد الذي يحمل اسم اللاعب الدولي السابق المرحوم "ميلود هدفي"، حيث عاين بنفس المركب ملعبا لكرة القدم بسعة 40 ألف متفرج والقاعة المتعددة الرياضات والمركز المائي، كما قام بتدشين القرية المتوسطية. كما أشرف رئيس الجمهورية، على تدشين القرية المتوسطية التي تحتضن الوفود الرياضة المشاركة في الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران-2022، والتي تعد أهم عنصر في التنظيم لأنها المركز الرئيسي لإيواء وإطعام جميع المشاركين من رياضيين وكذلك مسؤولي المنتخبات المشاركة من 22 دولة وثلاث إمارات إلى جانب الجزائر. ودشّن رئيس الجمهورية أيضا، مستشفى لعلاج المصابين بالحروق، حيث يتوفر مستشفى الحروق الكبرى لوهران الذي تبلغ سعة استيعابه 125 سرير على مصلحة للحروق الكبرى ومصلحة لجراحة التجميل والترميم للصغار والكبار ومصلحة للإنعاش وأخرى لجراحة الوجه والفك. وبالمناسبة أكد الرئيس تبون على أهمية توفير مستشفيات كبيرة تختص في علاج الحروق، مشيرا إلى أن حرائق الصائفة الماضية "بينت لنا العجز في هذا المجال خاصة ما تعلق بالجراحة التجميلية". وخلال العرض الذي قدم له حول هذا المستشفى الجديد، أكد الرئيس تبون على ضرورة توفير مصالح استعجالية جديدة لتخفيف الضغط على المؤسسات الاستشفائية التي تتكفل بعلاج الحروق. ووجه رئيس الجمهورية تعليمات لوالي وهران بضرورة الانتهاء من إنجاز مهبط للحوامات بذات المستشفى لتسهيل نقل الحالات الطارئة. كما أكد على ضرورة تنظيم مصالح الاستعجالات بالمستشفيات وأن تكون مزوّدة بكافة الأخصائيين، ملحا على إنجاز مستشفيات متخصّصة في كبريات المدن.