أكدت شهادات بعض المسؤولين بسفارة فلسطين بالجزائر، وتصريحات بعض المختصين في مجال الطفولة مؤخرا خلال منتدى خطر الحروب على الأطفال الذي نظمته جمعية "مشعل الشهيد" أن الطفل الفلسطيني يعاني من تشوهات خلقية وجسدية بسبب القنابل الفسفورية التي يستخدمها العدو الإسرائيلي، مما يحرمه من التمتع بطفولة عادية على غرار العديد من أطفال العالم. وتشير إحصائيات 2006 حسب السيد مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، إلى أن 84% من أطفال غزة مصابون بصدمة عصبية "نورولوجي" وأنهم بحاجة للكفالة والمساعدة من الآخرين، وقد حاول السيد حمزة موظف بسفارة فلسطين بالجزائر أن يختزل معاناة الطفل الفلسطيني بقوله "الطفل تحت الاحتلال لا يعيش طفولته مثل باقي أترابه في المجتمعات المتحررة، وهو مضطر لأن يكبر قبل أوانه، وإذا أراد أن يلعب حسب الفطرة، فهو مضطر لاختراع وسائل للعب علاوة على التأثيرات النفسية، كونه يسمع عن لُعب الأطفال لكنه لا ينال حظه منها، ولا يلعب بها أبدا لأسباب عديدة، منها عدم توفر الإمكانيات المادية بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة، إضافة إلى أنه يشاهد يوميا صورة الجندي الإسرائيلي المدجج بسلاحه، فكل هذا ينعكس سلبا على سلوكه وأسلوب تفكيره والأكثر من هذا وذاك تحصليه العلمي. سألناه عن أسماء اللعب التي يمارسها الطفل الفلسطيني إذا أتيحت الفرصة فقال "كرة الطفل الفلسطيني مصنوعة من خرق القماش المقطع، حيث تلف الكرة القماشية الثقيلة بعض الأماكن وأمام البيوت ووسط الحارات. وهناك "لعبة العسكر والحرامي" وفيها يتم اختيار البنادق من العصي، أما بالنسبة للعبة الفدائي والمحتل يضع فيها الطفل الدبابة من الأسلاك ويرسم علم وطنه على مجسم الفدائي الفلسطيني الذي صنعه وتنطلق عملية محاربة العدو... للأسف أطفال فلسطين محرومون حتى من حق اللعب".من جهته السيد محمد حماد ديبلوماسي بالسفارة الفلسطينية يروي معاناة طفلة فلسطينية تم إرسالها للعلاج بالأردن أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة بالقول: "جاءت الفتاة رفقة والدها في حالة يرثى لها.. كانت تعاني من آثار شظايا القنبلة الفسفورية.. عندما التفتّ إليها طرحت علي سؤالا: "هل توجد سيارة (جيب) هنا؟" وهي السيارات الإسرائيلية الحربية.. إنها حالة من آلاف الحالات لأطفال فلسطين وخصوصا في الضفة الغربية، حيث أصيبوا بصدمات نفسية.. الطفل عندنا لا يعرف اللعب ولا حتى أبسط حق في الحياة.. حتى عندما يمسك القلم للرسم فإن أنامله تخط صورة الذبابة والرشاش والبندقية. ويواصل قائلا: "نحن كفلسطينيين نطلب من كل الهيئات الرسمية أن تنظر إلى الطفل الفلسطيني بعين المحبة حتى يستطيع عيش حياته الطبيعية في ظل السلام الذي لا يتحقق إلا بإيقاف الاحتلال. وعلى هامش ندوة "خطر الحروب على الأطفال" الذي احتضنه منتدى المجاهد وقفت فتاة فلسطينية كانت تضع على رقبتها كوفية مطبوعة بالعلم الفلسطيني، وألقت أبياتا شعرية حاولت من خلالها اختزال الألم والمعاناة التي يعيشها الطفل الفلسطيني فقالت: "القساوة صفة محتلينا، التشرد من نصيبنا، نحن أطفال فلسطين سلبت إسرائيل أراضينا.. زاد الألم في أجسامنا... لهيب نار يحيط بنا.. جراح وألم سنضمدها ونرفع سلاحنا.. نحن أطفال كبرنا مع مآسينا".