نظمت أمس جمعية مشعل الشهيد بمنتدى ''المجاهد'' ندوة تحسيسية حول ''خطر الحروب على الأطفال''، وذلك في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح جوان من كل سنة. وشدد المتدخلون على أن وضعية الطفولة في العالم تنذر بالخطر وأنه يلزمها إرادة سياسية من القوى العظمى للارتقاء بحقوقها وليس فقط لمساندة اجتماعية. حضر اللقاء التحسيسي إلى جانب ممثلي سفارة فلسطين والجالية الفلسطينية بالجزائر، ممثلون عن سفارة إيران وكوبا ونشطاء المجتمع المدني والكشافة الإسلامية الجزائرية وبرلمانيون وأدباء. وأسهب المتداولون على الكلمة في إبراز الآثار السلبية للحروب والنزاعات المسلحة على الطفل عموما وعلى أطفال فلسطين على وجه التحديد دون إغفال أطفال الصحراء الغربية وأطفال إفريقيا الذين يعانون مجاعة مزمنة. مستهل الحديث كان للسيدة مرابطي ممثلة اليونيسيف بالجزائر التي أوجزت وضعية الطفولة في العالم كما تراها الهيئة الأممية ودعت البرلمانيين الحاضرين إلى لعب دور فعال في تجسيد قوانين حماية الطفولة. أما السيدة بن حبيلس ممثلة المجتمع المدني الجزائري فقد حمّلت مسؤولية الأوضاع المزرية التي يعيشها أطفال العالم عموما وأطفال الشعوب المتنازعة بالسلاح إلى السياسة التي تنتهجها القوى العظمى التي تسير العالم والتي تكيل بمكيالين تجاه العابثين بخرق القوانين الدولية الخاصة بحماية الطفل. وتأسفت بن حبيلس لسكوت الهيئات الأممية الدولية إزاء ما يجري للطفولة بالأراضي الفلسطينية حيث تغتصب براءتها على مرأى العالم أجمع، إضافة إلى سكوتها عن جوع أطفال إفريقيا، وهي الهيئات التي تتغنى بسعيها المستمر لتحسين أوضاع أطفال العالم! من جهته أسهب السيد محمد حماد ممثل السفير الفلسطيني بالجزائر في كلمته عن وضع الطفل الفلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي. وقدم أرقاما مرعبة لليونيسيف عن الطفولة في العالم فقال إن الإحصاءات تشير إلى وفاة مليون طفل سنويا بسبب الحروب والنزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية، وأن العالم يحصي 5,4 مليون طفل معاق و12 مليون طفل مشرد، و10 ملايين طفل ضحية الأمراض النفسية التي تهاجم براءتها، وأوضح أن جزءا كبيرا من هؤلاء يعيشون في المنطقة العربية. وحاول المتدخل وضع الحضور في الصورة فقال: ''أطفال العالم يحملون الورود وأطفال فلسطين يحلون الرصاص وشظايا القذائف..ويسمعون أصوات الدبابات والرشاشات..ويلعبون لعبة الحرب. وإذا كانت الدول تحاسب على عدم احترام اتفاقية حقوق الطفل فإن إسرائيل تخترق القوانين على مرأى العالم بحيث تأسر أطفالا بسجونها''. وختم بقوله إن الطفولة الفلسطينية بحاجة إلى مساندة سياسية لتعيش طفولتها على أرضها. أما الدكتور الكاتب أمين الزاوي فقد أخذت مداخلته بعدا آخر حينما دعا صناع القرار إلى التفكير الجدي بدعم ''التغذية'' الثقافية للطفل كسبيل ناجع لرفض الحروب، حيث قال إن العالم أجمع يعد أكثر من 25 مليون طفل متمدرس ''وهذا الجيش يستحق غذاء فكريا عاليا لصناعة المواطنة كسلاح فتاك ضد الحرب''. للإشارة فإن وفدا عن الهلال الأحمر الفلسطيني قدم في الأخير لمحة عن الأوضاع العامة التي يعيشها قطاع غزة المحاصر وبالخصوص الأطفال ضحايا الإجرام الصهيوني في فلسطين التي أقل ما يمكن وصفها باللاإنسانية.