ينتظر أن يكون للقضية الصحراوية حضور متميز في البرلمان الأوروبي على ضوء مشاركة ثلاثة أحزاب سياسية رئيسية إسبانية معروف عنها دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في الانتخابات الأوروبية المقرر اجراؤها يوم الأحد المقبل.وتتمثل هذه الأحزاب في ايزكييردا يونيدا الذي يمثل اليسار الموحد واتحاد التقدم والديمقراطية وتحالف الكناري. وقالت التنسيقية الإسبانية لجمعيات مساندة الشعب الصحراوي في تقرير يحلل مواقف الأحزاب السياسية الإسبانية المشاركة في انتخابات تجديد البرلمان الأوروبي أن هذه الأحزاب السياسية تعد من بين الطبقة السياسية الإسبانية التي "أعطت اهتماما أكبر" لمسألة الصحراء الغربية في برامجها الانتخابية. وأشارت إلى أن تشكيلة الزعيمة الاشتراكية السابقة روزا دياز ترفض اتفاق الصيد البحري الذي سيقوم الاتحاد الأوروبي والمغرب بتوقيعه قريبا وتطالب باحترام المياه الإقليمية للصحراء الغربية كما تلح على ضرورة احترام لوائح الأممالمتحدة بخصوص الإقليم ك"شرط مسبق" للتوقيع على اتفاق التبادل الحر سنة 2010. من جانبه يساند حزب اتحاد التقدم والديمقراطية في برنامجه الانتخابي "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلاله التام مطالبا بالاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". كما يلتزم هذا الحزب بالتنديد بالمغرب في أوروبا كمحتل غير شرعي للصحراء الغربية والذي ينتهك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة وينهب ثرواتها الطبيعية من دون أدنى عقاب. ونفس الالتزام يؤكد عليه حزب ايزكييردا يونيدا في برنامجه الذي يعكس انشغاله بخصوص استمرار النزاع في الصحراء الغربية منذ أزيد من ثلاثة عقود. وقالت التنسيقية الإسبانية أن التشكيلة تدافع عن تنظيم استفتاء لتقرير المصير على أساس اللوائح الأممية كحل للنزاع وتلتزم بأن تقوم على مستوى البرلمان الأوروبي بالتنديد بالمواقف "الخاصة بديكتاتورية" يواصل المغرب انتهاجها. ويرى حزب ايزيكييردا يونيدا أن "العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ينبغي أن تحكمها شروط احترام حقوق الإنسان والحريات العامة والفردية خاصة حريات التعبير والصحافة وتكوين الجمعيات". وأضافت التسيقية أنه من بين الأحزاب المنضوية تحت قائمة التحالف من أجل أوروبا المكونة من الوطنيين الكتالانيين للتوافق والاتحاد والحزب الوطني الباسكي والتحالف الكناري فإن هذا الأخير فقط يشير إلى النزاع الصحراوي في برنامجه. ويدعو التحالف الكناري إلى "تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير بحرية عبر تنظيم استفتاء من جهة وأن يواصل الاتحاد الأوروبي تقديم مساعداته الإنسانية لهذا الشعب من جهة ثانية". وبخصوص "ائتلاف أوروبا للشعوب الخضراء" المشكل من اليسار الجمهوري الكتالوني والكتلة الوطنية لغاليسيا سجلت التنسيقية عدم اهتمام الحزب الكتالوني بالقضية الصحراوية في حين أشارت إلى أن الحزب الغاليسي لا يهتم سوى بتحسين اتفاقاته المتعلقة بالصيد البحري مع المغرب". وفي تحليلها لموقف الأحزاب الأخرى المشاركة في الانتخابات الأوروبية مع أنها غير ممثلة في مجلس النواب الإسباني أكدت التنسيقية على موقف إيكييردا انتيكابيتاليستا الذي يطالب "بوضع حد للاحتلال المغربي ونهب الموارد الصحراوية واحترام حق الشعب الصحراوي الكامل في الحرية والاستقلال من خلال اعتراف اسبانيا والاتحاد الأوروبي بالجمهورية الصحراوية". كما أشارت إلى أن البرنامج الانتخابي للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحاكم يتطرق لنزاع الصحراء الغربية في فصل مخصص للشرق الأوسط يعرب فيه عن دعمه "لحل عادل يقبله الطرفان ومستديم في الصحراء الغربية طبقا للوائح الأممالمتحدة". ووصفت التنسيقية الاسبانية للجمعيات المساندة للشعب الصحراوي موقف هذا الحزب ب"بالتهكمي" وقالت إنه يتناقض مع التزام الاشتراكيين المتضمن في فصل آخر من برنامجهم والمتمثل في تعميق الوضع المتقدم للشراكة مع المغرب خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي في السداسي الأول من سنة 2010. من جانبها أكدت التنسيقية أن الحزب الشعبي الذي يعد أبرز قوة معارضة في إسبانيا لا يتطرق في برنامجه الانتخابي لا إلى الصحراء الغربية ولا إلى الصحراويين بحيث أنه يقتصر على الإشارة بشكل إيجابي إلى الوضع المتقدم للشراكة مع المغرب.