تشهد العاصمة الاسبانية مدريد في الآونة الأخيرة تحضيرات مكثفة لتنظيم مظاهرات احتجاج على بعض مواقف الاتحاد الأوروبي في مجال السياسة الخارجية من ضمنها منح المغرب صفة الامتياز رغم أنه قوة محتلة لبلد آخر وهي الصحراء الغربية. وسيقود هذه الاحتجاجات تحالف ايزكييردا يونيدا اليسار الموحد والذي يعتبر القوة السياسية الثالثة في اسبانيا. ومن المرتقب ان تتحول هذه الاحتجاجات المتزامنة مع الرئاسة الاسبانية الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي إلى مظاهرات بديلة للقمم والاجتماعات التي برمجتها مدريد خلال سداسي 2010. وسيتم تنظيم أولى هذه المظاهرات الكبرى يوم 8 مارس المقبل بغرناطة بجنوباسبانيا بمناسبة احتضان هذه المدينة الأندلسية لقمة الاتحاد الأوروبي المغرب حيث ستعرب هذه التشكيلة السياسية مع تجند منظمات اجتماعية وسياسية ونقابية أخرى عن معارضتها لوضعية الشريك المفضل التي يحظى بها المغرب مع الاتحاد الأوروبي. في هذا السياق قال كايو لارا المنسق الفيدرالي لتحالف ايزكييردا يونيدا خلال ندوة صحفية أول أمس أن "المغرب لا يمكنه أن يحظى بمثل هذه الوضعية مع الاتحاد الأوروبي لأنه لا يحترم لوائح الاممالمتحدة حول الصحراء الغربية وحق تقرير مصير الشعب الصحراوي عبر تنظيم استفتاء" كما أكد زعيم اليسار الموحد ان اسبانيا "مطالبة بإنصاف الشعب الصحراوي" و"الالتزام أكثر" بالبحث عن حل لمستعمرتها القديمة طبقا للشرعية الدولية. ومن المقرر أن يغتنم اليسار الموحد والحركة الجمعوية الاسبانية قمة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المرتقبة في 24 ماي المقبل بمدريد للمطالبة بانسحاب اسبانيا من منظمة حلف شمال الأطلسي وغلق القواعد الأمريكية وسحب القوات الأجنبية من أفغانستان وانتهاج سياسة تقوم على "السلم وليس الحرب". وتأتي هذه الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الجنوب الإفريقي جاكوب زوما دعم بلاده "القوي" لنضال هذا الشعب بقيادة جبهة البوليزاريو من أجل الحرية وتقرير المصير. وجاء ذلك خلال الخطاب السنوي للرئيس الجنوب إفريقي الذي ألقاه يوم السبت الماضي بمدينة كمبرلي وسط البلاد بمناسبة الذكرى ال98 لتأسيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بحضور أكثر من 50 ألف شخص وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بجنوب إفريقيا بالإضافة إلى قيادات أحزاب الائتلاف الحاكم. وكانت المناسبة فرصة للسفير الصحراوي بجنوب إفريقيا صلحه العبد لإجراء العديد من اللقاءات أبرزها ذلك الذي تم مع نائب رئيس جنوب إفريقيا خاليما موتلنتي وة ويني مانديلا عضو في البرلمان. وعقب هذه اللقاءات جدد مسؤولو جنوب إفريقيا موقف بلادهم "الثابت والداعم" لكفاح الشعب الصحراوي "العادل من أجل حقه في الحرية والاستقلال على غرار كل شعوب القارة".