❊ الاستعمال المفرط لمكيّفات الهواء ألغى قابلية التأقلم مع الحرارة أكد الديوان الوطني للأرصاد الجوية أن درجة الحرارة ستعرف انخفاضا بداية من اليوم، على أن تعود للارتفاع يومي الجمعة والسبت على المناطق الداخلية الشرقية لتصل إلى 40 درجة مئوية، مؤكدا أن ما يسمى ب"مؤشر الراحة" عند انخفاض درجة الحرارة سيكون "رديئا" ولا يجعلنا نشعر كثيرا بالهواء بسبب ارتفاع الرطوبة التي تتجاوز 75 درجة. أشارت المكلفة بالإعلام من مركز التنبؤات الجوية بالديوان، هوارية بن رقطة إلى أن الارتفاع المسجل مؤخرا لا يعتبر ارتفاعا قياسيا كما عهدناه في بعض السنوات، وهو ارتفاع موسمي عادي، غير أنها أرجعت عدم تحمل عديد المواطنين للحرارة المرتفعة إلى الاستعمال المفرط لمكيفات الهواء التي ألغت قابلية الجسم للتأقلم مع درجات حرارة مرتفعة. وأكدت بن رقطة ل«المساء"، أمس، تراجع مقياس الحرارة ابتداء من اليوم على المناطق الساحلية، على أن تعود للارتفاع مجددا يومي الجمعة والسبت بالمناطق الداخلية والأوراس وأقصى الشرق كولاية تبسة التي من المتوقع أن تسجل إلى 40 درجة. وأوضحت بن رقطة أن درجات الحرارة المسجلة هذا الأسبوع رغم ارتفاعها، إلا أنها ليست حرارة قياسية مثلما تم تسجيلها خلال السنوات الماضية، على اعتبار أن موجة الحر التي سجلت هي موجة موسمية خاصة ببعض المناطق المعروفة بذلك كبعض المناطق الداخلية الغربية من محور عين الدفلى الى غاية غليزان والذي عادة ما يسجل حرارة مرتفعة دائما في فصل الصيف. وأكدت المكلفة بالإعلام بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، أن الجزائر انطلاقا من موقعها الجغرافي في حوض البحر الأبيض المتوسط ونظرا لتواجد مناطق داخلية وصحراء، تتأثر كثيرا بالكتل الهوائية الساخنة التي تأتي من منطقة الساحل. كما أن دول حوض البحر الأبيض المتوسط معروفة بتسجيل حرارة مرتفعة خلال نهاية شهر جويلية. وإن اعتبرت بن رقطة أن موجة الحر هذه موسمية سبق تسجيلها في الصيف منذ القدم، فإنها اعتبرت عدم تحمّل المواطنين لها في السنوات الأخيرة إلى الاستعمال المفرط لمكيّفات الهواء التي جعلت الجسم يعتاد على البرودة ولم تعد له قابلية لتحمّل درجة حرارة طبيعية كما كان عليه قبل وجود هذه المكيّفات. وفي هذا السياق شرحت محدثتنا أن موجة الحر هذه ليست لها أي علاقة بالحرائق التي سجلتها بعض الدول الأوروبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، نظرا للمسافة البعيدة بين هذه الدول والجزائر ووجود البحر بينهما، حيث أوضحت أن الدول التي تتأثر بهذه الحرائق وتسجل ارتفاعا في الحرارة ووصول تتطاير الرماد هي الدول المجاورة للبلدان التي سجلت حرائق وليس الجزائر. وعرفت ولايتا الطارف وسوق اهراس خلال الأسابيع الأخيرة موجة حرّ غير طبيعية بلغت خلالها درجات الحرارة عتبة 45 درجة، ومما زاد في تعقيداتها درجة الرطوبة العالية التي خلقت حالة استنفار قصوى لدى مرضى ضيق التنفس الذين عجت بهم مستشفيات الولايتين. وأرغمت هذه الوضعية المناخية سكان الولايتين على تقليل تحركاتهم واضطرت وسائل النقل من سيارات الأجرة والحافلات من تنقلاتها بما فيها المسافرين الذين تخلوا عن التنقل في مثل هذه الظروف. وتسببت موجة الحر التي اجتاحت ولاية عنابة خلال اليومين الفارطين، والتي فاقت 41 درجة، في إصابة عشرات المواطنين بضربات الشمس، لاسيما كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، الأمر الذي أدى إلى توسيع تدخلات العيادات الاستشفائية والمصحات لتقديم العلاج اللازم. وقد أجبرت الحرارة والرطوبة العاليتين أغلبية المواطنين على التزام بيوتهم والبقاء تحت المكيفات الهوائية، وخلال جولة المساء في شوارع مدينة عنابة سجلنا تنقل وتجوال بعض المواطنين فقط أغلبهم موظفين أو باعة أرصفة ، فيما بقيت الأسواق، شبه فارغة من مرتاديها الذين يفضلون الفترات المسائية لاقتناء حاجياتهم من خضر وفواكه وغيرها بينما تبقى شواطئ الولاية الملاذ الأخير لآلاف السكان والسياح للتخفيف من هذا الارتفاع القياسي. وسجلت مصالح الاستعجالات الطبية في مستشفيات ولاية قالمة استقبال عشرات المواطنين الذين تعرضوا إلى وعكات صحية وضربات شمس مفاجئة بسبب ارتفاع درجة الحرارة أغلبهم من المصابين بأمراض مزمنة. وعرفت ولاية قالمة سلسلة حرائق التهمت مساحات شاسعة من حقول القمح والأشجار المثمرة والأعشاب الجافة والأحراش، إذ تواصل فرق الحماية المدنية محاولة إطفائها.