❊ صرف العشرات من الوصفات الطبية بسبب الإسهال أدى إلى ندرة بعض الأدوية ❊ كل الظروف مهيأة لارتفاع حالات الإصابة والحل في عودة حملات التعقيم ❊ تراجع تعقيم اليدين وراء 90% من حالات الإصابة بأمراض الصيف انتشرت حالات الإسهال والتجشؤ والحمى والصداع والوهن الشديد بصفة كبيرة في الآونة الأخيرة التي أرجعها المختصون إلى فيروس معد انتشر مؤخرا، يصيب الأطفال والكبار على السواء. وقد حاولت "المساء" في هذا الشأن، استطلاع آراء عدد من الصيادلة بمدينة بومرداس، الذين أجمعوا على أن هذه الحالة الصحية تعود لأزيد من أسبوعين حيث يتردد يوميا العشرات من المرضى لصرف الأدوية، مما أحدث ندرة في بعضها، لاسيما تلك الخاصة بالإسهال والالتهابات المعوية. بينما ربط أطباء هذه الإصابات بما يعرف ب"أمراض الصيف"، مرجعين السبب بالدرجة الأولى إلى التهاون الكبير في تعقيم اليدين. لاحظت "المساء" خلال الأيام القليلة الأخيرة، إقبالا متفاوتا للمواطنين على الصيدليات بحثا عن أدوية مضادة للإسهال والتجشؤ (أو القيء) خصوصا منها دواء "باراسيتامول" بسبب الإصابة المزمنة بصداع الرأس. وهي الحالة التي تكررت في محيطنا بين الصغار والكبار على السواء، ما دفعنا إلى السؤال عن أسبابها ومدى ارتباطها بموسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال هذه الأيام التي تعرف ب"الصمايم". مواطنون: إسهال.. صداع مزمن وفقدان للشهية عند دخولنا إلى صيدلية وسط مدينة بومرداس للاستفسار حول هذا الموضوع، لفت انتباهنا وجود عدد من المرضى في انتظار صرف أدوية خاصة بالإسهال والتجشؤ والفشل، بادرنا أحدهم بالسؤال عن حالته فقال إنه يعاني منذ يومين من إسهال مصحوب بتعب شديد، وقال إنه ظن في البداية بأنها حالة عرضية وستزول بعد راحة يوم، إلا أن ازدياد حالته سوءا بعد أن أصيب بحمى وصداع مزمن، جعله يستشير طبيبا أكد له إصابته بالتهاب الجهاز الهضمي، ومنعه تماما من تناول الوجبات السريعة أو حتى المثلجات إلى أن يتحسن حاله. نفس الأمر أكدته إحداهن كانت برفقة ابنتها ذات 15 ربيعا التي أصيبت هي الأخرى بحالة إسهال منذ أزيد من يومين، حيث اعتقدت الأم أن الحالة عرضية وستزول بمجرد تناول البنت لماء الأرز المعروف في مجتمعنا أنه مضاد طبيعي للإسهال ولكن حالتها لم تستقر بل أصيبت أيضا بفقدان الشهية ما دفع الأم لعرضها على الطبيب الذي أكد أنه لا خطر على حالتها وقال إنه فيروس منتشر هذه الأيام. وهو نفس ما ذهبت إليه مواطنة أخرى أكدت إصابتها بإسهال دون أن تعرف السبب، حيث أكدت أنها لا تتناول إطلاقا الوجبات السريعة خارج المنزل، كما أنها لم تتعرض لضربات شمس حيث لم تتردد على الشواطئ، قائلة: "كنت جالسة وفجأة أحسست بصداع وتعرق شديد ودوخة اضطررت بعدها إلى الإرجاع... وبعد أن أخذت قياس الضغط وجدته مرتفعا بعض الشيء وقيل لي إن السبب يعود لارتفاع درجات الحرارة"، كما تضيف المتحدثة أنها أصيبت بعدها بإسهال وبعد استشارة طبيبة طلبت منها إجراء تحاليل مع الركون للراحة، كما حررت لها وصفة طبية بأدوية مضادة للإسهال وأملاح معدنية وفيتامينات بسبب فقدان الشهية. ولاتقتصر الحالات المرضية هذه الأيام على الإصابة بالإسهال والتقيؤ، بل تعدتها أيضا إلى الإصابة بضربات الشمس والحمى والتهاب اللوزتين، حيث أشارت مواطنة في هذا الصدد لتعرض طفليها إلى ضربة شمس نتيجة مكوثهما على الشاطئ ليوم كامل بالرغم من أخذ الاحتياطات، كانت الضربة مصحوبة بصداع وإسهال وحمى وإعياء شديد سبب لهما أيضا فقدان الشهية بما صعب عليها إعطاؤهما الدواء الموصوف. تابعت الأمتقولأنها ظنت في البداية ان الأمر يتعلق بالتهاب اللوزتين إلا ان الطبيب أكد أنها ضربة شمس. صيادلة: صرف العشرات من الوصفات يوميا بسبب الإسهال من جهتهم، أكد عدد من الصيادلة ملاحظة "المساء" المتعلقة بتزايد عدد حالات الإصابة بالإسهال والتجشؤ والتعب العام فيما يعرف ب"أمراض الصيف"، حيث قالت عاملة بإحدى الصيدليات، في هذا الصدد بأن هذا الأمر يعود لحوالي 20 يوما خلت حيث بدأ الأمر بإصابة الأطفال بحالات الإسهال والحمى بسبب ضربات الشمس وكذا حالات متفرقة للإصابة بالتسممات الغذائية بسبب تناول الوجبات السريعة خاصة البيتزا على الشواطئ، يضاف له حالات الإصابة بالتهاب اللوزتين بسبب الإكثار من تناول المثلجات، ولكن مع الوقت اتضح أن الإصابة تعدت كذلك الى البالغين، حيث لاحظت الصيدلية استفحال الإصابة بالإسهال مصحوب بآلام في البطن، مرجعة السبب الى عودة فيروس "كوفيد.19" ولو كان أقل حدة مما سبق. كما أكدت أن هذه الحالات المرضية لا تطول أكثر من 3 أيام شريطة استشارة طبيب. كذلك أكد صيدلي آخر بقوله إن بداية استفحال أمراض الصيف هذه المعروفة عموما بالإسهال والحمى والفشل العام، وكذا صداع الرأس الى أزيد من أسبوعين باقتصار الإصابة على الأطفال أولا ثم انتقلت العدوى الى البالغين، مرجعا السبب إلى فيروس معد منتشر أكثر على الشواطئ بسبب الاكتظاظ الكبير المسجل هناك، موضحا بأنه يستقبل العشرات من الحالات المماثلة بصفة يومية لصرف أدوية مضادة للإسهال بشكل خاص، يضاف لها "دوليبران" أو "باراسيتامول" الذي قال إنه يصرفه مثل الهواء، في إشارة إلى كثرة الطلب عليها كأدوية مضادة للألم بشكل كبير يوميا. بينما لفت صيدلي آخر إلى نوعين من طالبي الدواء، حيث هناك من يتقدم للصيدلية ويطلب دواء بعد أن يشرح للصيدلي أعراض إصابته، ونوع ثان يتقدم بوصفة طبية "إلا أن القاسم بين الطرفين هو طلب أدوية مضادة للإسهال وآلام البطن والصداع والوهن"، ويقول الصيدلي، مؤكدا بأن هذا الأمر سبب ندرة في بعض الأدوية الخاصة بالإسهال أو ما اسماها "ألترا بيوتيك" إضافة إلى نقص تحميلات خاصة بوجع البطن. وأرجع الصيدلي سبب انتشار هذه الأمراض الى الوجبات الجاهزة والأكل السريع لاسيما اللحوم البيضاء والإكثار من المرطبات وكذا عدم التقيد بقواعد النظافة. 90 ٪ من الإصابات بأمراض الصيف سببها عدم تعقيم اليدين في الموضوع سألت "المساء" الدكتورة حورية سناني طبيبة عامة ورئيسة مصلحة طب العمل بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية لبومرداس، التي أكدت بأن الإصابة بالإسهال سببها بكتيريا تسبب الالتهابات المعوية التي عادة ما تكون مصاحبة بحمى والفشل، مرجعة السبب بالدرجة الأولى الى التهاون الكبير في تعقيم اليدين. كما أكدت المختصة في هذا السياق، أن منظمة الصحة العالمية لاحظت تراجعا كبيرا في الإصابة بالالتهابات المعوية وإصابات الجهاز الهضمي خلال تفشي جائحة كورونا إلى نسبة 1% بفضل اهتمام الناس الكبير بتعقيم اليدين: "اليوم مع انحصار الإصابة بفيروس كوفيد 19 تناسى الناس استعمال المعقمات وبات تعقيم اليدين مجرد فعل مضي"، تقول محدثتنا مؤكدة بأن 90 %منحالاتالإصابةبالإسهالالمسجلةفيالآونةالأخيرةسببهاالتهاباتالمعدةوالجهازالهضميوالتيسببهاالمباشرعدمتعقيماليدين. هذا الأمر جعل المختصة توجه نداء للمواطنين للاهتمام بغسل اليدين بين الحين والأخر أو استعمال المعقمات الكحولية. كما دعت الجهات المختصة الى أهمية توفير الوسائل المادية في مختلف الهياكل الصحية ومنه أملاح إعادة التمييع بسبب تضاعف عدد الوافدين الى هذه الهياكل وحتى إلى مصلحة الاستعجالات جراء الإصابة بنفس الأعراض، دون إغفال تدعيم نفس الهياكل بالمورد البشري خاصة في المناوبات الطبية بالنظر للتوافد الكبير للمرضى هذه الفترة بالنظر للتوافد الكبير للمصطافين على ولاية بومرداس. في سياق متصل، دعت د. سناني السلطات المحلية على رأسها مصالح البلدية والبيئة، الى تكثيف حملات التعقيم والتطهير ورفع النفايات ناهيك عن مراقبة منابع المياه المنتشرة التي عادة ما يتوافد عليها العديد من المواطنين للتزود بالماء الشروب في ظل شح الحنفيات حتى في عز الصيف بالرغم من تزايد الحاجة إليه، ما جعلها تناشد الجهات المعنية في هذا الصدد الى إعادة النظر في برنامج توزيع المياه والحاجة الى توفيرها يوميا طيلة الموسم الصيفي بالنظر إلى تضاعف الحاجة إليه كعنصر حيوي هام للحفاظ على النظافة، خاصة مع التوافد الكبير للمصطافين من داخل الوطن وخارجه بعد سنتين من الإغلاق بسبب تفشي جائحة كورونا..ناهيك عن مناشدة مصالح الصحة لتكثيف عمليات تحاليل مياه العوم دوريا بسبب الضغط الكبير المسجل على الشواطئ بفعل توافد المصطافين.. في سياق متصل، لفتت د.سناني الى ان كل الظروف مهيأة حتى تزداد موجة الإصابة بهذه الأمراض لاسيما مع عودة الحجاج والمغتربين، وتفضيل الكثيرين الخروج في عطل خلال شهر أوت وكثرة الأعراس والولائم، ولئن أكدت تراجعا كبيرا في حالات الإصابة بالتسممات الغذائية بفعل ارتفاع الوعي،إلا ان تراجعه فيما يخص الاهتمام بنظافة اليدين كفيل بتضاعف حالات الإصابة بالالتهابات المعوية والإسهال..قد تؤدي في حال عدم العلاج الى تعقيدات صحية خطيرة..