ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزّة منذ أول أمس، إلى 15 شهيدا وأكثر من 125 جريح، في وقت حذّرت فيه السلطات الصحية الفلسطينية، في القطاع من توقف خدماتها الطبية خلال 72 ساعة، في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في غضون ذلك عن تحضيرات لعملية جوية على القطاع قد تستغرق أسبوعا، مؤكدا أنه لا مفاوضات حاليا مع حركة الجهاد الإسلامي بشأن وقف لإطلاق النار. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن مسنّة فلسطينية استشهدت في غارة صهيونية قرب مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزّة، وذلك بعد استشهاد سيدة أخرى في وقت سابق وإصابة آخرين، جراء استهداف مركبة مدنية بالقرب من حاجز بيت حانون شمالي قطاع غزّة أثناء نقل عروس إلى بيت زوجها. واستشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب آخرون بجروح بينهم واحد في حالة خطيرة في قصف للاحتلال، استهدف منطقة الزنة في خان يونس جنوبي قطاع غزّة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، عن وقف العمليات الجراحية المجدولة والعمل بالعيادات الخارجية في كافة المستشفيات، لإعطاء الفرصة الكاملة لإجراء العمليات الطارئة للمصابين جراء العدوان الصهيوني. وأوضح المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، إن العد التنازلي لوقف الخدمات الصحية بدأ جراء انقطاع الكهرباء، وأن الساعات المقبلة ستكون صعبة على المنظومة الصحية، ما يشكل تهديدا واضحا على عمل الأقسام الحيوية في المستشفيات. ودعا المؤسسات الدولية والإنسانية والإغاثية إلى الوقوف عند مسؤولياتها للضغط على الاحتلال الصهيوني، لمغادرة الحالات المرضية عبر حاجز بيت حانون، والعمل الفوري على إمداد المنظومة الصحية باحتياجاتها الصحية العاجلة وإمداد الوقود، حيث إن الاحتلال يمنع إدخال الأجهزة والمستلزمات الطبية والتشخيصية للقطاع. وشنّت طائرات الاحتلال العديد من الغارات الصاروخية على مناطق متفرقة من القطاع، كما أطلقت مدفعية الاحتلال عددا من القذائف استهدفت المواطنين الفلسطينيين في الأحياء السكنية والأراضي الزراعية، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى، فضلا عن إلحاق الخسائر المادية بالمباني السكنية والممتلكات والبنية التحتية. وتحدث جيش الاحتلال عن أن مروحيات حربية وجنودا من وحدة ماغلان قصفت أربعة مواقع عسكرية لحركة الجهاد في قطاع غزّة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات على منازل وممتلكات الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من مدينة غزّة، وبلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا وشمال القطاع، ما أدى إلى إصابة عشرة مواطنين بجروح متفاوتة من بينهم طفلان وامرأة جرى نقلهم إلى عدد من المشافي لتلقي العلاج. وتزعم قوات الاحتلال أن "العملية التي تشنها على قطاع غزّة والتي أطلق عليها اسم "الفجر الصادق"، تستهدف مواقع وقيادات من حركة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي"، إلا أن لقطات عديدة أظهرت أن العدوان يستهدف مدنيين على صعيد واسع. ونقلت وسائل إعلام عبرية، عن مسؤول وصف بالرفيع في الجيش الإسرائيلي قوله إن ما لا يقل عن 15 من نشطاء الجهاد الإسلامي من بينهم تيسير الجعبري، قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، قتلوا في هجوم للجيش على قطاع غزّة لكن لم يصدر تأكيد من حركة الجهاد في غزّة. وكانت رشقات صاروخية قد أطلقت أول أمس، من قطاع غزّة باتجاه مناطق عدة في الكيان المحتل، فيما سمعت صفارات الإنذار في تل أبيب وعسقلان وأشدود ومستوطنات غلاف غزّة، بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات جوية على القطاع، معلنا في الوقت ذاته عن تشغيل صفارات الإنذار في عدة مناطق جنوبي إسرائيل على غرار كيبوتس (قرية تعاونية) "لخيش" ومدينة يفنه. وأعلن داود شهاب، الناطق باسم حركة الجهاد، مسؤولية حركته عن إطلاق هذه الصواريخ ردا على العدوان الإسرائيلي، في حين أعلنت سرايا القدس ضرب تل أبيب ومدن المركز وغلاف غزّة بأكثر من 100 صاروخ ردا على اغتيال إسرائيل تيسير الجعبري، أحد قادة سرايا القدس. وحملت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" التي تضم الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية، عدا حركة التحرير الوطني "فتح"، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان الذي بدأته على قطاع غزّة. وبدأ التوتر يوم الإثنين الماضي، عقب اعتقال إسرائيل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بسام السعدي، في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، لتعلن اسرائيل بيوم واحد مجموعةً من الإجراءات ضد قطاع غزّة، كإغلاق المعابر التي تربطها مع القطاع، خشية رد حركة الجهاد على هذا الاعتقال.