لم يسبق لفريق مولودية وهران وأن عرف على مدى تاريخ نشاطه في الأقسام الكروية الجزائرية، فوضى كتلك التي شهدها هذه الصائفة، وفي بداية الموسم الكروي الجديد، وكلّ ذلك من فعل التسيير العشوائي للإدارة الحالية التي يرأسها يوسف جباري، والتي توجد بين مطرقة الوالي سعيد سعيود، وسندان المدرب عبد القادر عمراني، الذي يصرّ على تنظيف البيت الحمراوي أولا وقبل أيّ شيء آخر . وضع المدرب عمراني النقاط على الحروف مع جباري وحاشيته في الاجتماع الذي عقده معهم أوّل أمس، حيث جدّد أمامهم ضرورة تلبية شروطه قبل مباشرة عمله رسميا في الفريق، ومنها إبعاد المدير الاداري رفيق شراك عن دفة التسيير، واقتناء عتاد رياضي جديد، والعمل بجدية على حلّ مشاكل الفريق في الإطعام والإيواء، خاصة للذين يقطنون خارج مدينة وهران، وقبل هذا وذاك، وضع حدّ للفوضى السائدة في التعداد المكلف بالدفاع عن ألوان الفريق في المنافسة الرسمية. وكان لقاء الجولة الأولى من البطولة الوطنية، الذي لعبته المولودية الوهرانية الجمعة الماضية في الأربعاء أمام الأمل المحلي، وذاقت فيه مرارة الهزيمة بنتيجة (1/3)، قد بيّن الانحطاط في التسيير الذي وصل إليه النادي الحمراوي إداريا على وجه الخصوص، والذي بسببه تقدّم الفريق ب13 لاعبا فقط، حيث تواجد على دكة الاحتياط لاعبان فقط، وهما الحارس دلة كراشاي ولاعب الرديف عبد العالي، أما فوق أرضية الميدان، فاقحم 8 لاعبين من تعداد العام الماضي، وأغلبهم كانوا مداومين على كرسي الاحتياط، وثلاثة من الرديف، وهم إلياس شريف الوزاني ورفيق عماد وأوكيل، وهي سابقة في تاريخ المولودية. والأكثر والأدهى، ما عاشته تشكيلة الرديف التي خسرت مباراتها على البساط، بسبب عدم استلام الإدارة لكلّ إجازات التعداد الذي حدّدت الرابطة الوطنية عدد اللاعبين المزدادين سنة 2001، والذين يمكن الاعتماد عليهم في الموسم الكروي الحالي ب5 فقط، بينما سجلت إدارة مولودية وهران 11 لاعبا، لذا فهي مضطرة لسحب أسماء 6 لاعبين، ويوعز العارفون ببيت المولودية سبب هذه " الخالوطة" إلى المحسوبية و"المعريفة"، وتلك أكبر المهازل. وحتى قائمة الفريق الأوّل لا تخلو هي كذلك من المهازل، حيث كانت تضمّ في بادئ الأمر 36 لاعبا، لتتقلّص بعد ذلك شيئا فشيئا، بعد غربلة قام بها المدرب عمراني على التعداد، ليصل العدد في منصة التسجيلات الخاصة بالفريق الأوّل إلى 28. وما دام هذا هو الحال، فإنّ الجدد لن يستفيدوا من إجازاتهم، ما جعل جباري وحاشيته في ورطة حقيقية، وتبقى مطالبة بإقناع اللاعبين الذين يصرون على البقاء، ويرفض عمراني العمل معهم على فسخ عقودهم وديا، ومقابل تعويض مالي، وهؤلاء اللاعبون هم طلحة ويايادان والحارس طوال وسايحي ودهار. وتبقى الساعات القادمة حاسمة، وستوضّح مدى قدرة الرئيس جباري وحاشيته على حلّ مشاكل كانت من صنعها وتؤذي الفريق، وما هو ردّ فعل الوالي على المهازل التي تسبّب فيها التسيير العشوائي للإدارة الحالية، والتي أضرت كثيرا بسمعة مولودية وهران؟.