كشف البروفسور عبد العزيز غرابة رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة أنه لا بد من تجنيد موارد مالية معتبرة لإنجاح البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء والبرنامج الوطني لمكافحة السرطان، وأشار أمس على هامش انعقاد ثلاثة ملتقيات جزائرية -مغاربية- فرنسية بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة أن عدد المصابين بالسرطان على المستوى الوطني يبقى بعيدا عن الواقع بحيث تشير التقديرات إلى تسجيل 35 ألف حالة أخرى تضاف إلى 37 ألف حالة المسجلة سنويا. انطلقت أمس بفندق الأوراسي أشغال الملتقى ال17 للجمعية الجزائرية للجراحة،الملتقى الثالث الفرنكو-مغاربي للجراحة والملتقى المغاربي ال13 للجراحة بحضور الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبحث العلمي سعاد بن جاب الله، ووزير التضامن جمال ولد عباس ووزير الصحة السعيد بركات الذي أشار في كلمة مقتضبة إلى أهمية انعقاد مثل هذه الملتقيات العلمية التي تهدف إلى تبادل الخبرات العلمية والتقنية. الملتقيات الثلاثة تنظمها الجمعية الجزائرية للجراحة التي أشار رئيسها البروفسور غرابة إلى أهمية انعقادها للاطلاع على الجديد الحاصل في زراعة الأعضاء ومنها الكبد والكلى. كما تهم المواضيع الأخرى كل الجراحين الجزائريين الذين يصل عددهم إلى بضعة آلاف أما الأكثر نشاطا في كل ميادين الجراحة فيصل عددهم إلى 500 موزعين على القطاعين العام والخاص، ومواضيع استشفائية تختص بتحسين طرق العلاج والتكفل بالمرضى بالمستشفيات، والاطلاع على التطور الحاصل في ميدان الجراحة عامة، ومعرفة المستوى الذي وصلته الجزائر في برامجها، وهو الموضوع الذي أسهب فيه البروفسور غرابة مشيرا إلى الموارد الكبيرة التي خصصتها الدولة الجزائرية لإنجاح برامج زراعة الأعضاء ومكافحة السرطان، وتبقى الموارد غير كافية بحسب المتحدث بالنظر إلى انحصار عدد مراكز مكافحة السرطان في انتظار فتح أخرى بمختلف جهات الوطن، وهي المراكز التي تحتاج إلى موارد مادية وبشرية هامة ناهيك عن إجراء دورات تكوينية لصالح الأطباء وعمال شبه الطبي، علما أن مركز مكافحة السرطان بيار وماري كوري يهتم لوحده بأكثر من نصف مرضى السرطان بالوطن الذين يزداد عددهم سنويا بتسجيل 37 ألف حالة إصابة جديدة، وهو الرقم الذي يضاف له حوالي 35 ألف إصابة أخرى لم يتم الكشف عنها لأسباب حصرها المتحدث في تخوف الناس من إصابتهم بالمرض الخبيث، ومنهم مرضى لا يخضعون لاستشارات طبية وبالتالي لا يدركون إصابتهم إلا متأخرين جدا، ويلح البروفسور على أهمية التشخيص الذي يبقى العامل الأساسي في الوقاية من الإصابة بالداء وهو العامل الذي يقابله لا محالة عامل التكفل بالنظر إلى نقص الموارد. ويجري مركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان 15 ألف استشارة سنويا، 1500 جراحة كبيرة، منها حوالي 50 جراحة خاصة بالسرطانات. من جهة أخرى فإن مشروع ترقية زراعة الأعضاء ما يزال يراوح مكانه -يقول البروفسور غرابة- موضحا أنه لا بد من خلق الوكالة الوطنية للأعضاء مع دعم متواصل ومستمر لعمليات التحسيس بأهمية هذه الخطوة كون العائلة الجزائرية ما تزال ترفض فكرة التبرع بأعضاء ميتها. من جهة أخرى أشار رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة إلى إجراء 28 عملية زرع كبد من متبرعين أحياء قائلا أن قائمة المرضى الذين هم في حاجة لمثل هذه العملية لا يمكن تحديدها. وبالمقارنة مع فرنسا التي حققت في 2008 ما يصل إلى 15 عملية زراعة كبد لكل مليون نسمة من مجموع سكان الذي يصل إلى 65 مليون نسمة فإن على الجزائر التي تعد 35 مليون نسمة أن تحقق 500 عملية زرع كبد في السنة، لتكون في المعدل المطلوب وهو الرقم الذي ما يزال بعيدا عن التحقيق يعلق المتحدث، علما أن مريضا واحدا بالتليف الكبدي يكلف الدولة حوالي 8 ملايين دينار، وعليه فإن المشكل بالأساس، حسب البروفسور يبقى محصورا في الموارد المالية لإعادة بعث عمليات زرع الكبد والكلى على السواء. للإشارة فإن الملتقيات الثلاثة تعقد خلالها ورشات وموائد مستديرة تختص بمواضيع حول أنواع السرطانات العامة وعمليات زرع الأعضاء.