من المقرر أن يتم خلال السنة الجارية القيام بثماني عمليات زرع كبد لثمانية مرضى بمركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بالعاصمة، هذا ما كشفه ل "المساء" البروفسور عبد العزيز فرابة رئيس مصلحة الجراحة بالمركز ورئيس اللجنة الوطنية لزرع الأعضاء، داعيا وزارة الصحة إلى دعم الفريق الطبي المشرف على عمليات زراعة الكبد المتكون على الأقل من 35 عضوا، سواء دعما ماديا أو بالتجهيزات الطبية والجراحية المتطورة لإنجاح هذه العمليات الحساسة والمعقدة· تعتبر زراعة الأعضاء معجزات طبية، ونظرا لوجود نقص شديد لتغطية احتياج المرضى للأعضاء وطول قائمة الإنتظار فإن مركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان يشجع تبرع الأحياء للمريض سواء الأقارب أوغيرهم، إذ يمكن على سبيل المثال زرع جزء من كبد متبرع حي لمريض بفشل أو تليف الكبد أو حتى سرطان الكبد، حيث ينمو ما تبقى من كبد المتبرع بعد الجراحة ليعود إلى حجمه الطبيعي في خلال أسابيع بعد العملية، كما ينمو الجزء المتبرع به للمريض ليصل إلى الحجم الطبيعي في الجسم· مثل هذه العملية الجراحية المعقدة والحساسة تحتاج لتجنيد فريق طبي يتكون على الأقل من 35 عضوا من أطباء أخصائيين في الجراحة والتخدير والإنعاش وأعوان شبه الطبي، وتتطلب على الأقل15 ساعة، يوضح البروفسور فرابة قائلا: "إنها كعملية ولأهميتها تضاف لرزنامة عمل الفريق الطبي لذلك نحتاج للدعم المتواصل من الوزارة الوصية"· ويتمثل الدعم الذي يطالب به البروفسور في تزويد مصلحة الجراحة بالأجهزة الطبية والجراحية المتطورة، كون العملية تتطلب وسائل كثيرة أبسطها الكيس البلاستيكي الذي يحفظ فيه الكبد المُتبرّع به· كذلك يحتاج الفريق الطبي الجراحي للدعم المادي بالنظر إلى أن عمليات زرع الكبد تأتي كإضافة إلى رزنامة الفريق المجند لإنجاح العملية من عدة مصالح طبية وجراحية بالمركز· وقد نجح فريق البروفسور فرابة منذ بدئه برنامج زرع الأعضاء في فيفري 2003 في زراعة 24 كبدا من متبرعين أحياء بنسبة 70% حالة عيش، علما أن الجزائر هي الرائدة في المغرب العربي ومن الأوائل في بلدان المشرق العربي في هذا المجال، كما أن نسبة حالات العيش تماثل النسبة المحققة في فرنسا على حد توضيح نفس المتحدث· وما يزال على المستوى الوطني فعل الكثير للوصول إلى تحقيق أهداف البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء في شقه المتعلق بزراعة الكبد، على غرار تطوير عمليات التبرع بالأعضاء من الموتى، وهي النقطة التي بقيت تراوح مكانها منذ الإعلان عنها في 2003، كون المجتمع الجزائري ما يزال غير واع بأهمية هذه الخطوة في إنقاذ أرواح بشرية· ولتفعيل هذا البرنامج "لابد من خلق وكالة وطنية لزراعة الأعضاء يجند لها المجتمع برمته بتأطير من مؤسساته الفاعلة، والعمل أكثر في الجانب التحسيسي لإقناع المواطنين بفكرة التبرع بأعضائهم بعد الوفاة، بل لابد أن تحمل بطاقة التعريف الوطنية لكل متبرع إشارة تدل على أنه متبرع بالأعضاء، تماما مثلما هو معمول به في البلدان المتقدمة" يقول البروفسور عبد العزيز فرابة· يضاف لهذا كله نقاط يعتبرها محدث "المساء" أساسية تتمثل في معرفة الحاجة على المستوى الوطني فيما يخص زراعة الكبد بالتنسيق مع كل المستشفيات والقطاعات الإستشفائية المتخصصة في المجال وكذا وضع قائمة وطنية للمتبرعين الأحياء· للإشارة فإن هناك تنسيقا مشتركا بين الفريق الطبي الجراحي الجزائري بقيادة البروفسور فرابة والفريق الطبي الجراحي الفرنسي بقيادة البروفسور بوجمعة من جامعة مونيليي في إطار تبادل الخبرات والتكوين