أكد مختصون في مجال السيارات، أن قدوم علامة "فيات" الإيطالية لتصنيع السيارات بالجزائر "فرصة لا تعوض وخطوة في المسار الصحيح"، لإستحداث صناعة حقيقية تمكن من سد حاجيات السوق الوطنية بسيارات ذات جودة وأسعار معقولة، وتفتح المجال أمام مصنّعي قطع الغيار العالميين للتواجد في السوق الوطنية في سياق تشجيع المناولة والتوجه تدريجيا نحو التصدير. وقال محمد صياد، المتعامل في مجال السيارات وقطع الغيار وممثل شركة، عضو في مجموعة "ستيلانتيس" الذي يضم 14 علامة أجنبية لتصنيع السيارات منها "فيات" ل(المساء) إن توقيع وزارة الصناعة اتفاقية مع شركة "فيات" الإيطالية للإنتاج محليا خطوة إيجابية لبناء اقتصاد قوي، موضحا أن المشروع سيسمح بالاستفادة من خبرة العلامة الإيطالية التي خاصة وأن "فيات" تعد علامة ذات جودة منذ انضمامها لمجموعة "ستلانتيس" التي تضم 14 علامة للسيارات أهمها فيات، ألفا روميو، أبارث، دياس، جيب، دوج، رام، بيجو، سيتروان. وهو ثالث أكبر مجموعة لمصنّعي السيارات في العالم يشغل حوالي 300 ألف موظف عبر العالم. وأضاف المتحدث أن "فيات" التي ستصنع مركبات سياحية ونفعية من شأنها أن تؤسس لصناعة ميكانيكية قوية بالجزائر، التي تعد سوقا واعدة نظرا لموقعها القريب من أوروبا وإفريقيا، مما يسمح بالتوجه نحو التصدير إلى إفريقيا بأسعار تنافسية. وأضاف المشروع سيمكن من خلق نسيج قوي بتطوير كل المهن التي لها علاقة بالسيارات، والتي تتطلب احترافية ومهنية وشفافية كبيرة، لأنها "أولا وقبل كل شيء مهنة وليست مجرد تجارة كما يراها البعض". وهو ما لم يتوفر حسبه في التجربة السابقة التي خاضتها الجزائر. وهو السياق الذي يرى من خلاله محدثنا الذي حضر مراسيم التوقيع على الاتفاقية التي جمعت وزارة الصناعة والعلامة الإيطالية، أن النهوض بالصناعة الميكانيكية يتطلب الشراكة مع مجموعات عالمية كبيرة لها تجربة للاستفادة من خبرتها. وذكر صياد، بأن هذا المشروع سيشجع مصنّعي قطع الغيار الأصليين الذين يصنعون قطع غيار التركيبة الأولى أو ما يسمى ب"لي اكيب مونتيه" للاستثمار في الجزائر، إذا كان حجم إنتاج مصنع "فيات" مرتفعا، مشيرا إلى أن تحفيز هؤلاء على التواجد بالجزائر أمر ممكن أيضا إذا فتحنا لهم باب التصدير نحو إفريقيا وإلى المناطق المجاورة. هياكل بمعادن نوعية ومحرك قوي بأسعار معقولة كما أكد المختص في المجال، أن "فيات" هي عبارة عن منتوج أوروبي ذات جودة يخضع لنفس المعايير الأوروبية في مجال الميكانيك والسلامة المرورية، كما أن هيكله بات يصنع بحديد من نوعية جيدة كغيره من الماركات العالمية خاصة منذ انضمام "فيات" إلى هذا المجمع. وهو ما دعمه مراد حداد، مستشار ومختص في التكوين في مجال خدمات ما بعد البيع ومسؤول سابق عند "فيات"، والذي قال إنه طيلة تجربته كمسؤول خدمات ما بعد البيع لدى هذه الماركة،" لم يسجل أي شكوى لزبون بعدم جودة هيكل سيارة"، داعيا الى تجاوز هذا الاعتقاد السائد لدى فئة كبيرة من الجزائريين الذين يظنون بأن "فيات" تستعمل الحديد المسترجع الذي لا يقاوم الصدأ، مؤكدا أن المشكل تجاوزه الزمن. وأضاف أن زيارته لمصانع "فيات" الموجودة في العالم سمحت له بالوقوف على جودة المنتوج الذي يصنع من حديد ذي نوعية ومزود بمحركات قوية واقتصادية وشكل خارجي عصري بالإضافة إلى ضمان مراقبة تقنية. مصنع الحجار لتعويض الحديد المستورد وثمّن النادي الاقتصادي الجزائري على لسان رئيسه منصور سعيد، في تصريح ل"المساء" المشروع الذي ستستفيد منه الجزائر لاستحداث مصانع محلية للمناولة وتحويل التكنولوجيا، مما يساهم في إقامة صناعة قطع غيار التركيبة الثانية أو ما يعرف ب"الأدابتال" أي قطع الغيار الأصلية التي تستعمل في تغيير القطع الأولى وهي منتوجات من نفس النوعية. وأضاف أن السيارة تحتوي على ما يقارب 7500 قطعة غيار تصنع عند مختلف المصنّعين، وهذا المشروع سيسمح للجزائريين بإقامة مشاريع لإنتاج بعض هذه القطع عندما يكون مصنع محلي للسيارات يشجعهم على اقتحام هذا المجال. علما أن الجزائر تحوز حاليا على منتوجات من قطع غيار ذات جودة رغم محدوديتها، غير أن بعض المؤسسات الخاصة نجحت في صناعة العجلات المطاطية التي توجه للتصدير لبلدان متطورة كالولايات المتحدةالأمريكية والبطاريات ومختلف الكوابل. وذكر منصور، أن للجزائر إمكانيات لتطوير صناعة السيارات منها حديد منجم الحجار الذي سيساهم في تقليص تكاليف السيارات عند البيع. وقال المتحدث، إن مشروع "فيات" سيمكن الجزائر من التوجه إلى التصدير بأريحية باستغلال موقعها الجغرافي، والاعتماد على سعر منافس يجعل هذه السيارات تلقى إقبالا في السوق الإفريقية. ورحب محمد يادادان، الخبير والمستشار في مجال السيارات ل"المساء" بقدوم مستثمر من مجموعة "ستيلانتيس" سيمكن من إعادة بعث سوق السيارات، وتجسيد تنمية صناعية بالاستفادة من خبرة وتجربة المستثمر في المجال لتطوير السوق المحلية. وأكد المتحدث، بأن كل العلامات الأوروبية اليوم باختلاف تسميتها تحترم مقاييس الجودة، وتخضع كلها لرقابة صارمة وفق المعايير الأوروبية للأمن والسلامة والحفاظ على البيئة وبما أن "فيات" ماركة أوروبية فهي تحترم هذه المقاييس.