حتى إن وُضعت جانبا لوقت ما، إلا أن الديون المترتبة على نادي مولودية وهران، لم يتوقف الحديث عنها فرادى وجماعات، إدارةً ولاعبين وأنصارا، وهو ما تأكد خلال الحصص التدريبية الأخيرة للفريق، التي شهدت انتفاضة اللاعبين، مطالبين بتلقي جزء من مستحقاتهم المالية، المحرومين منها منذ انطلاق التحضيرات في شهر جويلية الماضي، ومكتفين بوعود المسيرين فقط، وبدون جدوى. ناقش اللاعبون عدة خيارات، يرون أنها ناجعة لبلوغ مقصدهم. ولا يستبعدون تعليق التدريبات بعد اللقاء الذي سيجمعهم، اليوم، بمعاقل هلال شلغوم العيد، برسم الجولة 09 من بطولة المحترف الأول، وهذا لدفع الإدارة، على الأقل، إلى تحديد موعد تسلّم جزء من أموالهم، رافضين العمل مجانا، وتقديم مزيد من التضحيات بدون مقابل بحسبهم. وما حزّ في أنفسهم كثيرا، غياب مسيّريهم خلال التدريبات لتحفيزهم، ورفع معنوياتهم المنحطة، وطمأنتهم على مستحقاتهم المتأخرة. هذه المستجدات تنذر بتفاقم أزمة مولودية وهران في قادم الأيام، خاصة أن تخاذل إدارة الرئيس يوسف جباري فوّت عليها وعلى الفريق معا، تلقي ما قيمته 22 مليار سنتيم، مجمدة، حاليا، لدى الشركة الوطنية للنقل البحري للمحروقات "هيبروك"، لعدم تجهيز جباري وحاشيته التقارير المالية للسنوات الثلاث الماضية، والتي تطالب بها "هيبروك". وليست الشركة الوطنية وحدها من تطالب بالتدقيق في حسابات النادي الحمراوي، بل كذلك الوالي سعيد سعيود، الذي مازال يضغط على مسيري المولودية الوهرانية، لجلب التقارير المالية المطلوبة، والتي يبقى عدم تجهيزها منذ سنوات ومع تعاقب الرؤساء، يطرح أكثر من علامة استفهام! تأتي هذه التطورات في وقت جدد فيه الرئيس جباري، ثقته في المدرب عمر بلعطوي، ومساعده حدو مولاي، اللذين يتعرضان لحملة مقصودة بحسبهما، لدفعهما إلى ترك الفريق؛ خدمة لمصالح أطراف متصارعة داخل بيت المولودية، لم يشأ اللاعبان الدوليان السابقان، الإفصاح عن هويتها، ليكون، بذلك، موقف جباري كمباركة منه على إصرار المدرب بلعطوي على البقاء في منصبه، وخدمة فريقه الأصلي، كما جاء في تصريحه الإعلامي، الذي أعقب حادثة رشق حافلة الفريق في رحلة العودة من مدينة خنشلة. نعماني ضمن سفرية شلغوم العيد ستكون مولودية وهران على موعد مع سفرية أخرى إلى شرق البلاد، وهذه المرة لمواجهة هلال شلغوم العيد، بملعبه، وهي المقابلة التي يغيب عنها الثنائي نهاري وبن حمو المعاقبان من قبل الطاقم الفني، بإنزالهما إلى تشكيلة الرديف، وقد يلحق بهما الحارس البارع كمال سوفي، الذي لم يتلق بعد الضوء الأخضر من طبيب الفريق، بعد الإصابة التي تلقاها على مستوى العين في حادثة رشق حافلة الفريق مؤخرا، لكن، بالمقابل، ستستعيد المولودية خدمات المدافع المحوري محمد نعماني، بعد تعافيه تماما من الإصابة.