رغم عودة الرئيسين السابقين الطيب محياوي، وبلحاج أحمد المعروف ب«بابا” إلى أمور التسيير، إلا أن ذلك لم يمكن إدارة فريق مولودية وهران من وضع حد لارتفاع الديون التي تثقل كاهل الفريق في هذه الصائفة الساخنة، ووقف النزيف الذي يضرب التعداد وخاصة ركائز الفريق. فقد فاجأ اللاعب المحوري مازاري شكيب أرسلان إدارة الفريق بالرحيل عن الفريق والتوقيع لفائدة اتحاد الحراش، وهي التي كانت مطمئنة لبقاء خريج مدرسة جمعية وهران ضمن التعداد الحمراوي لموسم آخر، بعد أن اتفقت معه بخصوص مستحقاته المالية التي قالت بشأنها أنه تنازل عن بعض الأجر الشهرية، ليسلك بعدها طريق التدريبات رفقة الثلاثي براجة، بلعباس وبورزامة الذي كان مقاطعا الفريق كذلك لنفس الأسباب، لكن فرصة حصوله على التسريح الآلي من لجنة فك النزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، لم يشأ مازاري تفويتها حتى يضرب عصفورين بحجر واحد، الانضمام إلى فريق الحراش، الذي كان مصرا منذ مدة على استعادته، وهو الفريق الذي يعمه استقرار على جميع الأصعدة، فضلا عن أنه سيخوض مغامرة إفريقية التي هي فرصة لكل لاعب، حتى يقتحم أجواء المنافسة الافريقية، ويكتسب خبرة تفيده في مشواره الكروي، والحصول على كامل مستحقاته التي ماطل وناور رئيس مجلس إدارة المولودية يوسف جباري في تسديدها له، والتي لا تقل عن 300 مليون سنتيم، سيجبر هذه المرة على تسليمها لمازاري إلى آخر سنتيم وإلا ستصبح الانتدابات الصيفية في مهب الريح.ومادام أن المصائب، وخاصة المالية منها، لا تأتي فرادى في المولودية، فإن جباري سيتحتم عليه أيضا تسديد مبلغ 570 مليون سنتيم، تمثل مستحقات لاعبين آخرين أنصفتهما لجنة فض النزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، ويتعلق الأمر بالمدافع المحوري زيدان محمد أمين الذي يدين بملغ 300 مليون سنتيم، ووقع منذ يومين على عقد يمتد لموسمين لفائدة الجارة الجمعية، وحسين أشيو (250 مليون سنتيم) وهو المطلوب من بن سنادة رئيس فريق اتحاد سيدي بلعباس، هذا في انتظار معرفة مآل خرجة لاعب آخر وهو بوقرة فؤاد، الذي كان هدد في تصريح سابق ل«المساء” بنقل قضيته إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، إذا ما لم يقبض كامل أمواله بموجب عقد يمتد إلى غاية شهر جوان 2014، رفض رفضا قاطعا فسخ عقده بالتراضي والاكتفاء بتلقي أجرة شهر واحد. وإذا ما نفذ بوقرة تهديده وتلقى ردا إيجابيا أولا من لجنة فك النزاعات وثانيا من لدن المحكمة الرياضية، فإن مبلغ الديون التي تمثل مستحقات اللاعبين الدائنين لإدارة مولودية وهران، سيرتفع إلى أكثر من أربعة ملايير سنتيم، وكانت ستزيد لولا قبول الحارس فراجي فسخ عقده بالتراضي، وهو الذي كان مستعجلا حتى يقبل عرض حراسة عرين اتحاد سيدي بلعباس، وفي كل الأحوال، فإن جباري يوجد في ورطة حقيقية ولا مفر له من الخروج منها، وقد يجد في العائد ”بابا” متنفسا وهو الذي اعتاد على الإنفاق وبسخاء على الفريق، حتى سماه اللاعب فؤاد بوقرة ب«بورتفاي” مسيري المولودية الوهرانية.
قبضة حديدية بين حدو وجبور في الأفق وبالإضافة إلى المشاكل المالية، فإن أخرى تسييرية، وتتعلق تحديدا بالصلاحيات، يتحتم على جباري ومن معه إيجاد حل لها، وفي مقدمتها تداخل الصلاحيات بين المدير التقني الرياضي المعين من قبل مجلس الإدارة زكرياء جبور، والمسؤول الأول عن الفئات الصغرى حدو الهواري، ففي وقت انبرى هذا الأخير وعين مدربي كل الأصناف، وفضل أن يكونوا من أبناء المولودية، وضرب بقوة فوق طاولة رئيسه جباري وقال له بأن ما قام به هو من صلب صلاحياته، أشعر جبور أعضاء مجلس الإدارة في اجتماعهم أول أمس، بأنه سيفعّل صلاحياته وسيعيد النظر في التركيبة البشرية لمدربي هذه الفئات، وأنه ينبغي أن يكونوا من أصحاب الشهادات، مؤكدا على أن رؤيته هي من صلب مشروع رياضي طموح، أعده وتبناه مدرب الأكابر الإيطالي جيوفاني سوليناس، وباركه أعضاء مجلس الإدارة، ويرمي بالأساس إلى التركيز على التكوين، ورد الاعتبار في فريق بحجم مولودية وهران.