أكد المدير العام للمسرح الوطني ومحافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، محمد بن قطاف، أن إنشاء المهرجان الدولي للمسرح المحترف لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع المهرجان الوطني رغم الامتداد والبعد الدولي الذي اتّخذه باستضافته لعديد من العروض الأجنبية ونجوم الفن الرابع. المدير العام للمسرح الوطني أكد أيضا أن المهرجان الوطني له قانونه الخاص والدولي أيضا، مضيفا في تصريح خص به "المساء" انه مهما تعددت المهرجانات والتظاهرات المسرحية فهذا لن يكون إلا إثراء للمسرح وللفن وللجزائر، وأن المهرجانات المسرحية سواء كانت جهوية وطنية أومغاربية أودولية فهي تخدم بالدرجة الأولى الحركية الثقافية والفنية والمسرحية في هذا الوطن، مؤكدا بالمقابل على ضرورة وجود تعاون وتبادل خبرات بين مختلف تلك التظاهرات، وعليها تتكامل فيما بينها وتستفيد من بعضها البعض، من أجل تحقيق هدف واحد ووحيد وهو إرضاء الجمهور. وفي تقييمه للطبعة المنقضية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي أسدل الستار على فعالياته مساء الخميس الماضي، أشار محافظ المهرجان أنه ورغم وجود بعض النقائص الشكلية فإن الدورة استطاعت أن تبلغ جل مقاصدها بحيث تمكنت -حسبه- من تحقيق الفرجة عبر مختلف العروض سواء تلك التي شاركت داخل المنافسة أوخارجها لاسيما منها العروض العربية. وفي هذا السياق، أشار صاحب "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" إلى أن العروض الجزائرية التي شاركت داخل المنافسة الرسمية للدورة جاءت متفاوتة المستوى، بحيث منها ما كان جيدا ومنها ما جاء متوسطا، في حين بدت أخرى غير ناضجة على حد تعبير محدثنا، وإلى جانب الفرجة خاض المهرجان في مجال الفكر من خلال الملتقى الذي طرح قضيتين رئيسيتين هما "القضية الفلسطينية في المسرح العربي" و"المسرح والالتزام" وهما عنوانان إذا صدق فيهما البحث والعمل فسيعيدان المسرح العربي إلى مساره، يقول بن قطاف. جانب آخر حققته الدورة -حسب بن قطاف - وهو التكوين عبر مختلف الورشات التي فتحها سواء في مجال النقد أوالإخراج أوالأداء أوالسينوغرافيا والموجهة بالدرجة الأولى للشباب، والشيء الذي يثلج القلوب أكثر -يضيف محدثنا- هو الجمهور الذي تهافت على القاعات على امتداد أيام المهرجان واختلاف العروض المقدمة، وهذا ما استغرب له حتى ضيوف المهرجان من الأشقاء العرب والحضور والصحافة، فالمهرجان أعاد المسرح للناس وأعاد الناس للمسرح، وجعل الفن الرابع موضوع نقاش بينهم من جديد. بن قطاف أكد أيضا أن المهرجان منذ عودته في 2006 سعى إلى تأسيس حركية مسرحية ليس فقط في المدن الكبرى حيث الكثافة السكانية العالية، بل حتى في أقصى الجنوب الجزائري، فهناك اليوم شيء اسمه "مسرح الجنوب" فهناك مسرح جهوي في تمنراست، وتقدم عروض في تيندوف. وأوضح بن قطاف أن المهرجان يقوم على شرط أساسي هو ضرورة أن لا تتجاوز فترة انتاج العروض المشاركة في المهرجان 12 شهرا، وهذا يعني أنه اليوم لدينا أكثر من 40 عملا جديدا يضاف إلى ريبرتوار المسرح الجزائري، بالإضافة إلى الطاقات الشبانية الكبيرة التي ظهرت في مختلف مجالات الإبداع المرتبطة بالمسرح. وفي سؤال ل "المساء" عما إذا كانت الدورة التي نظمت هذه السنة على شرف القدس قد حققت هدفها، قال بن قطاف أنه ومادام التقينا حول الموضوع الأساسي الذي نظمت فعاليات المهرجان حوله وفي صميمه والتقت كل الإبداعات والأفكار والرجال والنساء حوله لترفع راية القدس، فهذا يعني أننا التزمنا بما وعدنا به قبل العام الماضي عندما أعطينا موعدا مع فلسطين لفلسطين. وفي نفس السياق، أكد المتحدث أن الجزائر ستلتزم بالتوصيات التي خرج بها ملتقى الدورة قدر المستطاع كما التزمت سابقا سياسيا واقتصاديا وحتى شعبيا بالقضية الأم، وستسعى إلى التوصّل للحدّ الأدنى من القرارات الفنية والثقافية الشجاعة التي تخدم فلسطين.