اهتزت الأراضي المحتلة أمس على وقع استشهاد ستة فلسطينيين في عدوان جديد لقوات الاحتلال الاسرائيلي على الضفة الغربية وخاصة مدينة نابلس التي تحولت في الفترة الأخيرة إلى مسرح لجرائم صهيونية تجاوزت كل الخطوط الحمراء بمواصلة قتل ابناء الشعب الفلسطيني في وضح النهار بكل برودة دم. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 20 آخرين خلال عملية اقتحام نفذتها قوات الاحتلال فجر أمس لمدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، بينما استشهد سادس بعد إصابته بطلقات نارية إسرائيلية قاتلة على مستوى الصدر بقرية النبي صالح الواقعة الى شمال مدينة رام الله. وبرّر جيش الاحتلال جرائمه البشعة في حق الفلسطينيين بدعوى ملاحقة مشتبه فيهم والدفاع عن عناصره الذين منح لهم رئيس الوزراء، يائير لابيد، صكا على بياض لقتل الفلسطينيين الذين يريد الكيان العبري تقديمهم أمام العالم بانهم "إرهابيون" يجب القضاء عليهم. واقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء بمدينة نابلس حيث سمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات وأعمدة الدخان واللهب تنبعث منها لتندلع بعدها مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال التي دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة تساندها طائرات مسيرة. وتحدث شهود عيان عن انتشار قناصة الاحتلال على أسطح المنازل والمباني المطلة على مركز المدينة وعلى أحياء البلدة القديمة والذين تعمدوا إطلاق النار صوب أفراد قوى الأمن الفلسطيني. وأكدت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال حاصرت عددا من الشبان في حوش العطعوط بالبلدة القديمة وسط إطلاق الرصاص باتجاههم، في حين منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى ساحة المواجهات لنقل الجرحى الذين أصيبوا خلال العدوان على المدينة. وتعمدت قوات الاحتلال خلال اقتحامها البلدة القديمة، إلحاق أضرار جسيمة بالبنى التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم، بما جعل المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، يدين بشدة العدوان على نابلس ووصفه ب"جريمة حرب"، محملا حكومة الاحتلال تداعيات هذا العدوان. وكشف، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجري اتصالات عاجلة لوقف عدوان الاحتلال على أبناء شعب الفلسطيني في نابلس. من جانبه، حذر مجلس الوزراء الفلسطيني من ارتكاب جنود الاحتلال جرائم جديدة في عدوانه المتواصل على مدينة نابلس، داعيا في بيان الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية التدخل العاجل لوقف العدوان الذي تستخدم فيه قوات الاحتلال القذائف المضادة للدروع والطائرات المسيّرة في استهداف الآمنين داخل منازلهم خاصة في حوش العطعوط، ورأس العين، والجبل الشمالي. وعم إضراب شامل أمس، محافظاتالضفة الغربية حدادا على أرواح الشهداء الستة في نابلس ورام الله وتنديدا بجرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وجابت المسيرات، التي دعت إليها القوى الوطنية والفعاليات الشعبية، شوارع المدن والبلدات والقرى والمخيمات رفضا لجرائم الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني ووفاء لدماء الشهداء. وندّد المشاركون بالصمت الدولي على جرائم الاحتلال المستمرة، مطالبين بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. وبالتزامن مع هذا العدوان الاسرائيلي الجديد، دعت منظمة "العفو الدولية" محكمة الجنايات الدولية لفتح تحقيق حول عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، شهر أوت الماضي. وذكرت المنظمة في تقرير أصدرته أمس تحت عنوان "كانوا مجرد أطفال.. أدلة على جرائم حرب خلال الهجوم الصهيوني على غزة في أوت 2022"، أنه ينبغي على المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الاعتداءات التي شنّها الاحتلال على قطاع غزة بوصفها "جرائم حرب". وأوضحت أنه رغم زعم الكيان الصهيوني ما سماه "دقة عملياته"، إلا أن المنظمة وجدت أن من بين ضحايا هذه الاعتداءات طفلا يبلغ من العمر أربع سنوات وفتى كان يزور قبر والدته وطالبة تبلغ من العمر 22 عاما كانت في منزل عائلتها.