حالة من الغضب والحداد تعيشها مدينة نابلس والضفة الغربية، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني المدينة، في وقت مبكر من صباح أمس، واستهدفت جماعة "عرين الأسود" الموجودة في البلدة القديمة من المدينة، ما أسفر عن مجزرة رهيبة خلّفت 6 شهداء وعشرات المصابين. أعلنت فصائل العمل الوطني الفلسطيني الحداد العام والإضراب في مدن الضفة، فيما نددت الرئاسة الفلسطينية بالعملية العسكرية، واصفة ما يجري ب«جريمة حرب". استشهد ستة فلسطينيين وأصيب 22 آخرون; ليل الاثنين إلى أمس الثلاثاء; في عملية عسكرية للجيش الصهيوني استهدفت وسط مدينة نابلس وإحدى قرى رام الله في الضفة الغربية المحتلّة، حسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وأفادت الوزارة في أحدث حصيلة نشرتها على صفحتها على موقع فيسبوك صباحًا عن استشهاد شاب "متأثراً بإصابته الحرجة; فجر أمس في نابلس، ما رفع حصيلة الشهداء في المدينة إلى خمسة; إضافة إلى 20 إصابة". وكانت قد أعلنت في وقت سابق "استشهاد مواطن برصاص الاحتلال الحي في الصدر، في قرية النبي صالح، شمال رام الله". ونشرت وزارة الصحة أسماء القتلى في نابلس وهم مشعل زاهي أحمد بغدادي (27 سنة) وحمدي صبيح رمزي قيم (30 سنة) وعلي خالد عمر عنتر (26 سنة) وحمدي محمد صبري حامد شرف (35 سنة) ووديع صبيح الحوح (31 سنة). والحوح قيادي بارز في مجموعة "عرين الأسود" المقاومة التي تكوّنت مؤخرًا ويتهمها الكيان الصهيوني بالضلوع في هجمات ضده. وتبنّت المجموعة في 11 أكتوبر هجومًا أسفر عن مقتل مجنّدة صهيونية. وعقب العملية العسكرية في نابلس، جرت مسيرات تضامنية ومواجهات في مناطق أخرى أسفرت عن استشهاد الشاب قصي التميمي بعد إصابته برصاصة في الصدر في قرية النبي صالح، بحسب الوزارة. جريمة حرب لم يعقّب الجيش االصهيوني على مجزرته، لكنّه أكد تنفيذ عملية عسكرية واسعة مع الشرطة والاستخبارات ضد ما قال "المقرّ العام ومشغل أسلحة" لمجموعة "عرين الأسود" في البلدة القديمة في نابلس. وأشار إلى أنه خلال هذه العملية "أُصيب عدد من المشتبه بهم بالرصاص". وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربيةالمحتلة، لا سيما في منطقتي نابلس وجنين وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المقاومة حيث كثّفت القوات الصهيونية مداهماتها في أعقاب هجمات دامية ضد أهداف للعدو. 30 شهيدا هذا الشهر وتشير أرقام الأممالمتحدة إلى استشهاد أكثر من مائة فلسطيني في أكبر حصيلة في الضفة الغربية منذ ما يقرب من سبع سنوات. وفقًا لمصادر إحصائية، استشهد هذا الشهر حتى الآن 29 فلسطينيًا وعسكريان صهيونيان . هذا وبينما أكّد الكيان الصهيوني عزمه على تصفية مجموعة "عرين الاسود"، وصفت الرئاسة الفلسطينية العملية العسكرية الصهيونية في نابلس بأنها "جريمة حرب". وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان إن الرئيس محمود عباس "يجري اتصالات عاجلة لوقف عدوان الاحتلال على أبناء شعبنا في نابلس". من جهتها، أفادت حركة الجهاد الإسلامية في بيان أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مع القوات الصهيونية في نابلس وهدّدت الكيان الغاصب بالردّ على ما وصفته ب«الجرائم». للتذكير، ليلة السبت إلى الأحد، استشهد الناشط في مجموعة "عرين الأسود" تامر الكيلاني في انفجار عبوة ناسفة في البلدة القديمة في مدينة نابلس. إضراب وحداد هذا ودعت القوى الوطنية الفلسطينية لإضراب تجاري وحداد ونفير عام في الضفة الغربية، وذلك بعدما أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس يوم غضب وإضراب شامل في المحافظة "حدادا على أرواح الشهداء"، فيما قررت الفصائل الفلسطينية في غزة عقد اجتماع طارئ لبحث أحداث نابلس. إلى ذلك قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن "عرين الأسود قوة بحجم فلسطين، وستظل مثلا لكل المقاومين الذي يجسدون وحدة الدم والمصير والقادم أعظم". وفي تصريح تعقيبا على استشهاد خمسة مواطنين بينهم القيادي بمجموعات "عرين الأسود" وديع الحوح فجر أمس، قال هنية إن "نابلس ترسم بدم الشهداء مسار العزة والفخر". وأكد أن "هذه التضحيات لن تزيد الثورة في الضفة، إلا اشتعالا، وسيندم الاحتلال على ارتكابه هذه الجرائم". وبدأت جولة التصعيد الأخيرة في القطاع المحاصر في الخامس من أوت واستمرّت حتى السابع منه، إذ شنت القوات الصهيونية عملية عسكرية قالت إنها تستهدف من خلالها حركة الجهاد الإسلامي وأسفرت عن استشهاد ما لا يقلّ عن 49 فلسطينيًا، بينهم 17 طفلا، فيما أصيب أكثر من 350 على ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.