أكد جورج ميتشل الموفد الأمريكي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط أمس أن بلاده لن تضحي بمصالح الدولة اللبنانية في إطار مساعيها لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال ميتشل بعد لقاء جمعه بالرئيس اللبناني ميشال سليمان أن لبنان يلعب دورا محوريا في إطار الجهود المبذولة من أجل إقامة سلام دائم وشامل في منطقة الشرق الأوسط. واجتمع الموفد الأمريكي أيضا بالوزير الأول اللبناني فؤاد السنيورة الذي تناول معه آخر تطورات الأوضاع والنظرة الأمريكيةالجديدة من عملية السلام. واعترف ميشتل باستحالة التوصل إلى اتفاق سلام دائم على حساب لبنان وعبر عن أمل إدارة بلاده في مواصلة عملها مع سلطات هذا البلد من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للوضع. يذكر أن جورج ميتشل سينهي جولته بزيارة إلى العاصمة السورية يلتقي خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد قبل توجهه إلى العاصمة الفرنسية للقاء وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير بعد زيارات قادته إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر في إطار مساعي واشنطن للترويج لمبدأ حل الدولتين. وقال ميتشل أن زيارته تؤكد مدى الحرص الذي يوليه الرئيس باراك اوباما للوضع في الشرق الأوسط وحرصه على إنهاء أحد أقدم النزاعات وأعقدها في العالم. ےوهو ما جعله يجدد التأكيد في محطة العاصمة اللبنانية على إصرار بلاده بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وبقناعة أن ذلك يبقى مفتاح الحل لهذا النزاع. من جهته أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن الولاياتالمتحدة مطالبة بتكثيف جهودها بغية التوصل إلى سلام شامل وعادل في منطقة الشرق الأوسط مؤكدا استعداد لبنان للمشاركة في أي مؤتمر دولي للسلام على أساس مرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام بكامل أبعادها. وأشار الرئيس سليمان إلى الضمانات التي أعطيت للبنان خلال مؤتمر مدريد عام 1991 بشأن ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة بلا قيد أو شرط وفقا لقرارات الأممالمتحدة. وقال أن "أي تسوية في المنطقة لا تأخذ بعين الاعتبار إنهاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين ستبقى عديمة الجدوى" في نفس الوقت الذي حرص فيه على التأكيد بأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر في جنوب لبنان "يبقى المدخل الصحيح نحو تحقيق السلام على أساس مرجعية مدريد وعلى قاعدة المبادرة العربية للسلام وفقا للمقاربات والمهل التي أقرتها القمة العربية الأخيرة". وتصر الدولة اللبنانية على ضرورة تمكين قرابة نصف مليون لاجئ فلسطيني والموزعين على 12 مخيما فوق أراضيها من العودة إلى مسقط رأسهم إن كانت الولاياتالمتحدة ترغب فعلا في إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.