بدأت خيبة أمل الجزائريين في رؤية كتيبة جمال بلماضي، ضمن قائمة المنتخبات الحاضرة في العرس الكروي العالمي، التي تحتضنه قطر ما بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر القادم، تخف وطأتها بمرور الوقت، لاسيما في ظل تواجد لاعبين، أبدوا في مناسبات عديدة، إصرارهم واعتزازهم بوطنهم الأصلي الجزائر، وارتباطهم العاطفي ببلد الميلون ونصف مليون شهيد، ومن بينهم بوعلام خوخي وكريم بوضياف اللذان يحملان ألوان منتخب البلد المضيف، دون أن ننسى كريم بن زيمة، الذي عبر قبل المونديال الفارط، بأنه يشعر دائما بأنه جزائري. فبالنسبة لثنائي "العنابي"، لم يتوان المدرب القطري، فليكس سانشيز، في استدعاء المدافع بوعلام خوخي ومتوسط الميدان كريم بوضياف، ضمن قائمة 26 لاعبا المعنيين بالمونديال ، بالنظر إلى المكاسب الكبيرة التي تحققت خلال الموسم الفارط، حيث ساهما في تعبيد طريق منتخب قطر نحو المشاركة في بطولة كأس العالم 2022. علما أن منتخب قطر لم يسبق أن شارك في نهائيات كأس العالم، المنافسة التي انطلقت عام 1930، ولعبت منها إلى غاية نسخة روسيا 21. كما حقق اندماج الثنائي الجزائري في منتخب "العنابي" كل الأهداف المخطط لها، خاصة تتويج المنتخب بكأس آسيا في عام 2019، وهي أهم نتيجة حققها المنتخب القطري في مسيرته الطويلة، بعد أن تجاوز العديد من المنتخبات القوية، ليهدي خوخي وبوضياف رفقة زملائهم في المنتخب إلى الشعب القطري فرحة تاريخية، قبل أن يقودا لاحقا إلى المركز الثالث في كأس العرب قطر 2021. يرتدي المدافع بوعلام خوخي ومتوسط الميدان كريم بوضياف (32 سنة لكليهما/ الأول يتقدم عن الأخير بتسعة أيام فقط)، زي منتخب قطر منذ عام 2013، غير أن خوخي خاض 105 مباراة دولية، وسجل 20 هدفا، وشارك بوضياف في 115 مباراة دولية، وأمضى 6 أهداف. يقص منتخب قطر شريط افتتاحية المونديال داخل القواعد، بمواجهة فريق الإكواتور، يوم 20 نوفمبر الجاري، في حدود الساعة الثامنة مساء (20:00 سا)، ضمن فوج يضم أيضا هولندا والسنيغال، مع تأهل الرائد والوصيف للدور ثمن النهائي. بالنسبة لكريم بن زيمة، فبعد موسمه الاستثنائي، ستكون عودته قيمة مضافة ل"الديوك"، حيث سيحاول مهاجم ريال مدريد، الاستفادة من أفضل موسم في مسيرته، لوضع بصمته رفقة كتيبة المدرب ديدييه ديشان، بعد أن تواجد في قائمة "الديوك"، لمونديال قطر 2022. تواجد رأس الحربة الهداف، الذي لم يلعب أي مباراة دولية مع منتخب فرنسا منذ عام 2015، في قائمة موسعة تضم 26 لاعبا، ويمكن أن يحقق وجوده قيمة مضافة حقيقية لأبطال العالم، خصوصا بعد الثقة التي منحت له من قبل زين الدين زيدان، بعد رحيل رونالدو، حيث يراهن الجميع، على تشكيله قوة ضاربة في الخط الأمامي ل"الديوك"، رفقة غريزمان وكيليان مبابي، إضافة إلى عثمان ديمبلي. وعن مونديال قطر، قال الرئيس عبد المجيد تبون، بأنه فخور جدا باستضافة قطر لهذا الحدث الكروي، وهو ما ترجمه من خلال كلمته أثناء القمة العربية قبل أيام، حيث أثنى على الجهود الجبارة التي تقوم بها قطر لإيصال صورة عربية مشرفة لكل العالم. متمنيا التوفيق والنجاح لمنتخب قطر قائلا: "إن قطر تمتلك منتخبا شابا"، مضيفا أن "الأدعم" سيرفع راية قطر وراية العرب عاليا. من جهته، أبدى وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، الفخر والاعتزاز بالاستراتيجية التي انتهجتها قطر في تنظيم كأس العالم، مؤكدا أنها ستبهر العالم، حيث ستشكل النسخة الثانية والعشرين نقلة نوعية في إعادة كتابة تاريخ المونديال الكروي. كما تأسف عن غياب المنتخب الجزائري لكرة القدم عن هذه النسخة، إذ لم يحالفه الحظ في الوصول إلى المونديال، قائلا "إن كرة القدم مبنية على الحظ وعدم اليقين". ولم يستبعد أن تُحدث المنتخبات العربية المتأهلة لكأس العالم المفاجأة في هذه الدورة، باستغلال عاملي الأرض والجمهور العربيين، وهو ما سيرفع من حدة المنافسة الشريفة لخلق متعة استثنائية داخل الملاعب القطرية. وكشف في الأخير، أنه سيشجع المنتخب القطري خلال المونديال، فيما لم يخفِ تعلقه بالكرة المستديرة بصفة عامة، ضاما صوته إلى من توقعوا فوز الأرجنتين بكأس العالم في نسختها القطرية 2022.