حلّ الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أول أمس، بالعاصمة الأمريكية، واشنطن، ممثلا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للمشاركة في أشغال القمة الأمريكية الإفريقية التي بدأت أشغالها التحضيرية أمس. وتعتبر هذه ثاني قمة تجمع الولاياتالمتحدة بالدول الإفريقية، بعد تلك التي نظمها الرئيس الأسبق باراك أوباما سنة 2014، تعقد بين يومي أمس ويوم غد الأربعاء، لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبناء شراكة وثيقة وفعالة وفق رؤية جديدة، في ظل التطوّرات العالمية والإقليمية الراهنة. وأوضح الجانب الأمريكي، أهمية هذه القمة، من حيث إبرازها ل"التزام الولاياتالمتحدة الدائم تجاه إفريقيا" وتأكيدها على أهمية العلاقات بينهما وزيادة تعاونهما بشأن الأولويات الدولية المشتركة. وذكر الموقع الرسمي للقمة، أن الأخيرة تبنى على "القيم المشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية الجديدة بشكل أفضل، وتعزيز التزام الولاياتالمتحدة وإفريقيا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والتخفيف من تأثير وباء "كوفيد-19" والأوبئة المستقبلية، والعمل بشكل تعاوني لتعزيز الصحة الإقليمية والعالمية والأمن الغذائي والسلام والأمن والاستجابة لأزمة المناخ وتعزيز العلاقات مع الشتات". وتجمع القمة الحكومات الإفريقية والمجتمع المدني ومجتمعات الشتات والقطاع الخاص من مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة، للسعي إلى تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا. وتم تنظيم القمة بالتعاون مع الاتحاد الافريقي، حيث تشارك فيها كل البلدان العضوة في الاتحاد، باستثناء بوركينافاسو وغينيا والسودان ومالي واريتيريا. وتعول الولاياتالمتحدة من خلال إعادة إحياء "سنة" أوباما، إلى اللحاق بالركب لتعزيز تواجدها بالقارة التي أصبحت "مكة" تحج إليها كل القوى العالمية، واضعة نصب أعينها كل التوقعات التي تتنبأ بمستقبل اقتصادي زاهر لإفريقيا. ولذلك تقرر عقد منتدى أعمال أمريكي- إفريقي اليوم، وصفه الجانب الأمريكي ب"أحد ركائز القمة الأساسية"، كونه سيعزز الشراكات المتبادلة المنفعة وخلق فرص عمل ودفع النمو الشامل والمستدام على جانبي المحيط الأطلسي، حيث يرتقب أن تعلن شركات ومستثمرون أمريكيون وإفريقيون عن "التزامات جديدة وموسعة". ويتضمن برنامج القمة عقد، منتديات، أولها يخص "القادة الشباب الأفارقة والشتات" الذي يخص الأمريكيين من أصل إفريقي وأحفاد الأفارقة المستعبدين سابقًا، وما يقرب من مليوني مهاجر إفريقي، بينما يخصص المنتدى الثاني لفعاليات المجتمع المدني تحت شعار "شراكات شاملة لدفع أجندة 2063" وسيسلط الضوء على تضمين أصوات المجتمع المدني الإفريقي خلال القمة. كما سيتم تنظيم مؤتمر وزاري حول التجارة ومنتدى الفضاء الأمريكي – الإفريقي يتم خلاله مناقشة استخدام الفضاء لدعم أهداف التنمية المستدامة وبناء القدرات، فيما سيتطرق منتدى السلام والأمن والحكم إلى وجهات النظر حول توفير الأمن والاستقرار والديمقراطية المستدامة، من خلال اتباع نهج متكامل وتركيز واضح على الحوكمة وكذا استكشاف "كيف يمكن للولايات المتحدة والدول الإفريقية أن تبتكر بشكل تعاوني حلولا للمشاكل الأمنية من خلال الشراكة". كما ستعقد على هامش القمة، جلسة حول الشراكة من أجل التعاون الصحي المستدام، يتم من خلالها التركيز على الطرق التي يمكن عبرها للتمويل المستدام والابتكار وتعزيز النظام الصحي، أن يتصدى بشكل فعّال لتهديدات الأمن الصحي الحالية ويحمي من الصدمات المستقبلية. وبرمجت جلسة أخرى حول التكيف مع المناخ والانتقال العادل للطاقة على أساس الأولويات المشتركة. وسيتم خلال القمة، بحث مستقبل العلاقات التجارية والاستثمار بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا، ومناقشة مسألة تمويل البنية التحتية الإفريقية والتحول الطاقوي، بالاعتماد على نتائج مناقشات قمة "كوب 27" وقمة العشرين. وفي جلسة حول تعزيز الأمن الغذائي وسلسلة القيم سيسلط الضوء على الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الأعمال التجارية الزراعية في إفريقيا مع زيادة الإنتاجية وتعزيز سلاسل القيم والاندماج الأفضل في سلاسل التوريد العالمية، فيما ستسمح جلسة تعزيز الاتصال الرقمي، بمناقشة الفرص والتحديات التي تواجه الولاياتالمتحدة وإفريقيا للتعاون بشكل أفضل وتوسيع البنية التحتية للإنترنت والذهاب نحو إنشاء سوق رقمي شامل وآمن في إفريقيا بحلول عام 2030.