يحتضن ملعب "الشهيد حملاوي"، المجموعة الثالثة في إطار بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "شان 2023"، حيث سيشهد الملعب إجراء 6 مقابلات، انطلاقا من يوم 15 جانفي المقبل، وستجمع أول مباراة في هذه المنافسة، منتخبي المغرب والسودان، في الخامسة مساء، تليها مقابلة غانا ومدغشقر في الثامنة ليلا، على أن تكون الجولة الثانية يوم 19 جانفي، والجولة الثالثة يوم 23 جانفي، كما يحتضن الملعب مباراة ربع النهائي، يوم 28 جانفي، ستجمع بين متصدر المجموعة الثالثة وثاني المجموعة الأولى. يقع ملعب "الشهيد حملاوي"، الذي يحمل اسم الشهيد داودي سليمان المكنى بحملاوي، أو الرجل الزئبق، بقسنطينة، وقد تم تدشينه من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين يوم 17 جوان 1976، وأطلق عليه منذ ذلك الوقت اسم ملعب "17 جوان"، وتم تغير اسم الملعب إلى ملعب "الشهيد حملاوي محمد"، تخليدا لروح هذا الشهيد الذي سقط في معركة بوسط مدينة قسنطينة، إبان الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وبالتحديد في شهر جوان من سنة 1960، عن عمر ناهز 25 سنة. كان الملعب يتسع لحوالي 60 ألف متفرج، ويتقاسمه فريقا شباب قسنطينة ومولودية قسنطينة، يمتاز بأرضيته الجميلة من العشب الطبيعي، التي أبهرت العديد من المختصين، بالإضافة إلى أن هذا الملعب؛ ملعب كرة القدم، فهو أيضا مركب أولمبي يحتوي على مضمار ألعاب القوى، أنجب العديد من الأبطال في شكل حسيبة بولمرقة وسعيدي سياف. كما يحتوي المركب على مسبح نصف أولمبي، وتدعم منذ سنوات، بمسبح أولمبي أخرج العديد من الأبطال في شكل صيود وسحنون، ويضم قاعة رياضية مغطاة للرياضات الجماعية، ككرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة، كما يحتوي على ملعب ثانوي لإجراء التدريبات، تم تغطيته بالعشب الصناعي من الجيل الخامس، خلال السنوات القليلة الفارطة، وقد شهد الملعب سنة 2007، عملية تهيئة لم ترق إلى المستوى المطلوب، شملت إعادة للأرضية ميدانه من طرف شركة تاعهولندية، ووضع مقاعد على جميع مدرجات الملعب، ليصبح بسعة 25 ألف متفرج، لكن النوعية السيئة للمقاعد، جعلت إدارة المركب تتخلى عن هذه المقاعد بصفة نهائية، لتعود المدرجات على شكلها اللإسمنتي السابق. الملعب شهد تأهل رفقاء بلومي إلى مونديال إسبانيا 1982 يحتفظ القسنطينيون على وجه الخصوص، والجزائريون بشكل عام، بذكريات جميلة وأفراح صنعها ذات 30 أكتوبر من سنة 1981، رفقاء بلومي وماجر، عندما ضمنوا التأهل إلى مونديال إسبانيا، بعد الفوز بملعب "17 جوان" على المنتخب النيجري بنتيجة هدفين مقابل هدف، في ملحمة كروية صنعها أشبال روغوف، سعدان ومعوش، شهدت حضور أزيد من 70 ألف مناصر للمنتخب الوطني، حيث امتلأت بهم المقاعد على الساعة 9 صباحا، وكان أول تأهل للمنتخب الوطني في مشواره الكروي، إلى منافسة كأس العالم، وكانت الفرحة عارمة بشوارع قسنطينة، التي اكتظت بالمناصرين من مختلف ربوع الوطن، حيث وبمجرد إعلان الحكم عن نهاية اللقاء، انطلقت الأعراس وهتفت الحناجر من عاصمة الشرق، لتدوي باقي ولايات الوطن. كما عرف الملعب العديد من الذكريات الجميلة، على غرار تتويج مولودية قسنطينة بلقب البطولة لموسم 1990-1991، وشباب قسنطينة في موسمي 1996-1997 و2017-2018، كما شهد الملعب تتويج فريق وفاق سطيف بكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1988، عندما فاز على ضيفه أيوانيانوو النيجيري، واحتضن الملعب في الفاتح نوفمبر من سنة 2017، مباراة نهائي الكأس الممتازة الجزائرية، جمعت بين شباب بلوزداد حامل كأس الجزائر للموسم 2016، ووفاق سطيف صاحب لقب البطولة الوطنية، لنفس الموسم، والتي عادت لأصحاب الزي الأبيض والأسود، في حين فشل أشبال المدرب رابح ماجر في ضمان التأهل إلى مونديال روسيا، على نفس الملعب، عندما انهزموا أمام زامبيا، شهر سبتمبر من سنة 2017، بنتيجة هدف دون رد، ثم واجهوا نيجريا في شهر نوفمبر من نفس السنة، وانتهى اللقاء بالتعادل بهدف لمثله، بعدما كانت نيجريا متقدمة في النتيجة، قبل أن بنجح ياسين براهيمي في تعديل الكفة عن طريق ضربة جزاء، وكان لقاء الذهاب قد انتهى لصالح زملاء أوبي ميكيل بنتيجة 2 مقابل 0. كما احتضن الملعب اللقاء التصفوي ل"شان 2018"، عندما انهزم أشبال المدرب ألكاراز بهدفين مقابل هدف أمام المنتخب الليبي، واحتضن الملعب هذه السنة، ودية أشبال بوقرة التي جرت دون جمهور، شهر سبتمبر الفارط، أمام المنتخب النيجيري الأول، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما. عمليات تهيئة واسعة غيرت من وجه الملعب استفاد ملعب "الشهيد حملاوي"، في إطار التحضيرات لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين في كرة القدم "شان 2023"، من عمليات تهيئة واسعة، انطلقت في شهر مارس من سنة 2020، وراعت فيها المعايير الدولية التي تشترطها "الفيفا" و«الكاف"، من خلال برمجة العديد من العمليات، ومنها عملية تهيئة المدرجات التي أوكلت إلى المؤسسة الوطنية "كوسيدار"، من خلال معالجة خاصة للأسمنت، حيث تم نزع الطبقة الخارجية للمدرجات، باستعمال مدفع الرمال، مع وضع مادة صمغية أو ما يعرف بمادة "الرزين" بلون رمادي على هذه الأرضية، لتكون طبقة عازلة وحافظة، حتى يتم وضع الكراسي بشكل مضبوط، وقد تم اختيار كراس غير قابلة للكسر، لعدد 23 ألف مقعد. كما أوكلت عملية تهيئة الأرضية وتجديد البساط الأخضر، لشركة وطنية تقوم بأشغال وضع الرمال الصفراء، حيث تم تجهيز أرضية الملعب بمواد أولية محلية، وبرمال قادمة من الصحراء الجزائرية، وفق تقنية عمل جديدة، حتى تكون النفاذية كبيرة وتسمح للعشب بالنمو في ظروف حسنة، كما تم معالجة هذه الرمال بمواد عضوية، حتى لا تسمح بنمو الأعشاب الضارة، ورغم هذا، ظهرت بعض البقع متأثرة بطفيليات، تم لحسن الحظ التحكم فيها، ليصبح البساط في أحسن حلة، وأصبحت أرضية الملعب التي استعملت فيها تقنيات حديثة وآلات تستعمل "الليزر" في تحديد المستوى، جاهزة، بعدما اكتست اللون الأخضر ونمى العشب بشكل جيد، خاصة أن العملية تمت تحت مراقبة مخبر جزائري معتمد، في مختلف مراحل النمو، كما تم برمجة تجهيز الملعب بمشتلة، توفر مستقبلا نفس نوعية العشب المزروع، بالإضافة إلى تزويد الأرضية بنظام نفاذية، حتى لا يتجمع الماء فوق البسط الأخضر، مع تجهيزها بنظام سقي أوتوماتيكي، يعمل وفق برنامج إلكتروني ويمكنه العمل، اختياريا، بالنظام اليدوي، كما استفاد المركب من ملعب جواري جديد، خصص للتدريبات، يضاف للملعب الملحق الذي تم إعادة عشبه الطبيعي، وتزويد مدرجاته بكراس بلاستيكية، مماثلة لتلك التي تم تركيبها بالملعب الرئيسي. 26 مدخلا وتغيير اللوح الإلكتروني المؤسسة الوطنية المكلفة بالإنجاز والمتابعة "أو.في. أس. أن"، أوكلت لها أيضا مهمة تجهيز الملعب بأبواب إلكترونية، حيث تم وضع 26 مدخلا إلكترونيا، مع إضافة مدخل رابع خاص بالزوار، تكون له حضيرته الخاصة به، حتى لا يكون اختلاط بين الأنصار، هذه الأبواب يمكنها إدخال ما يعادل 20 مناصرا في الدقيقة، مع الاعتماد على التذاكر الإلكترونية، لتسهيل دخول المناصرين وتفادي أي تزوير في التذاكر. كما تم تجهيز الملعب بلوح إلكتروني من نوع "اللاد"، تم وضعه من طرف مؤسسة وطنية، بمساحة 84 مترا مربعا، جاء وفق المقاييس المعمول بها من طرف الكونفدرالية الإفريقية للكرة القدم "كاف"، وكذا الاتحاد الدولي للعبة "فيفا"، وتهيئة الأكشاك الخاصة ببيع التذاكر والمحيطة بالملعب بشكل جميل، وإعادة كافة الطرق داخل الملعب وبعض الأبواب الكبيرة، مع تجهيز مدخل خاص بالصحفيين، من خلال وضع معبر علوي، يجنبهم المرور عبر أماكن الجمهور أو عبر أرضية الملعب. كما تم وضع أرضيات خاصة بالكاميرات، وإعادة الاعتبار للرواق الأرضي الذي يمر منه اللاعبون، انطلاقا من غرف تغيير الملابس نحو أرضية الملعب، وتدعيم إنارة الملعب، من خلال إضافة مصابيح جديدة من نوع "اللاد" مستوردة من الخارج، تسمح بتوفير تقنية إضاءة عالية وذات نوعية جيدة، سواء بالنسبة للاعبين، الجمهور، وحتى النقل التلفزيوني، مع توفير نظام حديث للمراقبة عن طريق الفيديو. ربط الملعب بالأنترنت بسرعة تدفق عال عرف ملعب "الشهيد محمد حملاوي" في مدينة قسنطينة، خلال الأيام الفارطة، عملية ربط بالأنترنت ذات التدفق العالي، بسرعة تزيد عن 100 ميغابايت، تحسبا لاحتضان هذه المنشأة بعض مباريات "الشان"، حيث تطلب الأمر إنجاز خط رئيسي، وآخر احتياطي بمجموع 6 كيلومترات من الألياف البصرية. العملية التي أشرفت عليها مؤسسة "اتصالات الجزائر"، تم خلالها تنصيب 13 نقطة تدفق أنترنت، 6 منها عالية التدفق، تصل سرعتها إلى 450 ميغا، على مدى 1800 متر، من شأنها تغطية المنشأة الرياضية وكذا المناطق المحيطة بها بالإنترنت المحمي فائق السرعة، مما سيسمح للجمهور بالولوج إلى شبكة الأنترنت بكل أريحية، وفي آن واحد دون انقطاعات. استفاد الملعب من تجهيزات حديثة، تم تركيبها وفق مخطط دراسة، نفذه خبراء المديرية العملياتية ل«اتصالات الجزائر" بقسنطينة، من أجل ضمان التغطية بالنت للملعب والمنشآت الرياضية المجاورة بشبكة اتصالات لا سلكية، أو ما يعرف بشبكة "ويفي"، على غرار العديد من القاعات في الملعب، مثل غرفة الفيديو ومكتب التنسيق وقاعة العلاج، بالإضافة إلى غرفة تغيير الملابس والغرفة المخصصة للفحص ضد المنشطات، وحتى موقف السيارات، مع تخصيص التدفق العالي للفضاء المخصص للصحفيين، بسرعة تفوق 100 ميغا/ثا، سواء داخل غرف الصحفيين، أو بالأماكن المخصص للمصورين، وبقاعة المحضرات والندوات الصحفية التي تم تجديدها بشكل كلي، شأنها شأن القاعة الشرقية ومنصة الشخصيات المهمة، ليبقى حلم الجماهير الرياضية القسنطينة، توسيع الملعب، من خلال برمجة مشروع ثاني طابق، وتغطية كافة المدرجات.