برهنت ولاية عنابة، خلال 8 أشهر، على أن لها رجالا غيورين صنعوا التحدي، وأكدو على جاهزية "بونة " لاستقبال مباريات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، بعد أن كانت الشكوك تحوم حول إسقاط برنامج تنظيم هذا العرس بجوهرة الشرق. ومن أجل إعادة بريق عنابة، عقد الوالي جمال الدين بريمي، اجتماعا طارئا مع كل شركاء القطاع، للوقوف على آخر الترتيبات، خصوصا على مستوى الملاعب الثلاثة المعشوشبة طبيعيا التي تمتلكها الولاية، وهي ملعب 19 ماي 1956، وملعب العقيد شابو، بالإضافة إلى ملعب دريدي مختار بالحجار. ومن بين الملاعب التي ستستقبل تظاهرة ال "شان 2022 "، ملعبا 19 ماي 1956، وملعب العقيد شابو عبد القادر، فرغم اهتراء أرضية ثاني أكبر ملعب، وهو 19 ماي، في الجزائر بعد ملعب 5 جويلة بالعاصمة، تحوّل خلال وقت وجيز، إلى قلعة حمراء، وتحفة عالمية بمقاييس دولية، أذهلت كل زوارها، خاصة منهم مدرب كرة القدم للمحليين عبد المحيد بوقرة، الذي تفاجأ بهذه الهدية الثمينة، التي استفادت منها عنابة، بعد ترميمها والوقوف عليها. ملعب 19 ماي يُذهل رواده سيحتضن التحفة العالمية ملعب 19 ماي 56 بولاية عنابة الذي تم ترميمه وإعادة زرع أرضيته المعشوشبة بطريقة مذهلة إلى جانب إنجاز كل المرافق الضرورية به، كأس أمم إفريقيا للاعبين للمحليين، حيث ستجمع لقاءات المجموعة الثانية التي تضم كلا من الكونغو الديمقراطية، وأوغندا، وكوت ديفوار والسنغال. وتُلعب المباراة الأولى بين كل من الكونغو وأوغندا على الساعة الخامسة مساء، يوم 24 جانفي 2023، تليها، مباشرة وفي نفس التاريخ، مقابلة أخرى بين كوت ديفوار والسنغال على الساعة الثامنة مساء. ويوم 28 جانفي القادم، سيشهد الملعب مقابلة أخرى بين الكونغو وكوت ديفوار على الساعة الخامسة مساء، والسنغال وأوغندا في نفس التاريخ، على الساعة الثامنة مساء. ويُعد ملعب 19 ماي حتى بعد تسليم ملاعب تيزي وزو ودويرة وبراقي، من أكبر الملاعب في الجزائر، بسعة 51 ألف متفرج، وهو ملعب، في مجمله، غير مغطى، ولا تزيد طاقة الأماكن المغطاة من حيث السعة بعد وضع المقاعد، عن أربعة آلاف مقعد، علما أن ملعب 19 ماي لا يتوفر على ملحق ولا قاعات أو مسبح مثل المركبات الرياضية الكبرى. ويوجد الملعب على يمين مدخل مدينة عنابة، وهو تحفة عالمية ظاهرة لكل الزوار القادمين من الجهات الأربع. وبإمكان كل السياح أن يشاهدوا الملعب، الذي تحوّل إلى قلعة حمراء في وقت وجيز. فملعب 19 ماي هدية من الرئيس الشاذلي بن جديد لمدينة عنابة، كان منذ إنجازه، معشوشبا طبيعيا، أشرفت عليه مؤسسة إيطالية سنة 1983. واحتضن العديد من المباريات الكبيرة للخضر، وحتى لوفاق سطيف، ولكن تدهور عشبه مع مرور السنوات، ليعرف، الآن، أكبر عملية تجديد بعد قرابة أربعين سنة من تدشينه، في انتظار المركب الأولمبي الذي وعد الرئيس عبد المجيد تبون، ببنائه في مدينة عنابة وقسنطينة، والذي سيكون شاملا لكل الرياضات، خاصة أن عنابة مدرسة في كرة السلة، وفي المصارعة الإغريقية، وحتى في كرة القدم؛ لأنها أنجبت نجوما كبارا، مثل رابح قموح، وحواس، والأخوين عطوي، والأخوين سلاطني، وقطاي، وشتي. 2.5 مليار دينار لإعادة ترميم الملعب خُصص لتهيئة وترميم ملعب 19 ماي 56، غلاف مالي أولي قدر بأكثر من2,5 مليار دج. وقد شملت الأشغال توسيع الأجنحة الخاصة باللاعبين ووسائل الإعلام، إلى جانب تهيئة المدرجات، ووضع الكراسي، ومراجعة الشبكات والألواح الإلكترونية والمرافق التابعة للملعب، بالإضافة إلى مراجعة الشبكات، ونظام صرف المياه على مستوى أرضية الملعب، وتجديد العشب الطبيعي لأرضية الميدان، وذلك وفق مقاييس الاتحاد الدولي لكرة القدم. وقد أُسندت أشغال إعادة تأهيل ملعب 19 ماي 1956، للمؤسسة الوطنية "باتيميطال"، التي بذلت كل جهدها لتقديم هذه التحفة العالمية في وقت وجيز لم يتعد 8 أشهر. كما تم تجهيز ملعب العقيد عبد القادر شابو، الذي يقع في وسط مدينة عنابة، بالقرب من مديرية الأمن بعنابة، والذي يتسع لقرابة 8 آلاف متفرج، ويتوفر أيضا على أرضية من العشب الطبيعي، حيث يعتبر ملعب العقيد شابو مسرح ومستودع أفراح العنابيين في رياضة كرة القدم على مدار التاريخ، سواء بالنسبة لفريق اتحاد عنابة وحمراء عنابة، فطالما كان فأل خير على الناديين، وفيه تمتع الجمهور بالعروض الكروية المميزة من الجيل الذهبي من كلا الفريقين، حينها كان الملعب العنابي في أبهى حلته، وبعد تدهور أرضيته تم تخصيص غلاف مالي محترم لإعادة ترميمه. للإشارة، فإن ملعب شابو بعنابة، يعد أول ملعب في الجزائر منذ الاستقلال والوحيد من العشب الطبيعي، وكان مستعصيا الفوز فيه على فريق حمراء عنابة، الفريق التاريخي الذي أهدى عنابة لقبها الوحيد بالفوز بكأس الجزائر سنة 1972، وتمثيل الجزائر في كأس المغرب العربي للأندية الفائزة بالكؤوس، علما أن عنابة تعد الولاية الوحيدة التي تمتلك ثلاثة ملاعب معشوشبة طبيعيا في الجزائر. وبعد ترميم وصيانة ملاعبها، ستكون هذه الفضاءات الرياضية بمثابة إضافة كبيرة للرياضة الجزائرية. ومن المنتظر أن تكون هذه الملاعب جاهزة لاحتضان تدريبات المنتخبات في "الشان" المقبل، كما إن عنابة مرشحة لاستقبال كان 2025. المباراة الودية الأخيرة بملعب 19 ماي تؤكد جاهزيته ل "الشان" تابع عدد كبير من المناصرين والجماهير العنابية، المباراة الودية الثانية التي احتضنها ملعب 19ماي بعنابة، والتي جمعت الفريق الوطني المحلي بنظيره السنغالي، وانتهت بالتعادل الإيجابي 2 2، وهي المباراة الختامية للمعسكر التحضيري الذي أجراه المنتخب الوطني المحلي بولاية عنابة. وعرفت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا. وقد أعطت أحسن صورة عن الروح الرياضية وعن شغف المدينة بكرة القدم. وأكد في هذا السياق مدرب المحليين، عبد المجيد بوقرة، أن عنابة جاهزة 100% من كل النواحي لاستقبال ضيوفها في شان 2022، مطلع العام المقبل. كما إن جمهور "بونة" المتميز، بإمكانه تشريف الجزائر في هذا العرس الكروي. وستكون عنابة بملاعبها مستعدة لصناعة التميز والتفرد، بعد استفادتها من تحفة عالمية، استفادت حتى من ورشات لترميم حظيرة السيارات، ومضمار لألعاب القوى، ناهيك عن إنجاز الإنارة الخارجية، لجعل مركب 19ماي في أبهى حلة، مع تركيب الكاميرات لتعزيز الأمن. وسيتم تغطية ملعب 19 ماي مستقبلا، حسب تصريحات الوالي، بعد تحويل ملفه على طاولة وزارة الشباب والرياضة، علما أن "شان 2022" سيكون فرصة لتصدير الموروث الثقافي المحلي، والتعريف بمعالم بونة السياحية، كما ستنظم سهرات فنية متنوعة. للإشارة، اتصلنا بمدير الشاب والرياضة بالولاية علي بن طوبال، من أجل إفادتنا بآخر التحضيرات لتدعيم الملف الذي طلب منا، إلا أنه لم يرد على الهاتف والرسائل النصية.