❊ حقن الزبونات بمواد منتهية الصلاحية ❊ طب الجلد والأسنان من أكثر التخصّصات ممارسة ❊ العثور على مواد تخدير موجهة للاستعمال الاستشفائي ❊ مراكز خاصة تكوّن أطباء في التجميل في ظرف 15 يوما! باشرت فرق مختلطة بين وزارة الصحة والتجارة والحماية المدنية، عمليات تفتيش موسعة على مستوى صالونات الحلاقة ومعاهد التجميل، حيث وقفت على تجاوزات كبيرة، من بينها ممارسة أعمال طبية، وحقن الزبونات بمواد منتهية الصلاحية. حسب المعلومات المتوفرة لدى "المساء"، فقد وقف المفتشون على تجاوزات بالجملة، وارتكاب أصحاب صالونات التجميل والحلاقة، لمخالفات خطيرة في حق زبائنها، من خلال القيام بممارسات طبية وشبه عمليات جراحية باستخدام معدات معقدة ومنتهية الصلاحية، بالإضافة إلى فيتامينات ومواد تخدير موجهة للاستعمال الاستشفائي. من بين التجاوزات المسجلة، العثور على أجهزة الطرد المركزي، خاصة بالمختبرات، مع أنابيب خاصة بعينات الدم، حيث يقوم أصحاب الصالونات بأخذ عينات من دم الزبائن، ووضعها في الجهاز الذي يفصل مكوّنات الدم، لحقنها في وجه وشعر الزبونات، دون مراعاة لشروط النظافة وعدم أهلية عاملات التجميل للقيام بأعمال تدخل في خانة الممارسة الطبية، والطب الفيزيائي، كما هو الحال بالنسبة لحقن ال"بي أر بي". كما وقف المفتشون، على عدم احترام شروط الحفظ والنظافة واستعمال مواد منتهية الصلاحية، كحقن "البوتوكس" و"الفيلر" وغيرها، التي تعود تواريخ انتهائها إلى 2020. ومن الممارسات الطبية التي تقوم بها صالونات الحلاقة والتجميل، تم الوقوف على عمليات تبييض الأسنان، واستخدام الليزر الطبي وغيرها من الأعمال التي لا يحق إلا للأطباء القيام بها، والأدهى من ذلك هو أن أصحاب الصالونات، برروا مزاولتهم للطب، بامتلاكهم لشهادات مسلمة من طرف بعض مراكز التكوين الخاصة، التي تخضعهم لتكوين لمدة أسبوعين ويسجل على الشهادات عبارة "دكتورة في الطب التجميلي". في هذا الإطار، أكد الدكتور يوسف لونيس، متخصص في الأمراض الجلدية، أن التجاوزات الممارسة في صالونات الحلاقة، تستوجب التدخل العاجل للسلطات المختصة، لوقف مثل هذه الممارسات التي تشكل خطرا كبيرا على الصحة العمومية، على المدى القصير والبعيد، كالإصابة بداء فقدان المناعة الأولية وإلتهاب الكبد الفيروسي. وقال الدكتور في اتصال مع "المساء"، أن هناك تداخل في صلاحيات الطبيب، وممارسة غير شرعية لمهنة الطب، التي يقضي لأجلها أزيد من 12 سنة لتحصيل المعارف وكيفية التعامل مع المرضى، مشيرا إلى أن الوكالة الفرنسية لمأمونية المنتجات الصحية، حظرت استخدام تقنية ال«بي أر بي"، لعدم وجود أي أدلة علمية على فعاليته. وأضاف المختص، أن صالونات التجميل، تقوم بأعمال طبية من الدرجة الرابعة، التي لا يقوم بها سوى الأطباء المختصون، مطالبا بوضع حد لهذه الممارسات ومعاقبة الذين يقفون وراءها. من جهته، أكد رئيس مجلس اخلاقيات مهنة طب الأسنان الدكتور محمد رضا ديب في تصريحات سابقة ل«المساء"، أن المجلس قرر متابعة صالونات الحلاقة وصانعي طواقم الأسنان، قضائيا، حيث تقوم الصالونات بتبييض الأسنان باستخدام مواد طبية وبيع طواقم أسنان تعرف باسم "هووليود سمايل" مقابل 30 ألف دينار، فيما يعمد صانعو طاقم الأسنان إلى تصنيعها بأسعار مغرية، دون مراعاة المعايير الطبية الواجب اتباعها. من هذا المنطلق قرر المجلس اللجوء إلى العدالة، من أجل متابعة صالونات الحلاقة وصانعي طواقم الأسنان، لممارستهم أعمال طبية غير شرعية، قد تعرض المريض إلى الإصابة بتعقيدات صحية خطيرة جدا. بدوره، أكد رئيس الجمعية الوطنية للمستهلكين، الدكتور مصطفى زبدي، في اتصال مع "المساء"، أن ممارسة الطب بدون كفاءة، تستدعي معاقبة المتحايلين من أجل ايقاف هذه النشاطات التي أخذت أبعادا خطيرة تمس بالصحة العمومية، مشيرا إلى أنهم كجمعية حذروا من هذه الممارسات التي لا يحمد عقباها. يذكر أن عناصر الأمن الحضري الخارجي لوادي الماء بولاية باتنة، تمكنت شهر نوفمبر الماضي، من اكتشاف صالون حلاقة يتوفر لديه جهاز شفط الدهون والتدليك وقارورات خاصة بالتخدير الموضعي.