حققت مبادرة "الجزائر الخضراء" التي أطلقها مجموعة من المتطوعين وعلى رأسهم فؤاد معلى صاحب المبادرة من ولاية باتنة، نتائج إيجابية؛ من خلال زرع آلاف الأشجار الاقتصادية مثل الخروب، والزيتون، والتين الشوكي عبر 58 ولاية. وكانت البليدة الولاية الأخيرة التي استفادت من غرس أكثر من 400 شجرة على مستوى بلدية بوعينان، لتُستأنف الحملة مع بداية السنة الجديدة؛ إذ يعوّل صاحب المبادرة بدعم من السلطات عبر مختلف ولايات الوطن، على أن يصل بها إلى نشر ثقافة التشجير، ومنه تعويض المساحات الغابية التي أتلفتها الحرائق في السنوات الأخيرة. لم يكن من الصعب حمل المواطنين على التجاوب مع مبادرة "الجزائر الخضراء"، بعنوان "شجرة أمام كل منزل"، حسب صاحب الفكرة فؤاد معلى. وكانت الفكرة في بدايتها زراعته لبعض الأشجار أمام منزله، ومن ثمة في بعض الأحياء. وبعد التجاوب الكبير مع المبادرة التطوعية، فتح صفحة عبر ومواقع التواصل الاجتماعي، دعا من خلالها المواطنين إلى التجاوب مع فكرة غرس الأشجار أمام كل منزل، ثم اتسعت المبادرة لتشمل المؤسسات التربوية، ليذيع صيتها، وتتحول من حملة محلية إلى مشروع وطني. وقال فؤاد في هذا الصدد: "خرجنا إلى عدد من الولايات رفقة المتطوعين. ومن خلال صفحتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنا من غرس عدد كبير من الأشجار بكل ولايات الوطن".وأوضح المتحدث أن بداية انطلاق فكرة غرس الأشجار كانت بغرس أشجار الصنوبر". وبعدما أتلفت الحرائق مساحات كبيرة من الغابات، فكرنا في تغيير نوعية الأشجار التي يتم زراعتها، فاتجهنا إلى زراعة الأشجار الاقتصادية؛ على غرار الزيتون، والخروب، والبلوط، والفستق الأطلسي، وحتى التين الشوكي، الذي لديه الكثير من الفوائد في حماية الأشجار من الحرائق؛ لكونه يشكل حاجزا لمنع انتشارها"، مشيرا إلى أن البرنامج المسطر منهم كمتطوعين، لقي تجاوبا كبيرا من السلطات المحلية عبر مختلف ولايات الوطن. ويبقى، فقط، حسبه، أن يتم توفير بعض الدعم لضمان استمرارية الحملة؛ من خلال توفير وسائل النقل، والأشجار التي تكفلوا بعملية غرسها.نجاح حملة غرس الأشجار عبر مختلف ربوع الوطن، حسب صاحب المشروع، تطلّب توعية المواطنين بأهمية هذا المشروع؛ من خلال حمل المشاركين في الحملة على مرافقة نمو الأشجار، وعدم إهمالها بعد زرعها؛ "لأن الهدف ليس المشاركة في عملية الغرس فحسب، وإنما الحرص على متابعتها لبلوغ الهدف المنشود، وهو زرع آلاف الأشجار، ومنه تحقيق مفهوم الجزائر الخضراء". المتحدث ذكر أنه تمكن على مستوى ولاية باتنة، من فتح مشتلة خاصة بتموين هذا المشروع، في انتظار أن يتم تدعيمه بمشتلة أخرى على مستوى ولاية البليدة. وقال إن مشروع "الجزائر الخضراء" تمكن، أيضا، من الوصول إلى استحداث غابة نموذجية بولايتي باتنة والمسيلة، تم تشجيرهما بعدد من الأشجار المعمرة والمقاومة للجفاف.ويؤكد صاحب مبادرة "الجزائر الخضراء" المتطوع فؤاد، أن الفضل في نجاح المبادرة يعود، بالدرجة الأولى، إلى الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث لقيت الفكرة دعما كبيرا من مختلف الجمعيات المهتمة بالبيئة، وبتشجيع من السلطات العمومية ببعض الولايات، ولضمان استمراريتها، ومنه بلوغ غرس ملايين الأشجار. وأشار المتحدث في الختام، إلى التأسيس لجمعية وطنية خاصة بالمجال التطوعي في غرس الثقافة البيئية، مؤكدا في نفس السياق، أن المبادرة بدأت بشخص واحد، واليوم تضم آلاف الأشخاص عبر 58 ولاية.