تلقى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون أمس، مكالمة هاتفية من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تبادلا فيها التهاني بمناسبة السنة الميلادية الجديدة متمنيين للشعبين دوام التقدم والازدهار، كما تناول الجانبان قضايا تهم العلاقات الثنائية. ذكر بيان لرئاسة الجمهورية، أمس، أن الرئيسين تبون وماكرون "تطرّقا إلى زيارة الدولة التي سيؤديها السيد رئيس الجمهورية إلى فرنسا، حيث اتفقا على أن تكون خلال شهر ماي المقبل". وكان الرئيس تبون قد أعلن في حوار أجراه مع صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية نهاية العام الماضي عن زيارة رسمية له إلى فرنسا في العام الجاري، مشيدا بنظيره الفرنسي الذي "باستطاعته أن يجسد الجيل الجديد المنقذ للعلاقات بين الجزائروفرنسا". كما أعرب الرئيس الفرنسي في حوار مع مجلة "لوبوان" مؤخرا عن أمله في أن يستقبل الرئيس تبون في باريس هذا العام لمواصلة العمل معه على ملف الذاكرة والصداقة بين البلدين. وقبل ذلك تلقى رئيس الجمهورية تبون مكالمة هاتفية من الرئيس إيمانويل ماكرون منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي، تناولت الأوضاع الدولية في المنطقة، بخصوص الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل وقضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك. وتتواصل المكالمات الهاتفية بين الرئيسين منذ فترة طويلة بعد استعادة العلاقات لمسارها الطبيعي بين البلدين، موازاة مع عودة معدل منح التأشيرات الفرنسية للجزائريين إلى سابق عهده يدخل في إطار منطق الأشياء، حيث أشار الرئيس تبون في هذا الصدد إلى أن "اتفاقيات إيفيان تمنح الخصوصية للجزائريين في هذا الشأن بين الدول المغاربية، لذا من الأنسب أن يحترم ذلك". وقد أكد الرئيس تبون في حواره مع "لوفيغارو" أن "التطرّف ليس جزائريا، لذا لابد من معرفة أسباب تطرّف بعض الجزائريين على الأراضي الفرنسية"، قائلا في هذا الصدد "لا مسؤولية للجزائر على من غادروا فرنسا ليتطرّفوا في بلدان أخرى كسوريا". من جهة أخرى، أشارت صحيفة "لاتريبون" الاقتصادية الفرنسية أن مقابلة الرئيس عبد المجيد تبون مع صحيفة "لوفيغارو" وعدت ب"عهد جديد في العلاقات الفرنسية الجزائرية"، مشيرة إلى أن الجزائر تتمتع بوزن جيوسياسي جديد في العالم وفي العلاقات مع المستعمر السابق. وأضافت أنه منذ إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، ربيع 2022، حاول الرئيس الفرنسي بكل الوسائل إعادة صياغة الروابط مع الجزائر بعد الفوضى التي خيّمت على فترته الرئاسية الأولى.