على فرنسا أن تتحرّر من عقدة المُستعمِر والجزائر من عقدة المُستَعمَر فرنسا مطالبة بتنظيف نفاياتها النووية بتمنغست ورقان والتكفل بالضحايا اللغة الفرنسية لن تُفرض على الجزائريين والخيار بيد العائلات الجزائرية باستطاعة الرئيس ماكرون تجسيد الجيل الجديد المُنقذ للعلاقات بين بلدينا الجانب الفرنسي لم يطلب منّا رفع صادراتنا إليه من الغاز سأزور فرنسا في 2023 في إطار زيارة دولة عودة معدل التأشيرات الفرنسية للجزائريين إلى عهده يدخل في إطار منطق الأشياء الشعب الجزائري هو من سيقرّر إن كنت سأترشح لعهدة ثانية لا مسؤولية للجزائر على من غادروا فرنسا ليتطرفوا في بلدان أخرى لا أدعم ولن أحكم على العملية الروسية بأوكرانياوالجزائر بلد عدم الانحياز قطع العلاقات مع المغرب كان بديلا للحرب معه والوساطة غير ممكنة أبرز رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أهمية «التعجيل» بتدشين عهد جديد للعلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا، مؤكدا أن الجزائر قوة إفريقية. وقال الرئيس تبون في حوار خص به اليومية الفرنسية لوفيغارو: «لقد أصبح من المستعجل فتح عهد جديد للعلاقات بين الجزائروفرنسا، فبعد مرور 60 عاما عن الحرب يجب المرور إلى أمور أخرى. وإن كانت الذاكرة جزءا من جيناتنا المشتركة، فنحن نتشارك كذلك عددا من الاهتمامات الأساسية ولو اختلفت وجهات نظرنا»، معلنا عن زيارة دولة له إلى فرنسا في 2023. واعتبر رئيس الجمهورية أنه «يتعين على فرنسا التخلص من عقدة المستعمِر كما على الجزائر التحرر كذلك من عقدة المستعمَر، فالجزائر الآن قوة إفريقية لا تمت بصلة لما كانت عليه في 1962». ولدى تطرقه إلى مسألة الذاكرة، ذكر رئيس الجمهورية أن قرار تنصيب لجنة المؤرخين من الطرفين قد اتخذ من طرفه ومن قبل الرئيس الفرنسي، مشيرا الى أن «جزءا من زمن الاستعمار يجب تحريره من السياسة وتركه للتاريخ». كما أبرز رئيس الجمهورية أنه «يجب أخذ 132 سنة من الاحتلال بعين الاعتبار لأن حرب التحرير لم تكن بداية كل شيء، فهنالك أحداث مؤكدة في الأرشيف لا يمكن حجبها وتشهد عليها الكتابات». أما بخصوص التفجيرات النووية التي أرتكبها المستعمر الفرنسي في جنوبالجزائر، فقد طالب الرئيس تبون «فرنسا بتطهير مواقع هذه التفجيرات نحو رقان وتمنراست حيث التلوث بلغ أشده»، متمنيا «أن تتكفل بالعلاج الطبي الذي يستحقه سكان تلك المناطق». وفي رده عن سؤال حول «استئناف وتيرة منح التأشيرات لوضعها العادي»، اعتبر رئيس الجمهورية أن «ذلك يعتبر ببساطة أمرا منطقيا»، مذكرا بأن «تسوية حركة تنقل الأشخاص بين البلدين تمت بموجب اتفاقيات إيفيان سنة 1962 واتفاقية سنة 1968». وقال: «هناك خصوصية جزائرية، حتى بالمقارنة مع الدول المغاربية الأخرى ولقد تم التفاوض بشأنها وبالتالي ينبغي احترامها». وبخصوص «تفاهمه» مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أكد رئيس الجمهورية أنه «بالطبع لدينا نوعا من التوافق»، مشيرا إلى أنه «يرى في الرئيس الفرنسي تمثيلا لجيل جديد بإمكانه إنقاذ العلاقات بين البلدين». وحول تدريس اللغة الفرنسية في الجزائر، أوضح الرئيس تبون أن «اللغة الفرنسية لا تفرض على الجزائريين وإنما العائلات هي التي تختار»، مضيفا أن «الجزائر لم تتحرر لتكون ضمن اي نوع من الكومنولث اللغوي»، وأن «اللغة الانجليزية لغة عالمية والأنغلو- سكسونية سيطرت على اللاتينية..». وحول احتمال تنظيم مقابلة ودية لكرة القدم بين منتخبي البلدين، أكد رئيس الجمهورية أنه «يأمل أن تنظم هذه المقابلة ومن الممكن أن تجرى في الجزائر». من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن «الإرهاب أصبح من الماضي ولم يعد يشكل أي خطر على الجزائر»، متأسفا لرفض الأجانب الاعتراف بذلك، مشددا على أنه لا مسؤولية للجزائر على من غادروا فرنسا ليتطرفوا في بلدان أخرى. وقال الرئيس في هذا الشأن: «الإسلاموية أضحت خلفنا ولا تشكل إطلاقا خطرا سياسيا حتى وان لازال بعض بقاياها متواجدا». ولدى تطرقه لحالة عدم الاستقرار بشريط منطقة الساحل الإفريقي، أوضح الرئيس تبون أن تدهور الوضع في ليبيا «ساعد على نقل أسلحة ثقيلة» نحو هذه المنطقة، مؤكدا أن «تسوية الوضع بالمنطقة تمر بطبيعة الحال عبر الجزائر». وأشار في هذا الصدد أن «الأمور لم تكن لتصل لهذه الحالة إن تمت مساعدتنا في تطبيق اتفاق الجزائر لسنة 2015 الرامي لتهدئة الأوضاع بالمنطقة»، مضيفا أن «الجزائر تسير بمنطق الجار إزاء هذه الأزمة ولا تقوم بالجيو- سياسة مثل آخرين ». في نفس الشأن، أكد رئيس الجمهورية قائلا: «نعيش في توافق مع أشقائنا الماليين منذ أكثر من قرن»، مضيفا أنه «من أجل تحقيق السلام، يجب دمج سكان شمال مالي في مؤسسات هذا البلد» وأن «ليس موضوع الإرهاب الذي يقلقني لأنه بإمكاننا الانتصار عليه». «أنا قلق أكثر بخصوص غرق منطقة الساحل في البؤس، فالحل هناك اقتصادي بنسبة 80 بالمئة وأمني بنسبة 20 بالمئة»، يقول الرئيس تبون. وفي حديثه عن الأزمة في أوكرانيا، أكد الرئيس تبون بقوله: «أنا لا أدعم ولا أدين العملية الروسية في أوكرانيا. فالجزائر بلد غير منحاز وأنا أحترم هذه الفلسفة، فقد ولد بلدنا ليكون حرا». كما أشار الى أنه «يكون من الأجدر أن لا تدين منظمة الأممالمتحدة فقط عمليات الضم التي جرت في أوروبا»، متسائلا في هذا الصدد عن ردود بشأن ضم الجولان السوري من طرف الكيان الصهيوني والصحراء الغربية من طرف المغرب. وفيما يخص قطع العلاقات مع المغرب، أكد رئيس الجمهورية أن سببها كان نتيجة تراكم المشاكل منذ 1963، قائلا « قطعنا العلاقات حتى لا تكون هناك حربا، ولا يمكن لأي بلد أن يكون وسيطا فيما بيننا». وأضاف أنه خلال 60 سنة من استقلال الجزائر، بقيت الحدود لأكثر من 40 سنة مغلقة بين البلدين كردة فعل ضد الأفعال العدائية المستمرة للجار. رئيس الجمهورية، أشار من جهة أخرى، إلى أن الشعب الجزائري هو من سيقرّر إن كنت سأترشح لعهدة ثانية.