❊ واشنطن تراهن على دعم الجزائر لمرشحيها في محكمة العدل الدولية تحمل الزيارة التي تقوم بها مساعدة كاتب الدولة الأمريكي والمكلفة بالمنظمات الدولية ميشيل سيسون إلى الجزائر، أبعادا استراتيجية مهمة في العلاقات الثنائية على المستوى السياسي والدبلوماسي، خاصة من خلال تفعيل آليات التعاون الدولية، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للبحث عن المزيد من الدعم لتزكية مرشحتها سارة كليفلاند لشغل منصب في محكمة العدل الدولية وإيمي بوب التي رشحتها أيضا لمنصب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة. تتطلع واشنطن إلى الحصول على دعم الجزائر في هذا المجال، خاصة بعد انضمامها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وباعتبارها أيضا الرئيس الحالي للقمة العربية وعضو المجموعة الثلاثية العربية بنيويورك باسم المجموعة العربية، حيث وقعت مؤخرا رفقة عديد الدول على إعلان مشترك، جدّدت فيها دعمها الثابت لمحكمة العدل الدولية وللقانون الدولي كحجر أساس في النظام الدولي. وقد أعربت الجزائر رفقة الموقعين على قلقها العميق حيال قرار سلطة الاحتلال بفرض إجراءات عقابية على الشعب الفلسطيني وقادته ومجتمعه المدني. وذلك بعد طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة لرأي استشاري من محكمة العدل الدولية. ورفضوا على اختلاف مواقفهم من اللائحة، كل الإجراءات العقابية داعين إلى الإلغاء الفوري لهذه الإجراءات. من جهة أخرى، التقت المسؤولة الأمريكية أول أمس، وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، حيث تركزت المحادثات حول العلاقات الثنائية وآفاق تعزيز الحوار الاستراتيجي والتعاون الاقتصادي بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية، فضلا عن مناقشة عدد من المسائل المتعلقة بالمستجدات الاقليمية والدولية والجوانب المختلفة ذات الصلة بالدبلوماسية متعددة الأطراف. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن مساعدة وزيرة الخارجية ستؤكد في اجتماعاتها على دعم الولاياتالمتحدة لبعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا في قيادة العملية السياسية للأمم المتحدة في هذه المنطقة. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد رحّبت منتصف الشهر الجاري بزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ستافان دي ميستورا إلى المنطقة، في أول خطوة له بعد تعيينه في منصبه في أكتوبر الماضي، حيث أشار مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع للخارجية في تغريدة عبر تويتر ، إلى دعمه "جهود دي ميستورا في استئناف عملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى حلّ سياسي دائم ومقبول من الطرفين لنزاع الصحراء الغربية". كما سبق لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن أكد خلال زيارته للجزائر شهر مارس الماضي، عدم وجود تغيير في موقف بلاده من قضية الصحراء الغربية، مؤكدا أن بلاده "تدعم الحل السياسي للملف في إطار هيئة الأممالمتحدة". وفي هذا السياق، أشارت مجلة "ذي بروغريسيف" الأمريكية في عددها الصادر الشهر الجاري إلى أنه يتعين على الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن يلغي على الفور اعتراف سلفه دونالد ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، ومن أجل الشعب الصحراوي ومصداقية الولاياتالمتحدة. وأبرزت المجلة في مقال لستيفان زونس، أستاذ سياسة بجامعة سان فرانسيسكو أن جو بايدن شدّد على أن "أي استخدام للقوة لتغيير الحدود يعتبر أمرا محظورا تماما بموجب القانون الدولي". وأشارت المجلة إلى أن "84 دولة اعترفت في فترات مختلفة بالصحراء الغربية، المعروفة رسميا باسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وهي دولة ذات عضوية كاملة في الاتحاد الإفريقي". وأوضحت المجلة أن "كلا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية سبق أن سجلوا جميعهم تأكيدهم الرسمي على حق الصحراء الغربية في تقرير المصير وأنه على مدى عقود، لم تعترف أي هيئة دولية أو حكومات أجنبية بالصحراء الغربية كجزء من المغرب".