دعا رئيس مجلس الأمة السيد، صالح قوجيل، أمس، دول مؤتمر التعاون الإسلامي إلى توحيد الصف من أجل دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن التحديات الكثيرة التي يواجهها العالم الإسلامي تحتاج لتضامن الجميع وإلى حوار صادق ووحدة الصف من أجل مقاومتها. قال قوجيل في كلمة ألقاها بإسم البرلمان الجزائري، بمناسبة افتتاح الدورة ال17 لمؤتمر إتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تجري تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بالجزائر العاصمة، أن الجزائر معروفة بمواقفها المحايدة وعدم تدخلها في شؤون الدول الأجنبية وهي عقيدة راسخة لديها. وذكر أمام المشاركين في المؤتمر من رؤساء و نواب البرلمانات العربية والافريقية والأسيوية، وأعضاء من الحكومة، الذين تقدمهم الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، وكذا خبراء وضيوف وسفراء، بنضال الجزائر في مواجهة الاستعمار الاستيطاني الفرنسي، طلية 132 سنة، كلفت 5 ملايين شهيد، مشيرا إلى أن فرنسا كانت تريد حينها، استبدال الشعب الجزائري بأخر أوروبي مسيحي، "لكنها فشلت بفضل مقاومة الشعب الجزائري. وبعد أن اعتبر استضافة البرلمان الجزائري للدورة ال17 لمؤتمر مجالس التعاون الإسلامي شرفا للجزائر، خاصة في هذه المرحلة الحساسة جدا التي يمر بها العالم الإسلامي والعربي، وحجم التحديات الكبيرة والخطيرة التي تواجههما، شدد رئيس مجلس الأمة على أنه يتعين على الدول العربية والإسلامية التخندق في صف واحد إلى جانب القضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، مؤكدا أن الجزائر تسعى من خلال استضافتها للمؤتمر إلى تحديد مواقف والتزامات البلدان المشاركة لمواجهة هذا الوضع. ودعا قوجيل، الشعب الفلسطيني إلى توحيد صفه وكلمته، واستلهام الدروس من نضالات الجزائر للانتصار في قضيته، معتبرا لقاء الجزائر حول فلسطين ومبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للم شمل الاخوة الفلسطينين، وتوحيد صفهم وإمضائهم على اتفاق الوحدة بالجزائر، "السبيل الوحيد لانتصار الشعب الفلسطيني الشقيق في مسيرة نضاله". كما توقف قوجيل عند الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، داعيا المشاركين إلى توحيد كلمتهم من أجل نصرة ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية، وحماية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة واعتداءات همجية وحشية من قبل الكيان الصهيوني. وشدد على أنه يتعين على الشعوب العربية والإسلامية مساندة فلسطين، معتبرا اللقاء موعد متجدد لتحديد موقفها التاريخي مع فلسطين. وعاد قوجيل للتذكير بالمواقف الحيادية الجزائر، حيث لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيرا إلى أن الجزائر تكمنت بفضل تحصين وحدتها من التغلب على الأزمات التي مرت بها خلال العشرية السوداء.. وبقيت محافظة على كلمتها في كل المحافل الدولية. واعتبر رئيس مجلس الأمة أن "ما نعيشه حاليا يدفع بنا إلى مراجعة المنهج الذي تسير عليه بلدان منظمة عدم الانحياز"، مذكرا بأهمية محافظتها على "المبادئ التي تساهم في الحوار والتقارب"، وشدد بالقول، "علينا أن نبقى أحرارا في المواقف السياسية الخاصة بنا دون تأطير من أي كان". كما أكد في ذات الإطار، أن "مواجهة التحديات تحتاج إلى تضامن الجميع والاتفاق على المبادئ المشتركة مع ترك الخلافات على جانب"، مع "تبني الحوار الصادق من أجل وحدة الصف". ودعا في ذات السياق، البرلمانات العربية والإسلامية والإفريقية إلى العمل على إسماع صوتها في جمعية الأممالمتحدة التي تحتاج إلى إعادة نظر هي الأخرى. ليخلص في الأخير إلى التأكيد على أن الجزائر "تبقى مجندة ويقظة تحت إشراف رئيسها، السيد عبد المجيد تبون، على الطريق الصحيح للجزائر الجديدة.