انتشرت ظاهرة الأحياء القصديرية خلال العشرية الأخيرة بشكل كبير بالرغم من الجهود المبذولة من طرف السلطات لوضع حد لهذه المشكلة العويصة والتي أصبحت تثقل كاهل مدينة بحجم وهران. مازالت هذه الأحياء تستنزف المزيد من الأراضي والمساحات الغابية وصلت إلى حد سفوح الجبال كما هو الحال بكل من أعالي حي اللوز وبوعمامة وعين البيضاء وكوشة الجير وغيرها من النقاط السوداء، وحسب الإحصائيات فإنه يوجد بوهران حوالي31 ألف بيت قصديري شيدت على هكتارات من المساحات الغابية التي اختفت وحل محلها الاسمنت إلى أن وصلت إلى أعالي الجبل ملتهمة بذلك كل الأشجار الغابية التي كانت موجودة، وأصبحت تلك الأراضي تباع وتشترى من طرف أشخاص وكأنهم المالكين لها لتتسع العملية حتى قاربت الالتقاء بطريقة الطنف العلوي قرب حي "كوكا" الشعبي، وحسب مديرة القطاع الحضري بوعمامة فإن عدد السكنات الفوضوية بالقطاع لوحده فاق 7 آلاف بيت، إضافة إلى أصحاب الأزمة السكنية بوهران هناك النازحون من المناطق الداخلية الذين قاموا بتشييد هذه المساكن دون رقابة وفي ظرف قياسي، نفس الإشكال عرفه حي الشولي وكوشة الجير حيث أصبحا أكثر كثافة من الأحياء الشرعية، وتزايدت عدد السكنات الغير اللائقة كذلك بشواطئ عدة جهات تستفيد من مقابل في الكثير من الاحيان، حيث تباع مساحات مجاورة لمساكن غير شرعية من طرف هؤلاء وفي أغلب الاحيان يتم قطع الاشجار والشروع في البناء، وقد قامت مصالح الدرك والشرطة في السابق بعدة عمليات هدم لتلك المباني المنجزة فوق أراضي فلاحية أوغابية بطرق غير قانونية. في نفس السياق، كانت ولاية وهران قد طلبت تخصيص برنامج لانجاز 13 ألف مسكن لامتصاص البناءات الفوضوية التي شوهت وجه المدينة خاصة وأنها مقبلة على احتضان مواعيد دولية كبيرة، كما أنها مبرمجة من طرف السلطات العليا للوصول بها إلى مصاف المدن المتوسطية البارزة.