أعلن الاتحاد الإفريقي عن تنظيم ندوة للمصالحة الوطنية في ليبيا، ضمن مسعى جديد لاحتواء الوضع المضطرب في هذا البلد العربي الذي يتخبط في إشكالية ازدواجية السلطة، في ظل عدم توصل فرقائه إلى أرضية توافقية لإجراء انتخابات وطنية عامة تنهي حالة الانقسام وتفرز سلطة موحدة في طرابلس. وقال رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي محمد، في مؤتمر صحفي في ختام قمة الاتحاد الإفريقي التي استمرت يومين إنه التقى مع مختلف الأطراف الليبية وهو بصدد العمل معهم لتحديد موعد ومكان عقد المؤتمر الوطني". وسيلتئم المؤتمر برعاية لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الإفريقي يترأسها الرئيس الكونغولي، دونيس ساسو نغيسو، بحسب فقي محمد، الذي أشار إلى انعقاد اجتماع تحضيري قبل أسابيع بالعاصمة طرابلس، في نفس الوقت الذي شدد فيه أنه "تم طلب رحيل المرتزقة". وقال "يجب على الليبيين التحدث مع بعضهم البعض.. وأعتقد أن هذا شرط أساسي للذهاب إلى الانتخابات في بلد هادئ". وكانت الدول الأعضاء بلجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا، قد دعت إلى سرعة تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية الذي تعوّل عليها عدة أطراف من أجل توحيد الصف الليبي المشتت. وهو ما يطرح التساؤل حول ما إذا كان قرار الاتحاد الافريقي بتنظيم هذا المؤتمر سيكون بمثابة نقلة نوعية على طريق إنهاء الانقسام، أم أنها محاولة كغيرها من المحاولات الأممية والدولية السابقة التي انتهت جميعها بالفشل، بدليل استمرار حالة الفرقة والانقسام في ظل وجود حكومتين تتنازعان السلطة. وتأتي مبادرة الاتحاد الافريقي بعد إعلان بعثة الأممالمتحدة في ليبيا في وقت سابق من هذا الشهر، أن مختلف الأطراف المحلية أقرت آلية تنسيق لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلد. وأشادت البعثة ب«خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام المستدامين في ليبيا" بعد اجتماع في القاهرة في الثامن من فيفري الجاري، شارك فيه أيضا مسؤولون من السودان والنيجر. لكن النقاشات التي قادها مبعوث الأممالمتحدة، عبد الله باتيلي، لم تتوصل الى وضع جدول زمني واضح أو تدابير ملموسة لانسحاب المقاتلين الأجانب ضمن اشكالية لا تزال تشكل عقبة أمام التوصل إلى تسوية الأزمة المستمرة في ليبيا منذ أكثر من عشرية كاملة. وهو ما يطرح التساؤل ما إذا كانت مختلف الدول التي أرسلت وحدات من جيوشها إلى ليبيا ستقتنع هذه المرة بضرورة تقديم المساعدة وسحب قواتها، على اعتبار أن المشكلة محصورة في التواجد الأجنبي الذي يشكل أكبر عقبة في وجه التوصل إلى حل في ليبيا. ثم إن الإشكال الآخر الذي يطرح نفسه بقوة يتمحور حول دور القوى الداخلية في المساعدة هي الأخرى من أجل العمل على توحيد القوات المسلّحة تحت سلطة ليبية موحدة، وبالتالي طرد المليشيات التي عمّقت الانقسام بين الفرقاء الليبيين بما يقود إلى تفاهم على أرضية توافقية تسمح بتنظيم الانتخابات التي تبقى وباتفاق الجميع داخل ليبيا وخارجها، المخرج الوحيد لهذا البلد من أزمته المستعصية.