❊ مشاركة أزيد من 170 شخصية ومنظمات دولية وإقليمية ❊ حضور تائبين وضحايا إرهاب لعرض تجاربهم تنطلق، اليوم، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بنادي الصنوبر بالعاصمة، أشغال الاجتماع الثاني ل"نداء الساحل"، الذي ينظمه الاتحاد البرلماني الدولي بالتنسيق مع البرلمان الجزائري، تحاول خلاله أزيد من 170 شخصية وطنية ودولية وممثلي منظمات متخصصة في مجال مكافحة الإرهاب، إيجاد آليات عملية لاجتثاث آفة الإرهاب بدول هذه المنطقة الساخنة، باعتماد مقاربة ليست بالضرورة أمنية، والأخذ بدلا عن ذلك بخيار إشراك المجتمعات المحلية في تغليب الخطاب الديني الوسطي وتعزيز دور المجتمع المدني والمؤسسات المهتمة لتحقيق ذلك. يأتي لقاء الجزائر تتويجا لخمسة مؤتمرات سابقة، عمل المشاركون فيها على بحث سبل تخليص دول منطقة الساحل من براثن تنظيمات إرهابية اتخذت أراضيها معاقل لها، ضمن توصيات سيتم رفعها إلى القمة العالمية التي ستعقد قبل نهاية العام الجاري تحت عنوان "الاستجابة العالمية لنداء منطقة الساحل"، بهدف ترجمة تلك التوصيات إلى إجراءات عملية لتحقيق التنمية لسكان المنطقة ضمن عمل استباقي للحد من الظاهرة الإرهابية واستفحال الجريمة المنظمة، مع لفت أنظار المجموعة الدولية إلى ما يجري هناك بهدف تلبية احتياجات سكان هذه الدول ومواجهة التحديات التي حالت دون تطوّر مجتمعاتها. وحرص الاتحاد البرلماني الدولي لرفع تحدي دعم السلام وتحقيق التنمية المنشودة، إلى تنسيق عمله مع برلمانات مرتبطة بالنداء، ومنها البرلمان العربي واللجنة البرلمانية المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس والجمعية البرلمانية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، على أمل تحقيق نتائج ملموسة لمساعدة دول الساحل ودعمها في إطار مقاربة شاملة. بحث الأسباب المؤدية للإرهاب والتطرّف العنيف بالساحل سيتم التركيز خلال لقاء اليوم على "دور المجتمعات المحلية لمنع التطرف العنيف ومحاربة الأسباب المساعدة على انخراط أبناء هذه الدول في تنظيمات إرهابية من خلال التركيز على معرفة قدرة الإرهابيين في التأثير في المجتمعات المحلية، والدور الذي يمكن أن تؤديه مختلف الأطراف للحد من قوة هذا التأثير وقطع الطريق أمام التنظيمات المسلحة تعزيز صفوفها بمنخرطين جدد. وسيعمل المؤتمرون بالمناسبة، على تشريح الأسباب التي استغلها الإرهابيون للتغلغل في أوساط مجتمعات منطقة الساحل ومنها استغلالها للانقسامات العرقية والاختلافات المذهبية والقبلية واستغلال الفقر المتفشي بين شرائح هذه المجتمعات وقلة فرص العمل التي كثيرا ما تدفع بالشباب إلى الانضمام إلى المنظمات المتطرفة والإجرامية لإعالة أسرهم المعوزة". توصيات لمكافحة الإرهاب والتطرّف العنيف بالساحل ينتظر أن يقوم أعضاء الفريق الاستشاري الرفيع المستوى التابع للاتحاد البرلماني الدولي المعني بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وبرلمانيون، ورجال دين وأعيان القبائل من منطقة الساحل، وكذا ممثلو المجتمع المدني، ومنظمات غير حكومية، وخبراء، بصياغة توصيات تؤسس لاستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في الساحل. وسيتم في نهاية اللقاء تحديد احتياجات المجتمعات المحلية في منطقة الساحل من أجل تعزيز قدرة سكانها على الصمود في وجه التطرف ومعالجة الظروف المساعدة على انتشار الإرهاب أو تراجعه ضمن توصيات سيتم رفعها إلى قمة "الاستجابة العالمية لنداء الساحل" المنتظر عقدها نهاية السنة. ومن ضمن المحاور التي ستناقش خلال المؤتمر، الأساليب التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لتجنيد عناصرها أو الاحتفاظ بهم، الأسباب الهامة التي تجعل الأفراد عرضة للتطرّف.