وضع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون النقاط على الحروف إزاء عديد الملفات ذات العلاقة بالجبهة الاجتماعية والمجال السياسي والاقتصاد، التي تشغل الرأي العام الوطني، خاصة ما تعلق منها بالشق الاجتماعي الذي يحظى بالأولوية في برنامجه الرئاسي، كما أفرد مساحة واسعة للدبلوماسية والسياسة الخارجية، مجددا بلغة صريحة مواقف الجزائر الثابتة إزاء القضايا الدولية الراهنة. وفضل الرئيس تبون في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية طمأنة المواطنين، بصبّ الزيادات في الأجور قبل شهر رمضان الكريم وحرصه على محاربة المضاربين عبر اجراءات ردعية صارمة، كونهم يتحينون في كل مرة فرصة حلول شهر الرحمة للمساس بجيب المواطن والتلاعب بقوته لأغراض سياسية، مؤكدا تصديه لهم. وذكر في هذا الصدد بأن تقييد الاستيراد لا يجب أن يتم على حساب تلبية الحاجيات الأساسية للمواطن، محذرا من الاستغلال السياسي لندرة بعض المواد الاستهلاكية، من منطلق أن حماية المواطن هي الأساس، مؤكدا من جانب آخر التزامه بتنفيذ مختلف المشاريع التي تعهد بها أمام الشعب الجزائري. الأمر ذاته بالنسبة للذين يستهدفون استقرار الجزائر "التي لا تقبل الانبطاح"، عبر أطراف تحاول زعزعة استقرار البلاد، حيث أكد رئيس الجمهورية فشل هذه المساعي بفضل مؤسسات الدولة والنضج السياسي لمواطنيها، مبرزا في هذا السياق دور الصحافة في مجابهة هذه المحاولات التي تستهدف البلاد موازاة مع حرصه على بناء "ديمقراطية حقة". كما أكد رئيس الجمهورية في الشق الدبلوماسي، أن الجزائر تمكنت في السنوات الأخيرة من استرجاع المكانة التي تستحقها، حيث أصبح صوتها مسموعا دوليا وإقليميا رغم محاولات استهدافها، مشيرا إلى أن الجزائر لا تقبل ما يحدث في العالم حاليا كما ترفض "أجندات" لم تشارك فيها. الجزائر ترفض أجندات لم تشارك فيها ❊ جل الدول تعترف بأن الجزائر مصدر استقرار رغم حدودها المشتعلة ❊ أي موعد إقليمي أو دولي ينظم من قبل الجزائر يصبح لديه قيمة خاصة ❊ المليار دولار لتمويل مشاريع التنمية بالدول الإفريقية ❊ إنجازات الحماية المدنية بتركيا وسوريا تمثل الجزائر التي تنتصر ❊ الجزائر التي لا تنكر فضل الخيرين لم تر من إيطاليا إلا الخير ❊ الولاياتالمتحدة دولة صديقة تدرك قوّتنا متوسطيا وإفريقيا وعربيا ❊ لا جديد في العلاقات مع إسبانيا واحترامنا للملك والشعب الإسباني قائم أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، أن الجزائر تمكنت في السنوات الأخيرة من استرجاع المكانة التي تستحقها وأصبح صوتها مسموعا دوليا وإقليميا، حيث "أصبح يؤخذ برأيها، رغم محاولات استهدافها"، معتبرا أن الإصلاحات التي تمت مباشرتها في السنوات الأخيرة مكنت الجزائر من "استعادة مكانتها التي سيتم تعزيزها إلى أبعد حد". أكد الرئيس تبون في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية، أن الجزائر في مرحلة استعادة الفضاء الطبيعي لدبلوماسيتها المتكاملة بفضل قوة اقتصادها واستقرارها الأمني، مشدّدا على أن كل الدول التي تتعامل مع الجزائر تعترف بأنها مصدر للاستقرار رغم حدودها المشتعلة. وحذر رئيس الجمهورية من "أوساط تستهدف الجزائر وترفض أن تعلو كلمة الحق ونصرة المستضعفين"، مشيرا إلى أن بلادنا "لا تقبل ما يحدث في العالم حاليا" كما ترفض "أجندات" لم تشارك فيها، معرجا على "العثرة" التي عرفتها الدبلوماسية الجزائرية خلال العشرية الأخيرة، والتي "كانت غير متوقعة". وتطرق رئيس الجمهورية إلى تنظيم الجزائر للقمة العربية في نوفمبر الماضي، لافتا إلى أن "أي موعد ينظم من قبل الجزائر يصبح لديه قيمة خاصة سواء على المستوى الإفريقي أو الأوروبي أو المتوسطي"، بفضل تاريخها الذي لا يستهان به. كما تحدث السيد تبون بالمناسبة عن المساعدات الجزائرية إلى الدول الإفريقية من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية والتي تقدر بمليار دولار أمريكي، موضحا أن هذه المساعدات المالية ستوجّه إلى تمويل مشاريع تنموية في عدد من الدول الإفريقية، باعتبار أن "أغلب الأفارقة يعتبرون الجزائر "الأخ الأكبر" ونحن نساعدهم على هذا الأساس". وأبرز في هذا السياق أنه تم الالتزام تجاه الاشقاء في مالي لدعم بعض المشاريع الاقتصادية خاصة في شمال البلاد، على غرار كيدال وغاو لمساعدتهم على بناء بعض المنشآت التربوية والصحية وكذا مشاريع ايصال المياه للسكان وغيرها. ولدى تطرّقه إلى هبة الجزائر التضامنية إثر الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا، قال رئيس الجمهورية أن أقل ما يمكن تقديمه لفرق الإنقاذ الموفدة إلى الأماكن المتضررة واجتازوا الأجواء المغلقة هو "منحهم وسام الاستحقاق الوطني". واعتبر أن ما قام به أفراد الحماية المدنية يمثل "الجزائر التي تنتصر"، منوّها ب"حرفية ومهنية أفراد هذا السلك الذي سبق وأن أثبت قدراته العالية في مواجهة كوارث مماثلة عبر العالم". وقال خلال تطرقه إلى الأزمة الليبية، أن كل الطرق "القديمة" المجربة باءت بالفشل وأكدت على صحة المقاربة الجزائرية للتسوية في هذه الدولة الجارة والمبنية على إيجاد حلّ يكون من الليبيين أنفسهم، من خلال إجراء انتخابات واختيار ممثليهم، التي تعد بداية الحل لبناء هيكل الدولة الليبية. كما تطرق رئيس الجمهورية إلى قضية الصحراء الغربية التي بقت "مطروحة منذ 1975 وليست وليدة اليوم"، مضيفا أن الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي كان من الشخصيات التي شاركت في مسار المفاوضات مع الجانب المغربي والتي كانت قريبة من الحل في عهد الملك الحسن الثاني غير أن الأمور تعقدت فيما بعد. العلاقات الجزائرية-الايطالية تاريخية وتزداد ترابطا وأكد رئيس الجمهورية من جهة أخرى، أن العلاقات مع إيطاليا تعود إلى ما قبل الاستقلال وهي تزداد ثقة وترابطا، مشدّدا على ان الجزائر "لم تر من هذا البلد إلا الخير". وأشار في السياق إلى اتفاقيات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين منذ بداية الاستقلال، مبرزا أن سياسة الجزائر تكمن في أنها "لا تنسى خيرا قدم لها ولا تقابل الشر بمثله، لكنها تسجله في الذاكرة". وأشاد في هذا الإطار بالعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين، مضيفا أنها "لا تعجب بعض الدول الأوروبية"، في حين أكد أن الجزائر "حرة في علاقتها الدولية والاقتصادية وتدافع عن مصالحها دون الإضرار بمصالح الدول الأخرى". وقال من جهة أخرى إنه "لا جديد" بالنسبة للعلاقات الجزائرية-الإسبانية التي توجد في وضع "رديء"، معربا عن "أسفه" لما آلت إليه الأمور بسبب ما قامت به إسبانيا من تصرف في الملف الصحراوي من تصرف "غير ودي" و"خطوة خاطئة لا تصدر عن أصدقاء". كما أشار في المقابل إلى أن العلاقات مع الشعب الإسباني "طيبة جدا"، مكّنا احترامه التام للملك الإسباني، في حين أوضح أن الجزائر جمّدت اتفاقيات حسن الجوار مع إسبانيا دون إلغائها. ووصف الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة أخرى، بالدولة الصديقة التي تعرف قوة الجزائر في محيطها الإفريقي والعربي والمتوسطي، مضيفا أن الجزائر طمأنت واشنطن بأنها ليست خصما وأنها بلد "غير منحاز"، مشيرا بالمناسبة إلى وقوف هذا البلد ومساندته للجزائر ولشعبها مباشرة بعد الاستقلال. ورد الرئيس تبون على سؤال حول زيارته المرتقبة إلى روسيا شهر ماي القادم وإمكانية طرح حلّ للأزمة الأوكرانية، أن الدبلوماسية الجزائرية "دبلوماسية صامتة"، معلنا عن اتخاذ قرار إعادة فتح سفارة الجزائر بالعاصمة الأوكرانية كييف خلال هذا الاسبوع بعد أن أغلقت لأسباب أمنية. وأشار لدى تطرقه إلى العلاقات الثنائية مع روسيا، إلى أنها معروفة لدى الخاص والعام، واصفا بالمقابل العلاقات مع أوكرانيا ب"العادية". طالع أيضا/ * قال إنها أداة قوية لمجابهة استهداف الجزائر.. الرئيس: الصحفيون مطالبون بفرض أنفسهم.. والاختيار بين أن يكونوا وطنيين أو "خبارجيين" * أكد فشل محاولات زعزعة استقرار الجزائر .. الرئيس تبون: الجزائر دولة ترفض الانبطاح * الرئيس تبون يؤكد التزامه بتنفيذ المشاريع التي تعهد بها أمام الشعب.. نسبة رفع الأجور والمنح سابقة في تاريخ الجزائر * رئيس الجمهورية يحذّر المتلاعبين بقوت الشعب.. نرفض تقييد الاستيراد على حساب حاجيات المواطن * لتأطير قرارات هدم البنايات الفوضوية .. مشروع قانون يجرّم الاستيلاء على أراضي الدولة قريبا