كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى خلال اجتماع مع ممثلي اتحاد الفلاحين الجزائريين أن وزارته شرعت منذ أسابيع وبالتنسيق مع كل مصالح القطاع في تحضير الموسم الفلاحي القادم باتخاذ إجراءات جديدة خاصة بالنسبة لإنتاج الحبوب. وصرح الوزير خلال هذا الاجتماع التشاوري انه بالإضافة إلى الإجراءات العديدة التي اتخذت خلال موسم 2008 / 2009 شرع القطاع في تحضير الموسم القادم وذلك بالأخذ بعين الاعتبار النقائص والايجابيات التي سجلت في الموسم الحالي. ومن بين الإجراءات المتخذة لدعم إنتاج الحبوب، ذكر الوزير انه سيتم الشروع في توزيع الأسمدة والبذور في أواخر شهر أوت إلى بداية سبتمبر القادمين، حيث تم إنشاء فرع خاص بالبذور داخل الديوان الوطني المهني للحبوب، فضلا على دفع علاوات الدعم في وقتها للفلاحين، واقتناء 500 آلة حصاد من مركب سيدي بلعباس للحملة القادمة تضاف إلى 600 8 آلة المجندة للحملة الحالية. وفيما يخص السقي التكميلي، قال بن عيسى إن هذه التقنية ستتوسع خلال الموسم القادم من اجل تحقيق حد أدنى من الإنتاج وذلك مهما كانت الظروف المناخية، مذكرا أن وفرة الأمطار هذه السنة ساعدت على تسجيل إنتاج قياسي للحبوب. ومن جهة أخرى كشف الوزير عن وجود مشاريع لإنتاج وتخزين لمدة 3 سنوات بعض المواد المخصصة لتغذية الأنعام (كالنخالة) لتوفير العلف المخصص للحيوانات وبالتالي تقليص أراضي البور وتكريسها لإنتاج المواد الغذائية عوض تركها للرعي. وكان الاجتماع فرصة للاطلاع على مدى تقدم سياسة التجديد الفلاحي والريفي التي تم الشروع فيها في أواخر سنة 2008 والتي توجت خاصة بتحديد حوالي 10 برامج تكثيف الإنتاج الفلاحي والتي تحتاج-حسب الوزير- إلى كل قدرات التدخل (جمعيات وتعاونيات والنظام التعاضدي والمؤسسات المحلية) لتطبيقها على ارض الواقع. وصرح بن عيسى أن الحكومة ستشرع قريبا في عملية تأهيل تخص نحو 1000 تعاونية خدماتية من اجل إعطائها للفلاحين لاستغلالها عن طريق الامتياز وهو "النظام الذي يكرسه قانون التوجيه الفلاحي". وفيما يخص قضية مسح ديون الفلاحين، ذكر الوزير أن مصالح وزارة المالية تعكف حاليا على دراسة الملف، موضحا أن قرار رئيس الجمهورية في هذا الشأن "واضح تمام الوضوح" وأنه يخص فقط الفلاحين والموالين، واصفا العملية ب"الكبيرة" نظرا للحالات "المتشعبة" والخصوصيات التي تتميز بها كل حالة وهي عوامل ستأخذها السلطات المعنية بعين الاعتبار. وفيما يخص نظام تخزين وضبط المواد الفلاحية خاصة الخضروات (سيربالاك) أكد مدير الضبط وتطوير المواد الفلاحية السيد عمار الصباح انه سيتم توسيع هذا النظام ليشمل الفائض الكبير المسجل في إنتاج عدة خضروات هذه السنة كالبصل والثوم، مضيفا أن نظام "سيربالاك" سيشمل اللحوم الحمراء خاصة في المناطق التي تتوفر فيها مخازن التبريد. وأكد الوزير أن مصالح وزارته ستعمل جاهدة لإعادة إحياء النشاط التعاوني، وهو شرط أساسي لإنجاح سياسة القطاع، وقال في هذا الشأن أن قرض "الرفيق" بدون فوائد الذي تم إحداثه في 2008 لفائدة الفلاحين والموالين يهدف إلى تنظيم الفاعلين في إطار تعاونيات من اجل استفادة أحسن منه، مشيرا إلى أن إجراءات أخرى سيتم الإعلان عنها قريبا لتحسين شروط منح هذا القرض