حذّر الكاتب المغربي المقيم بإيطاليا، أمين بوشعيب، من أن غلاء الأسعار المستمر في منحى تصاعدي مخيف في المملكة مع اقتراب شهر رمضان، يشكل "قنبلة موقوتة" تهدّد أمن واستقرار البلاد. وتطرق الكاتب المغربي في مقال له تحت عنوان "غلاء الأسعار في المملكة قنبلة موقوتة" إلى ظاهرة "الغلاء الفاحش في المغرب" الذي قال إنه "تجاوز كل الحدود والدليل أن لا حديث للمغاربة اليوم إلا عن معاناتهم مع غلاء الأسعار في بيوتهم وفي أماكن العمل وفي المقاهي والنوادي وفي كل مكان، في وقت تفضل فيه حكومة، عزيز أخنوش، وضعية أذن من طين وأذن من عجين وكأن الأمر لا يهمها في شيء". وأكد بأن المغرب "يعيش احتقانا اجتماعيا بسبب ارتفاع الأسعار.. يبدو أن المغاربة قد نفد صبرهم"، مستدلا في ذلك ب«دراسة ميدانية أنجزها مجلس النواب حول "القيم وتفعيلها المؤسسي" والتي أبرزت وجود استعداد كبير لدى المغاربة للاحتجاج والخروج إلى الشارع في مظاهرات وحملات مقاطعة المنتوجات بما ينذر بانفجار الوضع". ولفت في هذا السياق إلى أن "المعارضة داخل البرلمان والنقابات تحاول من خلال بيانات التنديد بهذا الواقع المأساوي، أن ترفع الحرج عن نفسها فقط، لأنها تعلم أن الحكومة لا تعيرها أي اهتمام وأن مصير تلك البيانات هو سلة المهملات". ويرى الكاتب المغربي أن تصريحات رئيس الحكومة فيما يتعلق بوضع حد لغلاء الأسعار هي "ضحك على الذقون"، قائلا "لقد أصبح عزيز أخنوش محترفا في بيع الوهم.. جل خطاباته السياسية مليئة بالكلام المكرر والممل والذي سمعه المغاربة عشرات المرات ولم يعط جوابا شافيا لما يعانوه من فقر وبطالة". كما أشار الكاتب المغربي إلى تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية التي قال فيها إن "الحكومة تقوم بإجراءات مهمة لمواجهة الغلاء وأنها ملتزمة بحماية القدرة الشرائية وخفض الاسعار لكن لا شيء تحقق"، محذرا بالقول "كفى من الضحك على المغاربة بكلام لا يغني ولا يسمن من جوع، فالشعب أصبح أذكى مما تظنون وعما قريب سيخرج لينتزع حقوقه بأية وسيلة". وكان نفس الكاتب أكد، في مقال آخر تحت عنوان "من يدفع بالمغرب نحو الهاوية؟"، أن "هناك فئات عريضة غاضبة ومستاءة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها حكومة أخنوش والتي تسير الشأن العام بمنطق "الباترونا"، حيث تمنح الامتيازات والهدايا التي لا تعد ولا تحصى للشركات في قانون المالية 2023 وتمنح للشعب المزيد من الضرائب الإضافية، في الوقت الذي كان عليها أن تدعم المواد الأساسية والمحروقات". وتساءل في هذا الإطار "هل المغرب يعيش أجواء الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ وهل الانفجار الشعبي القادم قد يكون أشد خطورة مما سبق؟ علما بأن الغضب الصامت يكون أقوى ألف مرة من الغضب الناطق"، معربا في الأخير عن أمله في أن "يتدارك المسؤولون الأمر قبل فوات الأوان".