نظم المركز الثقافي الإسلامي أمس، ندوة بعنوان "لنأخذ بأيديهم لبر الأمان"، في إطار الحملة التحسيسية الوطنية للوقاية من المخدرات، تم خلالها تقديم عدة مداخلات من قبل أساتذة مختصين، إلى جانب إقامة معرض خاص للوقاية من المخدرات بالتعاون مع الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها. وسعى المختصون خلال الندوة إلى تشريح الظاهرة والحديث عن خطر السموم التي تخطف عقول الشباب وتدمر المجتمع، ودق ناقوس الخطر، من أجل إنقاذ فلذات الأكباد من مخالب الآفة، مع تقديم كتيبات تعرف بأنواع المخدرات ومطويات تحمل الحلول. في هذا الإطار، عرض الأستاذ الإمام عبد الرؤوف بوكثير، في مداخلته الموسومة ب«آفة المخدرات.. الأسباب والحلول"، خصوصيات هذه الظاهرة الخطيرة التي وصفها بالشر الذي يهدد الذكر والانثى والكبير والصغير، مؤكدا أنها تسلب الشخص حريته وهي من المحرمات، "حيث يعتبر المروج لها، ملعونا مثل المروج للخمر". كما تحدث عن أسبابها المختلفة على غرار التفكك الأسري، الفضول الزائد لدى الشباب، الفراغ الذي وصفه ب«القاتل الصامت"، التسرب المدرسي، تهرب الوالدين من المسؤولية، الدلال الزائد للأبناء، الثقة العمياء وعدم مراقبة الأبناء وكذا القدوة السيئة في المحيط الأسري ومرافقة أصدقاء السوء والبحث عن المكانة والرجولة، لاسيما من قبل الأطفال والمراهقين. واعتبر الأستاذ بوكثير، أن الحل يكمن في العلاج الإيماني بتقوية الوازع الديني، مؤكدا أن السعادة الحقيقية تكمن في القرب من الله عزوجل، وبالصلاة لأنها تنهى عن المنكر وتنظم حياة الأفراد، مع الإشارة الى الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في حماية الأبناء وانقاذهم. من جهتها أكدت حنان طلاس، مدربة استشارية أسرية وتربوية، أن العلاج النفسي ضروري جدا للمدمن، لأن من خلالها تتم استعادة الثقة بالنفس وبالآخرين لتقبل العلاج السلوكي وإتمام البرامج العلاجية، مؤكدة على الدور الذي تلعبه الاسرة لحماية أبنائها من حضن الشارع والمروّجين. أما بدر الدين بادر، المدير الفرعي للشؤون القانونية، بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات، فأوضح بأن الديوان يحمل على عاتقه مهمة التحسسيس في كل الأوقات، مع تنظيم أيام دراسية على مدار السنة والتعاون مع كل الجهات لمكافحة المخدرات.